أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (عبيد أعبيد)
في أول خروج إعلامي للقاضي البرازيلي الفدرالي، ماركوس جوسيغري، المسؤول عن التحقيق والحكم في قضية خلية تنظيم “داعش” الإرهابي في البرازيل، أو ما عرف إعلاميا بخلية عملية “هاشتاغ”.
تلفزيون الآن، انتقل إلى مدينة “كوريتيبا”، لمحاورة كارلوس جوسيغري، أهم القضاة الفيدراليين في البرازيل، تحدث عن أجواء التحقيق مع متطرفي تنظيمي “داعش” و”القاعدة” في البرازيل، وكيف كانوا يخططون لعملية إرهابية ضد السياح، عشية انطلاق ألعاب الأولمبياد الأخيرة في البلاد.
القاضي البرازيلي الفدرالي، ماركوس جوسيغري، كشف أيضا عن معطيات مهمة تفيد اعتماد متطرفي التنظيمين الإرهابيين داعش والقاعدة على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير.
كما تحدث عن نشاط جماعات متطرفة أخرى، مثل “حزب الله” المصنف دوليا في قوائم الإرهاب، على الحدود الثلاثية بين البرازيل، الأرجنتين والباراغواي، في عمليات تبييض الأموال.
وقال في مستهل المقابلة : “تم تسليمنا قضية عملية “هاشتاغ” هنا في هذه المحكمة الفيدرالية في شهر مايو 2016، من قبل شعبة مكافحة الإرهاب التابعة للشرطة الاتحادية، التي يقع مقرها في برازيليا، عاصمة البرازيل، لأن أحد المتهمين بالقضية كان يعيش هنا في مدينة كوريتيبا”.
وأضاف :”ان حقيقة ما حدث والذي تسبب في هذه العملية، وجلبها إلى هذه المحكمة الفيدرالية، هو أن بعض الناس انضموا وبدأوا في مشاركة أفكار “الدولة الإسلامية” من خلال شبكات التواصل الاجتماعي وعبر الإنترنت.
قاموا بمشاركة مقاطع فيديو وأعمال إرهابية انتشرت حينها، اكتشفنا من خلال مراقبة حديثهم أنهم كانوا يخططون لشن هجمات على وفود أجنبية أو ضد سواح من دول كانت أعضاء في التحالف الذي كان يحارب الدولة الإسلامية، خلال الألعاب الأولومبية التي كانت ستقام في البرازيل في شهر يوليو من ذات العام”.
وأفاد في معرض المقابلة، ان واحد من متطرفي خلية “داعش”، كان داخل السجن وتعلم مبادئ الفكر الإرهابي الراديكالي، مردفا :”تعلّم مبادئ الفكر الإرهابي والراديكالي بنفسه خلال قضائه فترة محكوميته الأولى، مع بعض المعلومات الأساسية، فيما تبيّن عدم اتصاله مع جهات خارجية، انما بدوافع ذاتية دون اتصال مباشر مع أي أفراد المنظمة. في الوقت الذي تبين وجود نوع من تقدير الجماعات الارهابية لهذا النوع من العمل. بمجرد الافراج عن الموقوف، بعد قضاء الحكم بتهمة القتل، بدأ بالبحث عبر الإنترنت عن أشخاص آخرين، يشعر بأن لهم ميول لهذا النوع من الأفكار، وهذا النوع من العمل الارهابي، وهو ما ظهر خلال تحقيقتنا الرئيسية بعد اعتقالهم”.
ومضى مسترسلا بالقول:”قام أفراد الخلية بالبحث والوصول إلى مقاطع لفيديو ومواقع عبر الويب تنشر الأفكار والمعتقدات الإرهابية وقاموا بالإنضمام إليها بدافعٍ منهم.. فيما قام عدد من أعضاء الخلية بمحاولة التواصل مع المنظمات الارهابية في الخارج والوصول الى أفراد من الجماعة الارهابية من الأجانب، لكن محاولاتهم لم تنجح.. ليقوموا بتحفيز بعضهم على ممارسة أفعال ارهابية عبر نشر المعلومات عن كيفية تنفيذ هذه الأعمال وتفاصيلها من خلال ما وصلوا إليه من معلومات عبر الإنترنت، ثم بدأوا بالتحضير للقيام بمعسكرٍ تدريبي للخلية ارهابية في منطقة في البرازيل، بالقرب من الحدود مع بوليفيا. حيث تبين أن نيتهم خلق مكان للعمليات بالقرب من الحدود مع بوليفيا”.
