أخبار الآن | كفرزيتا – ريف حماه – سوريا (أحمد أمين)
خلال شهر فقط دمرت طائرات نظام الأسد وروسيا ما لم تدمره في عام كامل، في ريف حماه الشمالي، الخارج عن سيطرة الأسد، فبعد تدميرها عدة نقاط طبية ومسجدين، أغارات الطائرات الحربية على المركز 107 التابع للدفاع المدني، ما تسبب بخروجه عن الخدمة، الأمر الذي فاقم معاناة سكان تلك المناطق.
في مهمة لم تكن سهلةً، توجهنا إلى ريف حماه الشمالي، فمنذ عدة أسابيعَ والطائراتُ تستهدف كلَ شيء هنا.
المجازفةُ في دخول مدينة كفرزيتا، أكثرُ المدن تعرضاً للقصف بالآونة الأخيرة، فلقد دمرت الطائراتُ المشفى الرئيسَ ومسجدين مؤخراً، كما إستهدفت المركز 107 التابع للدفاع المدني، والذي كان وجهتَنا الأولى لدى دخولنا المدينة، قتلت الطائراتُ الروسيةُ هنا ثمانيةَ عناصر، وغادر من نجى.
إقرأ: مقتل 8 من الخوذ البيضاء في غارة روسية شمال حماة
على أطراف المقبرة التي إحتضنت جثامين حاملي السلام، إلتقينا بعلاء، الذي لا زال يتسحضر صورَ وأصواتِ رفاقِه الذين قُتلوا بالغارة، يذكر لنا تفاصيلَ عايشَها معهم، فكان الموقف قاسياً.
علاء قبلان عنصر من الدفاع المدني يقول: لقد كنا في دوامنا ضمن المركز، فجاءت طائرة وقامت بقصف المركز بشكل مباشر، وزملائي جميعهم علقوا تحت أنقاض المغارة، لقد إستغرقت عملية إخراجهم يوماً ونصف اليوم، فلقد بدأنا بإستخراجهم ثم توقفنا وعاودنا العمل، لم نكن مجرد زملاء بالعمل والمهمة، جميعنا كنا عائلة وإخوة، دائماً ما نطمئن على بعضنا في كل مهمة، حتى تفرقنا أو ساعة، تكلم بعضنا البعض.
استهداف مركز الدفاع المدني الرئيس في ريف حماه الشمالي سيخلف مأساةً تضاف إلى مآسي سكان هذه المناطق، إذ سارع مجلسُ محافظة حماه الحرة لإعلان ريف حماه الشمالي منطقةً منكوبةً، نظراً لتوقف فرق الدفاع المدني بسبب تدمير آلياتها بالقصف الأخير، فاللطامنةُ وكفرزيتا ومورك وعدةُ قرى اخرى، كلُها كانت ضمنَ نطاق عمل المركز 107.
محمد المحمد مدير المركز 109 بالدفاع المدني: الضربة الجوية كانت على المركز بشكل مباشر، توجهنا لهناك بعد إنتهاء الطيران الحربي من الطلعة الجوية، بالبداية كان عدد العناصر العالقين تحت الأنقاض مجهولاً لنا، وعند شروعنا بعملية البحث عادت الطائرات بكثافة غزيرة جداً، قامت بإستهداف نفس المنطقة.
الرسالة الإنسانية التي يحملها أصحابُ الخوذ البيض لم تشفع لهم عند طائرات النظام وروسيا، والتي تعمدُ في الفترة الأخيرة، لضرب أهم المفاصل الحيوية في المناطق الخارجة عن سلطة الأسد.
نظم رجال الدفاع المدني أنفسهم للتعاطي مع أكبر كارثة يشهدها العالم منذ بداية الحرب العالمية الثانية، إلا إنهم رغم إستهدافهم مصرين على إنقاذ حياة السوريين بشعارهم العريض، " ومن أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا".
إقرأ أيضاً:
أدلة جديدة على إستخدام الأسد أسلحة الكيماوي
قتلى مدنيون في قصف لنظام الأسد على ريف حلب