ملف المنح المحدودة لمرضى السرطان للعلاج خارج اليمن

تتبعت مراسلة أخبار الآن في اليمن المنح المحدودة التي رُصدت لمرضى السرطان للعلاج خارج اليمن أبرزها منح الأردن المقدمة لهم للعلاج في مركز الحسين للسرطان، فقررنا فتح الملف ومعرفة حجم الأزمة وكيف يتم علاج مرضى السرطان داخل اليمن وحجم الدعم المقدم لهم ليكون بذلك أخبار الآن أول محطة تفتح هذا الملف على الاطلاق، لم يسبق أن تابع ملفهم أحد وبدت المعلومات شبه منعدمة وغير متوفرة لننطلق في رحلة البحث.

علاج مرضى السرطان في مستشفى للولادة

أخبرني الجميع أن مرضى السرطان متواجدون في مستشفى الصداقة للولادة، فكيف تم دمجهم مع المرضى الأخرين؟ لأحصل عى الاجابات توجهت الى المستشفى لمعاينة واقعهم، اكتظاظ كبير والجميع ينتظر الطبيب المعالج قادمين من جميع محافظات الجنوب عدن وشبوة ولحج وحضر موت والحديدة وأبين، لم أعرف بالتحديد من أي باب أدخل للقائهم وبعد عدة أسئلة علمت أنهم متواجدون في الطابق الرابع، صعدت الى هناك ورأيت لوحة صغيرة كتب عليها مركز أورام عدن وظهرت لي حينها عبارات (قسم الأورام ) (قسم الاطفال ) وطلبت من رئيسة قسم الأورام الدكتورة سعاد الحبيب مرافقتي لشرح الحالات بالتحديد وتمكنت من الاستماع لعدد كبير منهم وسالتها عن سبب وجودهم في طابق واحد فأكدت لي محاولتهم الانتقال الى مركز مستقل خاص بمرضى السرطان منذ سنوات ولم تفلح الجهود حتى اللحظة في تأمين هذا المشروع أو الشروع به على الأقل.
الموت البطيء.. لماذا توقف بناء المشروع الحلم "مركز أورام عدن"؟

طفلة مريضة سرطان في مستشفى الصداقة في عدن

مئات المرضى بلا مأوى

شاهدت عددا من الأطفال على سرير واحد، وتكرر المشهد طوال مروري في القسم المكتظ، سألت مدير مركز أورام عدن الدكتور جمال عبد الحميد عن عدد الأسرة،

فأكد أن أنهم بدأوا علاج مرضى السرطان في 2007 ب 8 أسرة ثم توسعوا تدريجيا حتى اليوم ليصلوا الى 100 سرير بعد ان وافق مستشفى الصداقة للولادة على استضافتهم واعطائهم الطابق الرابع لبدء عملهم منوها الى علاجهم أكثر من 3000 مريض بالسرطان في الوقت الحالي وهذا العدد الهائل لا يتمكن من المكوث في المستشفى والمغادرة فورا بعد أخذ الجرعات تفاديا لاصابتهم بأي عدوى من المرضى الأخرين القادمين للعلاج في مستشفى الصداقة.
الموت البطيء.. لماذا توقف بناء المشروع الحلم "مركز أورام عدن"؟

طفلة مريضة سرطان في مستشفى الصداقة في عدن

المشروع الحلم.. حبر على ورق

طلبت من الدكتور جمال أحدث الوثائق التي تم العمل عليها لانشاء مشروع مركز أورام عدن وقام بتزويدي بجميع الخطابات التي تم توجيهها لوزارة الصحة والمالية والتخطيط اليمنية منذ 2013 حتى اليوم والتي لم تفلح في إقامة مركز أورام عدن ( المشروع الحلم )على حد وصفه وبينت الخطابات التي بدأت منذ 2013 حتى اليوم عدم إنجاز أي تقدم في ملف المشروع منذ 15 عاما، وأكد لي حاجتهم على الأقل لمكان خاص يقدمون فيه العلاج الاشعاعي كمرحلة أولى تمهيدية يتبعها لاحقا مركز مستقل في محاولة لتخفيف جزء من معاناة المرضى الذين يموت كثير منهم بسب فقدان العلاج الاشعاعي وهو نوع من العلاجات يتطلب مبنى خاص به لم يتم بناؤه بعد ولا يمكن تقديمه بدون انشاء المبنى
لا يتوفر قسم لاجراء عمليات الاستئصال للأروام السرطانية للمرضى رغم وجود الكادر الطبي المؤهل لاجراءها
مدير مركز أورام عدن الدكتور جمال عبد الحميد
وهو ما يستبب في موت كثير من المرضى، والدة أحد الاطفال المصابين بسرطان الغدد اللمفاوية أكدت حاجة ابنها لإجراء عملية استئصال الغدد السرطانية وعدم توفرها داخل اليمن بشكل عام وحاجة طفلها الملحة للسفر الى الخارج في مصر أو الاردن لاجراءها وهو ما لا تستطيعه لعد متوفر تكاليفه، ورغم أن العملية يجب أن تتم في أسرع وقت أكدت أنها لا تملك أي وسيلة لنقله للخارج وربما تشهد موته في أي لحظة أمام الجميع.
الموت البطيء.. لماذا توقف بناء المشروع الحلم "مركز أورام عدن"؟

