أخبار الآن | دوار زنبق – حي وزير أكبر خان – كابول (حصري)

يدّعون الإسلام والتديّن ويشنّون أبشع الجرائم بحق المدنيين الآمنين ، مسلمين وغير مسلمين ، دون أن تمنعهم شريعتهم ولا حتى أيام شهر رمضان المبارك من الإمعان في الإجرام والأذيّة.
ففي أفغانستان  وحدها رصدت أخبار الآن مسلسلا من الأحداث الدامية الذي طال العاصمة الأفغانية كابول.

في جولة سريعة لما تعيشه أفغانستان من عنف في شهر رمضان المبارك نقف أمام أعنف هجوم يقع منذ سنوات بحجمه وحجم ضحاياه ، إذ استهدفت شاحنة مفخخة كبيرة شارعا في كابول قرب السفارة الألمانية، وأسفرت عن مقتل وإصابة العشرات.

واتهمت وكالة الاستخبارات الأفغانية شبكة حقاني بالوقوف وراء هذا التفجير، الذي أسفر عن مقتل أكثر من مئة شخص وإصابة 400 آخرين بجروح معظمها دائم وخلّف عاهات مستديمة لا تشفيها الأيام ، وذلك وفقا لأحدث أرقام وفّرتها الحكومة الأفغانية.

يقول حسن شاه فروغ قائد شرطة كابول: "حسب المعلومات شاحنة نقل للمياه كانت مفخخة نفّذت هذا الهجوم العنيف. التفجير استهدف الشعب والمدنيين، والضحايا كلهم من المدنيين. العدو هو عدو البلاد والعباد. الخسائر كبيرة للغاية. كما والضحايا عددهم كبير

هجوم أدمى وأدمع وخلّف جراحا على جرائم ترتكبها جماعات بمسمّيات مختلفة ولكنّ النتيجة واحدة 

يقول فرهمند و هو أحد مصابي الهجوم: "ماذا علينا أن نفعل؟ ما لنا سوى الله ولا نشكو إلى إليه. من هم طالبان وغيرهم. إنهم وحوش تفترس البشر

بينما قال صفي الله و هو شاهد عيان: "الضحايا لا يعدّون. الضحايا كثيرون جدا. الأشلاء منتشرة هنا وهناك. وضع لا يوصف. وضع لا يطاق. لا تسألوا شيئا

و قال شاهد عيان آخر: "التفجير كان مرعبا جدا وأصاب الكثيرين. انتشر الرعب في كل مكان. دوي التفجير كان قويا جدا

بينما قال ثالث: "إنهم خونة يخونون البلاد ويقتلون الأبرياء

لم يكتف المهاجمون بذلك بل لاحقوا حتى من قضى نحبه بجرائمهم ، فبعد هذا الهجوم بيومين استهدف ثلاثة مهاجمين انتحاريين صلاة جنازة أحد ضحايا الهجوم، وكان قد حضر الجنازة عبد الله عبدالله الرئيس التنفيذي ومسؤولون كبار في الحكومة، تعبيرا عن وقوف الحكومة مع شعبها ، وأسفر الهجوم عن مقتل وإصابة العشرات أيضا.

إذا ، مسلسل درامي عنيف في شهر رمضان الكريم، وبين هجوم يتبناه داعش، وآخر تتبناه جماعة طالبان، وهجمات يستعصي على كلّ الإرهابيين تبنيها ، يواجه المواطن الأفغاني وضعا معيشيا كارثيا.
واللافت في الآونة الأخيرة بأفغانستان، اتساع رقعة استهداف المصلين والشعائر الدينية. فبعد الهجوم على صلاة الجنازة بكابول، حدث يوم الثلاثاء 6 من يونيو، تفجير آخر في جامع هرات التاريخي الكبير بولاية هرات غربي أفغانستان، ولقي في الهجوم 9 اشخاص مصرعهم، وجُرح 15 شخصا حسب الأرقام الرسمية.

على صعيد غير بعيد، أعلنت مفوضية حقوق الإنسان، بأن نسبة أرقام الضحايا المدنيين ارتفعت 12% في أفغانستان خلال العام الأخير، وتحمّل المفوضية الجماعات الإرهابية مسؤولية 67% 

على إثر هذه المعطيات الأرضية والتطورات الخطيرة، تتزايد الكراهية الشعبية تجاه طالبان وداعش بين عامة الشعب لتخسر من حجم البيئة الحاضنة لها إن وجدت ، وأصبحت أي عملية أو خطوة ترمي نحو التسوية السياسية أو التفاوض مع هذه الجماعات تحظى بالرفض.
 

 

إقرأ أيضاً
أفغانستان تتهم شبكة حقاني والإستخبارات الباكستانية بالوقوف وراء تفجير كابول
قرقاش يؤكد دعم الإمارات لأمن واستقرار افغانستان