لم يكن مشهد سقوط العاصمة الأفغانية كابول الشهر الماضي أشد غرابة، من مشهد السقوط المروّع لأفغانيين تعلّقوا بطائرة أمريكية كانت تغادر مطار كابول بعيد اقتحام الحركة للعاصمة الأفغانية، وهروب آلاف الأفغانيين من البلاد.
- شقيق الشاب الأفغاني زكي أنوري الذي قضى في مطار كابول يروي تفاصيل جديد عن موت شقيقه
- زكي أنوري كان أحد الشبان الأفغان الذين حاول الهروب من أفغانستان مع عودة حركة طالبان
- شقيق زكي أنوري يعيش حالة نفسية صعبة نتيجة رحيل أخيه ويوضح سبب هروب أخيه
محمد زكي أنوري شاب أفغاني، كان أحد ضحايا مشهد السقوط المروّع والذي تناقلت صوره معظم وسائل الإعلام حول العالم، لتختزل مشهداً يعبّر عن ألم عشرات سنين الحرب التي عاشتها أفغانستان وانتهت على الأقل في هذا العام، بسقوط الحكم بيد طالبان.
أخبار الآن التقت شقيق زكي أنوري، الذي استذكر بألم كبير أخيه قبل مقتله، وقال: “أنا الأخ الأكبر للشهيد زكي أنوري.. أسرتنا تتألف من ٩ أشخاص، نحن ٤ أخوه ولدينا ٣ اخوات، فضلاً عن والدي ووالدتي.. ولدينا أخ متنزوج وكذلك اخت متزوجة”.
وأضاف: “فرق العمر بيننا عامان فقط.. لقد عشنا سوياً وكنّا متقربين في كلّ شيئ.. أخي كان مثابراً وذكياً وماهراً أيضاً، فاسمه زكي وهو بالفعل يتصف بالذكاء.. كان حسن الخلق ومحبوباً منذ طفولته. لقد كان ودوداً مع الجميع والكل يحبّه وكذلك كان جاداً في عمله.. قضينا معظم طفولتنا وشبابنا في كابول”.
هواية دمرتها الحرب
زاكر أنوري تحدّث عن هواية أخيه زكي؛ وكيف كان يعشق رياضة كرة القدم، إلّا أنّ أوضاع البلاد لم تسمح لأخيه بتنمية موهبته، فكل ما هو جميل يدفن في ذلك البلد، وقال: “أحب أخي كرة القدم.. كان لاعباً ماهراً ومتابعاً لأخبار تلك الرياضة.. كانا متعلّقاً بها بشكل خاص وبكلّ ما يتعلق بكرة القدم.. لقد عشقها منذ طفولته”.
وأردف: “سقوط النظام الحاكم وقتل العصابات لأعضاء الحكومة والوضع الذي اصبحت عليه كابول؛ تسبب في حالة ضغط عصبي وحالة تشويش للجميع.. لا يعلم أحد كيف سيصبح المستقبل وكيف ستكون الحياة.. لا يعلم أحد ماذا سيحدث وأخي زكي لم يكن يرى أيّ مستقبل للرياضة ولا للدراسة ولا للأسرة”.
وأضاف: “الخوف وفقدان الأمل دفعاه للذهاب إلى المطار وتعريض حياته للخطر بالصعود على متن الطائرة”.
زاكر أنوري نفى الرواية التي تناقلتها وسائل الإعلام حول تفاصيل سقوط أخيه من على متن الطائرة، وقال: “بعض وسائل الإعلام قالت إنّ أخي سقط إمّا من داخل الطائرة أو من على جناح الطائرة، لكن أخي ذكي لم يسقط من الطائرة.. لقد رافق أخي زكي شخص يدعى الدكتور الزبير؛ ونتيجة حالة التدافع بين الناس حول الطائرة سقطا أسفل عجلات الطائرة”.
وأضاف: “أخي زكي لم يسقط من الطائرة بعد صعوده على متنها.. لقد اتصل بنا شخص مجهول من هاتف أخي زكي وقال إنّ أخيك سقط أسفل عجلات الطائرة وحملته الإسعاف إلى أحد المستشفيات لتحاول إسعافه نتيجة الجروح التي أصيب بها.. لكن تلك المحاولات لم تجد نفعا، وتوفي أخي نتيجة ذلك الحادث”.
ربّما تشبث زكي أنوري بالطائرة كان سعياً لتحقيق الحلم خارج أفغانستان. لكن في ذلك اليوم سقط الحلم كما سقط هومن على الطائرة، أو كما قضى تحت عجلاتها.
شاهدوا أيضاً: الأفغانية باشتانا دوراني تتحدى طالبان.. “سأبقى أعمل رغماً عن أنوفكم”