الانهيار من الداخل.. قيادي في القاعدة يشرح موجة التآكل الذاتي في التنظيم
- الثقة والمصداقية فقدها التنظيم إثر الدموية التي تعامل بها
- البدوي لم ينشق وحيداً بل انشق معه ما يقارب 16 فرد
ليس سرا أن تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية يواجه تحديات داخليه جمة أدخلته في موجة تآكل ذاتي، وبلغت أزمته الداخلية ذروتها منذ تولي خالد باطرفي مهام قيادة التنظيم خلفا لقاسم الريمي، لكن الجديد هو متابعة هذا الانهيار من منظور التنظيم نفسه وعلى لسان أحد قياداته البارزين.
القيادي في محافظة شبوة اليمنية شرقي اليمن، قرر الحديث بعد أن استشعر فداحة الوضع الذي بات عليه تنظيم قاعدة في اليمن مفضلا اعتزاله والتواري في مسقط رأسه.
قيادة التنظيم التي أصبحت متمثلة بخالد باطرفي وخبيب السوداني و ابراهيم البنا، كانت إنعكاساتها سلبية على قوة التنظيم وحاضنته الشعبية في كثير من المحافظات التي كان له موطئ قدم وكانت محافظة شبوة اليمنية المحافظة الاكثر تقبلا لتنظيم القاعدة في اليمن.
وأشار القيادي إلى أن الثقة التي كانت أحد أهم أسس التنظيم، والتي كانت تجعل أي قيادي أو عنصر في التنظيم مستعد أن يقدم أخوه أو أبوه للتحقيق معه ومحاكمته، فقدها التنظيم إثر الدموية التي تعامل بها ابراهيم البنا قائد الجهاز الأمني للتنظيم مع قيادات وعناصر التنظيم.
وأوضح القيادي أن إبراهيم البنا شكك في أغلب من يعملون معه في الجهاز الأمني، حتى أنه قام بتصفية يعقوب الحضرمي دون أي اثبات أو محاكمة شرعية، كما قام بتصفيات العشرات، مشيراً أن كل الوعود التي قدمت بأنه سيقدم الاثبات والدلائل والاعترافات، على من تم تصفيتهم هي مجرد أكاذيب.
وبحسب تعبيره فإن الأزمة الداخلية المتنامية تعود إلى سبب رئيسي: ” انحاز تنظيم القاعدة عن تحكيم شرع الله و ظلم أفراده دون الرجوع لمحاكم شرعية”.
انحاز تنظيم القاعدة عن تحكيم شرع الله و ظلم أفراده دون الرجوع لمحاكم شرعية
قيادي منشق عن القاعدة
وأكد القيادي في حديثه لأخبار الآن، بأنهم فقدوا الثقة بعد أن تم التشكيك في القيادات والعناصر، واتهموهم بالتجسس وعلى إثرها بدأ ابراهيم البنأ وجهازه الأمني بعمليات تعذيب وقتل لقيادات وعناصر التنظيم ، وكل هذا دون أدلة واضحة ولا محاكم شرعية وأكد القيادي ان في بعض قضايا التصفية اعترفت قيادات التنظيم بأنهم أخطؤوا وأبدوا استعدادهم للاعتذار إلى أهالي من تم تصفيتهم ويقدم لهم ديات مشيراً إلى أن هذه الخطوة كانت تهدف إلى محاولة إعادة الثقة إلى القيادات الذين اعتزلوا التنظيم، لكن فشل التنظيم في ذلك.
نشبت الأزمة الداخلية لتنظيم القاعدة اثر عمليات القتل والتعذيب وإلقاء التهم بالقيام بالجوسسة للكثير من القيادات والعناصر، رافقتها عمليات انشقاق للقيادات تنظيم القاعدة في اليمن، لا سيما أبناء محافظة شبوة.
كما يرى أن تنظيم القاعدة انحاز عن تحكيم شرع الله و ظلم أفراده دون الرجوع لمحاكم شرعية ونتج عن ذلك أن العشرات من قيادات وعناصر تنظيم القاعدة انشقوا بشكل كامل عن التنظيم اثر عمليات القتل والتعذيب التي تعرض لها العشرات من عناصر التنظيم دون أي محاكمة شرعية.
إضافة إلى أن أحد أبرز المنشقين عن التنظيم هو أحد المقربين من القيادي في الصف الاول سعد عاطف العولقي، قريب القيادي العولقي لم يكن الوحيد من أبناء شبوة الذين انشقوا عن التنظيم بل تتابعت الانشقاقات على مستوى قيادات الصف الثاني والثالث في التنظيم.
نجاح الشيخ أبو علي الحارثي “قائد بن سالم بن سنيان الحارثي” في توفير بيئة آمنة لإنشاء معسكرات تدريب في محافظات يمنية عدة واستقطاب الشباب من قبيلته وأيضا قبائل أخرى، أساس نهج اتبعته القاعدة في تعاملها مع اليمن منذ اول لحظات تواجده، وقاموا بالتركيز على استقطاب مشائخ يمنيين الذين بدورهم سيقومون بتوفير بيئة امنة و حاضنه شعبية و بالتالي تسهل عملية استقطاب الشباب اليمني الى التنظيم. واستمرت القاعدة بهذا النهج حتى بعد اعلان إنشاء تنظيم الجهاد في جزيرة العرب في 2009.
أكدت المصادر لـ”أخبار الآن” أن حسين باشيبه والمعروف بـ”حسين البدوي” وهو المسؤول العسكري للتنظيم في المناطق الشرقية في شبوة واحد أقدم قيادات التنظيم انشق عن التنظيم أيضا.
ويعتبر البدوي أحد القيادات الذي أعلنوا عن جماعة القاعدة في تأسيسها، وهو من أبناء حوطة الفقيه علي القريبة من عزان، ومن قادة عملية السيطرة على منطقة عزان في 2011.
ووفق المصادر الخاصة فإن البدوي لم ينشق وحيداً بل انشق معه ما يقارب 16 فرد من قبيلته معظهم كانوا قيادات متوسطة في التنظيم.
وبخسارة البدوي خسارة التنظيم واحده من أكبر حواضنه الشعبية في محافظة شبوة, فقد كان حسين البدوي يوفر بيئة آمنة للتنظيم كما أنه يؤمن عملية الاستقطاب التي يقوم به التنظيم في شبوة.
أكدت المصادر لـ”أخبار الآن” أن قيادات أخرى من مناطق في محافظة شبوة أيضا تركوا التنظيم وبانشقاقهم خسر التنظيم مناطق أخرى كان يعول عليها كثير في عمليات التجنيد، كالحوطة، والصعيد انشق العشرات من أبناءه من التنظيم.
وأشارت المصادر إلى أن هناك عزوف كبير من الشباب في محافظة شبوة عن الالتحاق بالتنظيم، وأغلب محاولات الاستقطاب التي ينفذها التنظيم في مناطق المحاذية لمحافظة أبين والبيضاء، باءت بالفشل.
وطالبت المصادر محافظ محافظة شبوة لتشكيل للجنة للعمل على تقبل كل من يريد ترك تنظيم القاعدة والعودة إلى مجتمعه المحلي، لا سيما أنه هناك العشرات الذين تركوا التنظيم ولكنهم لم يتمكنوا من ايجاد قبول مجتمعي لهم، أيضا العشرات مازالوا ضمن القاعدة وينتظرون أي بادرة ايجابية لترك التنظيم المتطرف.
وكان القيادي في تنظيم القاعدة أبو عبيدة الحضرمي قد هاجم في تسجيل صوتي الشباب اثر عزوفهم عن الالتحاق بتنظيم القاعدة.