أخبار الآن | أهوار إيران (علا مسعودي)

يهددُ الجفافُ الأرضَ الرطبةَ في جنوب إيران لقلة الأمطار وبناءِ السدودِ والمنازلِ الزراعيةِ، وبسبب مخلفاتِ المعامل، وهذا ما أضرَّ بالحزامالأخضرِ فيها بما يحويه من نباتات القصبِ والبردي، وعاد بالضررِ أيضًا على التنوعِ البيئيِّ والثروةِ السمكيةِ فضلًا عن اختفائها بعد أن كانت حاجزًا طبيعيًا يصدُّ العواصفَ الرمليةَ.

هذه العواملُ البيئيةُ كانت سببا في عقد وزارةِ البيئةِ في إيران ولمناسبة اليومِ العالميِّ للأرض الرطبة مؤتمرًا لمناقشة هذا الأمر والبحثِ عن حلول له.

لم تخلُ من من الحديث عن الجفاف احتفاليةُ اليومِ العالمي للأرض الرطبة في إيرانَ إذ إن الحكومةَ بالرَّغم من سعيها الحثيث لم تستطعْ كبحَ جِماحِ جفافٍ قضمَ ستةً وخمسين في المئة من مِساحة هذه الأرض لكنْ وسْطَ المعاناةِ البيئية، للحلول حضور.

إقرأ: خامنئي: الإيرانيون سيردون على تهديدات ترامب في ذكرى الثورة الإسلامية

قالت معصومة ابتكار نائب رئيس الجمهورية ورئيسة منظمة حماية البيئة الإيرانية تمكنا هذه السنةَ من إضافة مئةٍ وعشرين مليونَ مترٍ مكعَّبٍمن المياه العذبة، وهناك قناةٌ في طور البناء وهي ستجلبُ كميةً من المياه إلى الأهوار أيضًا فضلًا عن  أعمالِ بناءِ السدود التي خضعت لرِقابة وزارةِ البيئةِ للحد من هذه المشاكل.  

جيري لويس  منسق منظمة الامم المتحده في إيران  قال "نعملُ مع الحكومة وسكانِ الأهوارِ لتدريبهم على كيفية الاقتصادِ  في استعمال الماءِ ، ولو طُبِّقَ هذا الاقتصادُ  فإن قسمًا من الماء سيعودُإلى البحيرة ، والهدفُ هو إعادةُ مَلءِ الأهوار في السنوات المقبلة.  

راجح الموسوي وهو  سفير جمهورية العراق في إيران  أضاف تعليقا على التعاون "ندعو إلى الاستفادة من أيِّ تجارِبَ ومن أيِّ  بلدٍ في العالم، وياحبذا لو كانتِ الإماراتُ أو أيُّ بلدٍآخرَ في المِنطقة فَنحن كمثلِ الجسدِ الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسد بالسهر والحمى  

 وبعيدًا عن أجواءِ المؤتمراتِ يُظهِرُ ساكنو الأهوار تراثَهم لزوَّارِهم  بينما تأمُل معصومة في أن تكونَأهوارُهم ذاتَ يومٍ معلمًا سياحيًا يزورُه الناس .  

معصومة  من سكنة الأهوار قالت لنا "آمُلُ أن  يأتيَ الناسُ في المستقبل إلى هذه المِنطقة للسياحة فيصبحُ المكانُ أكثرَ جمالًا وسعةً ليستمعَ الناسُ به.   

مِنطقةٌ تزخرُ بثقافة عربيةٍ وبتنوعٍ بيئيٍ ينقسمُ بين الثروةِ السمكية والطيورِ المهاجرةِوالزراعة ،  لكنَّ السياحةَ تحتاجُ إلى أرضيةٍ تُساعدُها وهذا ماينقصُ هذه المِنطقةَ الآن.  

تقي ال بوخنفر من سكان منطقة  الأهوار قال "إن استمرتِ الأملاحُ في أرضنا فلن يبقى النخلُ ولا الزراعةُ ولا الحياةُ بل سينتهي الاقتصادِ برمتِه، وفضلًا عن زيادة الملوحةِ فتح هذا الجفافُ البابَ واسعًا للعواصف الترابيةِ التي زادت بأكثرَ من الخُمْسِ في السنوات الثلاثِ الأخيرة في مِنطقةٍ تُعادلُ قيمتُها الاقتصاديةُ عشَرةَأضعافِ قيمةِ الغاباتِ اقتصاديًا ومئتي ضِعفِ الأرضِ الزراعية.

 يقول سكانُ هذه الأهوار إنها قابَ قوسينِ أو أدنى  لتلحقَ ببحيرة أرومية لذا تجدُهم يرفعون أصواتَهم عاليًا مطالبين السلطاتِ المحليةَ والدَّوليةَ بحماية بيئتِهم.  

إقرأ أيضاً:

واشنطن تؤكد إصرارها على محاربة أنشطة إيران الشريرة

روحاني: الاتفاق النووي الإيراني مفيد للجميع بخلاف ما يعتقد ترامب