وعن هدف المجموعة الإرهابية، قال القاضي الفدرالي في معرض حديثه :”وفقا لاعترافات رئيس المجموعة، كان الهدف هو الوصول إلى التسلح والتدريب في المعسكر لإعداد أنفسهم لارتكاب بعض الأعمال الارهابية داخل البرازيل خلال دورة الالعاب الاولمبية، فيما كان لديهم خطة بديلة في حال عدم استطاعتهم تنفيذ الهجمات، وهي الهجرة الى داعش. فيما تم التخطيط لتنفيذ هذا السيناريو عشية الأولمبياد، لكن ما أفشله هو إطلاق عملية هاشتاج واعتقال هؤلاء الأشخاص وإدانتهم في نهاية المطاف”.
متطرفو “القاعدة”
ولم تتوقف ارتباطات المتطرفين بتنظيم “داعش” فحسب، بل القاعدة أيضا، إذ قال القاضي :”الجماعات الارهابية التي انتسبوا لها كانت في المقام الأول -داعش- بينما كان تنظيم القاعدة، هو التنظيم الثاني، الذي ضم أفراد الخلية أنفسهم له، وحاولوا جاهداً نشر أفكاره ومعتقداته الارهابية عبر الانترنت في البرازيل.
وأفاد في معرض رده على سؤال لـ”تلفزيون الآن”، :”أنكر الجميع أنهم نجحوا في محاولة الاتصال بهذه الجماعات الارهابية. من المهم أن أذكر أن الشخص الذي عُين قائداً للمجموعة والذي تلقى أعلى عقوبة، عندما أتيحت له الفرصة لتقديم روايته للوقائع في المحكمة، اختار أن يبقى صامتا. قمت بطرح عددٍ من الأسئلة عليه، بينما رفض الإجابة على أي منها، مستخدماً حقه في الدستور البرازيلي الذي لا يلزم المدعى عليه بالإجابة على أسئلة القاضي أو مكتب المدعي أو حتى أسئلة الدفاع. لهذا لم نستطع الحصول على مزيد من المعلومات من قائد المجموعة نظراً لكونه رفض التعاون مع العدالة.. بينما أنزلنا به أشد عقوبة وأعلى حكم”.
ونفى الآخرون بشدة، بحسب القاضي “أنهم تمكنوا من الوصول المباشر إلى أعضاء المنظمات الإرهابية خارج البرازيل. في الوقت الذي أقروا به بأنهم حاولوا ذلك. ووفقاً لتحقيقاتنا لم نجد دليلاً على أنهم نجحوا بهذا الاتصال”.
ومضى قائلا :”كرروا انكارهم أيضا في المحكمة. بينما كنا نعاملهم كخلية واحدة وفقاً للنظام القضائي البرازيلي، لمحاولتهم تنظيم خلية محلية، يتم تأسيسها من قبل الموقوفين أنفسهم اضافةً لضم كل من قد يشترك معهم في ذات التوجهات والأفكار من الذين يمكنهم الوصول إليهم عبر الإنترنت. دون الحاجة الى اتصال مباشر مع أي عضو من أعضاء تنظيم القاعدة أو الدولة الإسلامية ، وهما المجموعتان الإرهابيتان الرئيسيتان اللتان ادعيا أنهما استلهموا فكرهم منهما.. قمنا بالإستماع لافادة جميع الشهود، كما تم استجواب كافة المتهمين.. بعدها استطعت تقسيم هذه المجموعة إلى قسمين: الأشخاص الأربعة الذين كانوا الأكثر تأثيراً وفعالية، والذين أداروا الإجراءات، والذين سعوا إلى تجنيد الآخرين وهم الأكثر نشاطًا. والأشخاص الأربعة الآخرين الذين كانوا أقل نشاطًا، والذين كانوا هم أول من وافق بشكل أساسي على دعوة المجموعة الأولى للانضمام اليهم دون أخذ زمام المبادرة في الجرم الارهابي”.
المزيد:
كبير قضاة البرازيل يكشف لتلفزيون الآن مخططات داعش في بلاده