في ظلّ استمرار العدوان الروسي على أوكرانيا، أعلن برلمان إستونيا رسمياً أنّ روسيا هي نظام إرهابي، واتهم موسكو بشنّ إبادة جماعية بحقّ الشعب الأوكراني. ونال الاقتراح 88 صوتاً مؤيداً لذلك من أصل 101. وقد دعت دول البلطيق الاتحاد الأوروبي إلى العمل مع الشركاء الدوليين من أجل تأليف محكمة جنائية دولية خاصة بالحرب الروسية على أوكرانيا، سعياً لتحقيق العدالة ومحاسبة روسيا على جرائمها في أوكرانيا.
- برلمان إستونيا يعلن روسيا نظاماً إرهابياً ومساع لتأليف محكمة جنائية دولية لمحكامة أركان النظام الروسي
- وزير خارجية إستونيا لأخبار الآن: كلّ دول العالم يجب أن تدين الحرب على أوكرانيا ويجب محاكمة بوتين
- وزير خارجية: أريد أن أرى بوتين في الجحيم والمجتمع الدولي لا يقوم بما يكفي لدعم أوكرانيا بحربها مع روسيا
بحسب وزراء خارجية دول البلطيق، سيكّمل تأليف محكمة خاصة دور المحكمة الجنائية الدولية، وأوضحوا في بيانهم المشترك: “بينما ستقاضي المحكمة الجنائية الدولية الأفراد على جرائم الحرب والإبادة الجماعية والجرائم ضدّ الإنسانية، فإنّ مسؤولية المحكمة الخاصة الأساسية ستكون التحقيق في جريمة العدوان”.
في ذلك السياق، قال وزير خارجية إستونيا أورماس رينسالو (Urmas Reinsalu) لـ”أخبار الآن” في لقاء خاص، إنّ “إستونيا تقدمت باقتراح – دول البلطيق اتخذت قراراً عاجلاً – واقترحنا على الاتحاد الأوروبي أنّ سياسة الاتحاد الأوروبي يجب أن تترجم بتأسيس المحكمة الجنائية الدولية بشأن جرائم العدوان الروسي، لأن المحكمة الجنائية الدولية تتمتع بصلاحيات محدودة بموجب نظامها الأساسي، لأنّ المحكمة الجنائية الدولية لديها صلاحيات محدودة ولا يمكنها التعامل مع ذلك العدوان الإجرامي، أعني القرار ببدء تلك العملية الإجرامية الذي اتخذه أشخاص يشغلون مناصب عليا، أيضاً القادة في الإتحاد الأوروبي، بالأمس طلب المجلس الأوروبي من المفوضية الأوروبية دراسة كيفية إنشاء الإطار المتعلق بالمسؤولية الجنائية الدولية بما في ذلك جريمة ذلك العدوان، يجب أن يتحمل بوتين المسؤولية القانونية عن تلك الجرائم ضدّ الإنسانية التي يقترفها خلال ولايته بحق دولة أخرى”.
وبالنسبة لراينسالو فإنّ العالم، بما في ذلك المجتمع الغربي لم يفعل ما يكفي لمساعدة أوكرانيا في الحرب، وناشد كلّ الدول الأوروبية لمساعدة أوكرانيا عبر توريد الأسلحة قائلاً: “يجب على المجتمع الدولي أن يبادر فوراً إلى إتخاذ إجراءات ضدّ الإتحاد الروسي، ويجب أن تتضمن قراراً بتوزيع واسع الانتشار للأسلحة الثقيلة التي طلبتها أوكرانيا، ونحن نتحدث عن الدفاعات الجوية وعن الصواريخ والقذائف، ودعني أؤكّد أنّ هناك حاجة ملحّة لرفع مستوى العقوبات خصوصاً في ما يتعلق بأسعار النفط الروسي والمنتجات النفطية، فالعائدات التي تجنيها روسيا من بيع مواردها الطبيعة خصوصاً النفط والغاز، تموّل تجهيزاتها العسكرية، وذلك الأمر ليس موضوعاً سياسياً فحسب، بل مسؤولية إنسانية أيضاً، لذا على كل دول العالم أن تعمل على اتخاذ تدابير تقييدية تحرم روسيا من تلك المداخيل الكبيرة التي حصلت عليها جرّاء الارتفاع الكبير في أسعار النفط خلال الحرب، ومن المفارقات الكبرى والأخلاقية أنّ الدولة المعتدية من الممكن أن تتفوق بسبب ارتفاع أسعار تلك المنتجات”.
