طالبان تنشر الخوف بين المواطنين الأفغان في استمرار للسياسات المتشددة

  • مواطن أفغاني يدلي بشهادته حول واقعة مطار كابول وفجأة يغير تصريحاته
  • الأفغاني قام بمدح طالبان بعدما حاصره عدد من العناصر المتشددة
  • الموقف يعكس خوف المواطنين من العنف الذي تنتهجه عناصر طالبان

 

رغم محاولات طالبان إرسال رسائل للمجتمع الدولي عبر قرارها بالعفو عن الأطراف الأفغانية المتصارعة معها، إلا أن المواطنين يشيرون إلى وجود عكس ذلك، حيث تظهر دلائل على قمع وتشدد يتوقع أن يعيشهم الشعب الأفغاني.

أخبار الآن رصدت هذا الأمر، خلال إجراء إحدى المقابلات، حيث كان يشير أحد الأفغان إلى مراسل أخبار الآن عن شهادته بشأن ما حدث في مطار كابول أثناء اندفاع المدنيين للحاق بالطائرات الأمريكية التي قامت بعمليات الإجلاء.

ويتابع المواطن الأفغاني قائلاً: ” جئت هنا حسب ما سمعت من الناس بأن هناك طائرات تستقل الناس إلي أمريكا ولكني لم أشاهد ذهاب أي أحد عبر هذه الطائرات، كنت مع ٣٠ شخص في داخل المطار حيث حاولنا الذهاب إلى أمريكا، ولكن دون جدوى، لم نستطع ذلك”

ولكن أثناء المقابلة، قام المواطن الأفغاني فجأة بتغيير محور كلامه، إلى الكيل بالمدح والثناء على طالبان، وذلك بعد وقوف عناصر من طالبان خلفه، أثناء إجراء المقابلة.

ويعكس هذا التحول مدى تشدد طالبان في التعامل مع المدنيين، وكذلك مدى خشية المدنيين من العنف الذي تنتهجه جماعة طالبان.

موقف يعكس الخوف.. مواطن أفغاني يبدل تصريحاته لأخبار الآن فجأة بعد ظهور عناصر طالبان

ويشهد المواطنون الأفغان أكبر أزماتهم في الفترة الحالية، مع استيلاء طالبان وسيطرتها على مقاليد الحكم في البلاد، حيث تصبح الحريات هي أهم ما يؤرق الأفغان في ظل تجربة سيئة خاضوها مع متشددي طالبان في السابق.

وأعلن صندوق النقد الدولي الأربعاء أنه علّق المساعدات المرصودة لأفغانستان بسبب الضبابية المحيطة بوضعية القادة في كابول بعد سيطرة طالبان على البلاد.

ويؤكد الأفغان خلال تصريحاتهم لوسائل الإعلام أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن مخاوفهم بشأن قمع الحريات ليست خيالية، بل واقع ملموس يعززه سلوك عناصر طالبان في التعامل مع المدنيين.

في سياق متصل، أعلنت الأمم المتّحدة الأربعاء أنّها باشرت إجلاء قسم من موظفيها من أفغانستان، في وقت يحاول فيه المئات من طالبي اللجوء الأفغان الفرار من بلدهم.

موقف يعكس الخوف.. مواطن أفغاني يبدل تصريحاته لأخبار الآن فجأة بعد ظهور عناصر طالبان

طالبان تقيم حاجزا أمنيا بمحيط مطار كابول حيث تمنع عمليات الإجلاء من العاصمة الأفغانية -خاص

وأشار وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان الأربعاء أنّه يتعيّن على طالبان التقيّد بخمسة شروط مسبقة لكي يحظى نظامها باعتراف المجتمع الدولي، مشدّداً على أنّ ما تدلي به الجماعة المتشدّدة من تصريحات معتدلة لا قيمة له إن لم تقرن قولها بالفعل.

وقال لودريان في مقابلة مع شبكة “بي إف إم تي في” الإخبارية الفرنسية “أعلم أنّهم (طالبان) يبذلون جهوداً كثيرة في محاولة للحصول على اعتراف دولي، لكن لا يكفي إصدار تصريحات نقرأها هنا وهناك بشأن احترام حقوق المرأة، فالمطلوب هو أفعال”.

وأضاف “إذا كان الجيل الجديد من طالبان يريد اعترافاً دولياً فيتعيّن عليهم أولاً أن يسمحوا بخروج الأفغان الذين يريدون مغادرة هذا البلد لأنهم خائفون، ومن ثم عليهم أن يحولوا دون أن يصبح بلدهم ملاذاً للإرهاب. يجب عليهم أن يثبتوا ذلك بشكل ملموس للغاية”.