أخبار الآن | الإمارات العربية المتحدة (تحليل)
أصدر إعلام داعش تسجيلاً صوتياً جديداً يزعم أنه لزعيم التنظيم الغائب أبو بكر البغدادي. في هذه الرسالة الصوتية، حاول البغدادي إخبار أتباعه أن التنظيم لم ينته بعد وما زال على قيد الحياة. وشدد البغدادي على أن التنظيم مستمر في القيام بعشرات الهجمات في العالم. ولكن، بالتمعن في خطابه، نرى أنه يحمل الكثير من المخاوف والشكوك حول المستقبل. إليكم بعض النقاط التي وجدناها هامة.
لا تغيير في عزلة البغدادي
تم إصدار هذه الرسالة بعد اكثر من 4 أشهر. هذا وقت طويل بالنظر إلى الأجندة الإقليمية والعالمية و المتغيرات السريعة. يؤكد تباعد الخطابات المتعاقبة على أن أبو بكر البغدادي لا يزال مختبئاً ومعزولاً عن فلول تنظيمه.
المراجع الدينية: ما الذي يحاول تعويضه؟
رسالة البغدادي مبنية بالكامل كخطبة دينية. هذا ليس بغير الإعتيادي. ومع ذلك، فإن استمرار النقد من داخل التنظيم لمرجعية البغدادي الدينية لا يزال ملحوظًا. بطريقة ما، لا يزال البغدادي في حالة حرب مع كبار علماء داعش. هذه هي طريقته في محاولة إثبات مرجعيته الأيديولوجية في وجه خصومه. ومع ذلك، فإن رسالته تستخدم الدين فقط وتشتمل على تعابير دينية , ولكن لا تفعل شيئًا للرد على النقد الموجه إلى إديولوجية قيادته.
خبير: داعش لا يملك خطة لخلافة البغدادي و تم قتل جميع قادته
الإفراط في الإشارة إلى ضرورة للطاعة
يشير البغدادي مرارًا وتكراراً إلى الطاعة والحاجة إلى الالتزام بالمسار. إنه نهج محفوف بالمخاطر لأنه يربط الطاعة للدين بشخصه، ما يجعل خصومه وأعداءه داخل داعش يشعرون بالإشمئزاز.
القلق بشأن الصراع الداخلي
كرر البغدادي مرارا كلمات تشير إلى قلقه العميق حيال الانقسامات الداخلية والصراع. يبدو أنه يصور صراعًا ملحميًا بين ما يسميه المجاهدين الصادقين والمنافقين. على ما يبدو أنه حتى في المكان الذي يختبئ فيه، فإن الصراع الداخلي لداعش يسبب أزمة كبيرة للبغدادي.
كيف تصارع أبو بكر البغدادي مع مقاتليه الأجانب بينما كان يحاول البقاء على قيد الحياة
الأعذار
يخوض البغدادي في تفاصيل كثيرة ويذكر مراراً مدى قوة عدوه. ربما يكون قد يحاول تفسير انهيار دولته. ومع ذلك، سيتساءل أتباعه عما يعنيه هذا بالنسبة للمستقبل، بالنظر إلى أن التحالف العالمي ضد البغدادي لا يزال متينا.
يطالب بالصبر، ولا يقدم شيئاً
لم يقدم البغدادي شيئا لأتباعه، يطلب منهم التحلي بالصبر والثبات. إلى متى؟ هذا غير واضح. لا يريد البغدادي خسارتهم، لكن يبدو أنه لا يستطيع فعل شيء في الوقت الحالي سوى قول “انتظروا”. قد يجد الكثير من أتباعه ذلك مخيبا للآمال بشكل كبير.
ذكر الهول ولكن لا وعود هناك أيضاً
إشارة البغدادي إلى عائلات داعش في مخيم الهول للاجئين في شمال شرق سوريا أمر مهم للغاية، إذ إنه لا تزال الكثير من المقاتلات المتشددات اللاتي يعشن في المخيم يعربن عن ولائهن للبغدادي. لم يقدم لهن البغدادي أي وعود، لكنه ذكر الوضع الذي تعيش فيه نساء داعش في المخيمات. داعياً الى أن يذهب ما تبقى من عناصر التنظيم لاقتحام المخيم. يجب اعتبار اهتمام البغدادي بذكر الهول تهديداً جديداً للمنطقة من قبل داعش، كما أن ذلك يؤكد أن المعركة ضد داعش لا يمكن تهدئتها, أو أنه لا ينبغي أن توضع العراقيل في دربها.
للمزيد: عائلات داعش في مخيم الهول، هل يرفعون علم موتهم؟
إلى البغدادي.. هذا ما تقوله امرأة ألمانية في داعش
هل يحاول إشعال جبهات قتال جديدة؟
يجب أخذ إشارات البغدادي إلى مناطق العمليات المختلفة على محمل الجد. من الممكن أنه لم يذكر تونس وليبيا بشكل اعتباطي . في هذه الحالة، سيكون من الحكمة تجديد اليقظة والحذر ضد داعش في البلدان والأقاليم التي ذكرها البغدادي. يرى داعش أن كلاًّ من حفتر والسراج في ليبيا أعداء له، وبينما تظل ليبيا منقسمة، فمن الواضح أن داعش عدو لجميع المواطنين الليبيين بغض النظر عن انتمائهم السياسي أو العسكري.
لا دليل على الحياة
الخطاب له إشارة بسيطة جداً إلى الأحداث الجارية. بالنسبة لمؤيديه وأعدائه على حد سواء، فإن رسالة البغدادي لا تجيب على السؤال الأكثر أهمية: هل هو حي أم ميت؟ لا توجد وسيلة لإثبات ذلك عن طريق الرسالة , لأنه لم يشر إلى الأحداث الأخيرة. يتحدث عن الصراع الليبي ومخيم الهول، ولكن دون إشارة إلى مدة زمنية محددة. هذه الرسالة لا تقدم دليلاً على حياته.
هل يسقط البغدادي بنيران معارضيه داخل التنظيم؟
هل يمكن أن يكون هذا وداع البغدادي؟
كانت إشارة البغدادي إلى خطبة الوداع للرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) غريبة. نظرًا لأنه يساوي نفسه بالدين، يثير ذلك التساؤلات إن كان البغدادي يعيش أيامه الأخيرة عندما تم تسجيل هذه الرسالة. كانت إشارة البغدادي إلى الرغبة في “حسن الختام” أمراً مثيراً للاهتمام. لماذا كان يتحدث عن النهاية؟
بعد هذا الخطاب، سيتساءل أتباعه بالتأكيد عما يخفيه البغدادي بالضبط عنهم.
إقرأ المزيد:
فيديو البغدادي .. ماذا نكتشف بعد نظرة متعمقة؟
من هو الأقل كفاءة؟ البغدادي أم ماكينته الدعائية؟