مراسلة أخبار الآن سونيا الزغول في لقاء مع أطفال في مستشفى الصداقة في عدن

مستشفى بلا موازنة تشغيلية

رغم شح الموارد وإنقطاع الدعم المالي لعلاجهم يتم استقبال جميع مرضى السرطان من عدن والمحافظات الاخرى، والدة الطفلة إلين أكدت حصولها على تكاليف علاج طفلتها المصابة بسرطان الدم من فاعلي الخير، شاهدت عدد كبيرا من الأطفال المصابين بسرطان الدم المزمن يطالبون بابر المناعة الشهرية التي تصل تكلفة الواحدة منها ما يقارب 400 ألف ريال يمني في حين الدخل الشهرية للأسرة لا يتجاوز 65 ألف ريال يمني، معاناة أكدوا لي أنها لا تتوقف الا بعملية زرع نخاع لا يمكن إجراءها داخل اليمن وتتطلب السفر للخارج، موضحين عدم قدرتهم على تحمل تكلفة كل ما ذكر واعتمادهم على فاعلي الخير للحصول على العلاج فالمستشفى يعمل بلا موزانة تشغليه حسب ما أكد مدير مركز أورام عدن الدكتور جمال عبد الحميد.
الموت البطيء.. لماذا توقف بناء المشروع الحلم "مركز أورام عدن"؟
..
معظم مرضى السرطان في مستشفى الصداقة مصابون بأمراض أخرى لتدني مناعتهم بسبب العلاج الكيماوي وترتفع احتمالات إصابتهم بالعدوى من المرضى الآخرين في المستشفى بحسب مدير قسم الأورام الدكتورة سعاد الحبيب التي أكدت أن العلاج الكيماوي يدمر الخلايا الطبيعية ويخفض المناعة، فلماذا حتى الأن لم يتحول قسم علاج السرطان الى مركز متخصص منفصل لحمايتهم من مون محتم على حد وصفها كما كان مقررا وفقا للمبادرات الدولية المتعددة ؟

جهاز التشخيص الوحيد في صنعاء

طالب الكادر الطبي في قسم علاج مرضى السرطان بمستشفى الصداقة للولادة بجهاز يشخص نوع الخلايا السرطانية يتم تخصيصه لعدن في دولة يتوفر فيها جهاز تشخيص وحيد في صنعاء فقط والتي تبعد عن عدن  9 ساعات بالسيارة وهو ما يتسبب في تلف العينات قبل وصولها إضافة الى تعطل الجهاز في صنعاء لأسابيع تاركا المرضى في انتظار لا يمكن تحمله بسبب عدم قدرة الأطباء تحديد نوع السرطان الذي يعانيه المريض قبل بدء وصف العلاج المناسب له وتاخر العلاج لعدم القدرة على التشخيص يرفع احتمالات الموت او اعطاء علاجات غير ملائمة بحسب الدكتورة حبيب.
الموت البطيء.. لماذا توقف بناء المشروع الحلم "مركز أورام عدن"؟

الأطفال المرضى بالسرطان يعانون من أمراض أخرى

أين وزارة الصحة؟

رغم جهود وزارة الصحة اليمينة لدعم جميع المستشفيات في جميع المحافظات أكد لي وكيل وزارة الصحة الدكتور علي الوليدي عقدهم اجتماعات مع ادارة مستشفى الصداقة للولادة وتوفيرهم دعما متنوعا لجميع المرضى وعدم تركيزهم بشكل محدد على مرضى السرطان وإنشاء مركز للأروام مشيرا الى أنهم تلقوا وعودا من منظمة الصحة العالمية لمساعدتهم على استحداثه، وأن أخر اجتماع جمعهم كان قبل عام ولم يتمكنوا من الوصول الى أي تفاهمات مع جهات مانحة لانشاء المشروع الحلم.
 رئيس الصحة في الجنوب الدكتور سالم الشبحي شدد على ضرورة إشراك الجميع كحل أخير لإنجاز المشروع واكد مدير مركز أورام عدن الدكتور جمال عبد الحميد متابعته الملف مع جميع وزارات الصحة والتخطيط والمالية مع محافظ عدن لتنفيذ بناء مركز العلاج الإشعاعي كمرحلة أولى على أقل تقدير ثم مبنى أورام عدن لافتا الى معانتهم من التأجيلات المستمرة بين وزارات الصحة والتخطيط والمالية ومطالبا بذل جهود مضاعفة من جميع المعنيين لإنجاز مشروع الحلم (مركز أورام عدن)