راينسالو: أفضل أن أراه يذهب إلى الجحيم
وتابع راينسالو: “أريد إنشاء محكمة وأريد أن أرى بوتين يواجه تلك المحكمة بما فعله وأفضل أن أراه يذهب إلى الجحيم، ذلك تقييمي. أعتقد أنّنا يجب أن نقول بوضوح إنّ تلك إبادة جماعية، ما يحصل في أوكرانيا هو حرب إبادة جماعية وهي تحصل في العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين، كلّ دول العالم يجب أن تدين تلك الحرب وأن تبذل ما في وسعها لوقفها، ويجب إحضار أولئك المسؤولين عن تلك الجرائم إلى المحاكم لمحاسبتهم.
تجدر الإشارة إلى أنّ كييف قد طلبت من أوروبا والغرب وتحديداً واشنطن وألمانيا، تزويدها بأنظمة الدفاع الجوي منذ وقت طويل، لكنها لم تحصل عليها، الأمر الذي رآه البعض أنّه أثّر بشكل مباشر على الواقع الأوكراني ميدانياً. وعقب القمة الأوروبية في بروكسل، قال رينسالو لـ”أخبار الآن” إنّ “الاتحاد الأوروبي يدرس وسيلة مشتركة لتوريد الغاز بهدف الحفاظ على الاحتياط الأوروبي، كما تم الاتفاق مبدئياً على وضع حد لأسعار الغاز في القارة، على أن تُبحث التفاصيل الخاصة بتلك الأسعار الأسبوع القادم خلال اجتماع وزراء الطاقة الأوروبيين”.
وقد فشل زعماء الاتحاد الأوروبي في التوصّل إلى اتفاق على وضع سقف لأسعار الغاز الطبيعي بعد نقاش مطوّل في بروكسل مؤخراً، وقرّروا في ختام المناقشات إجراء دراسات لتحديد التبعات الممكنة لوضع سقف سعري للغاز، الذي يهدف لمعاقبة روسيا وتقليل إيراداتها المالية من تجارته.
رينسالو : لكلّ دولة مصالح اقتصادية محددة
وحول الخلافات داخل الإتحاد الأوروبي، صرّح وزير خارجية إستونيا بأنّ لكلّ دولة مصالح اقتصادية محددة، وكلّ دولة تحتاج مصادر طاقة مختلفة بأحجام مختلفة، “وإذا أخدنا في الاعتبار أنّنا نتبع نهجاً شاملاً، فإنّ الدول الأوروبية تشعر اليوم بالأمان أكثر ممّا كان عليه الوضع قبل شهر أو اثنين”.
وأشار رينسالو إلى أنّ احتياطات الغاز عادت إلى سعتها الكاملة تقريباً، “فضلاً عن اعتقادنا بأنّه بإمكاننا تخفيض استهلاك الطاقة والكهرباء تحديداً، وفي تلك الحالة فإنّ المحاولات الروسية لاستخدام الطاقة كسلاح ضدّ أوروبا لن تنجح”.
وكانت إستونيا من الدول السبّاقة في الإعلان عن توجهها لوقف الاعتماد على الطاقة الروسية مع نهاية العام الحالي، وجدّد رينسالو في ذلك الإطار تمسّك بلاده بذلك الخيار، موضحاً أنّ البديل سيكون الغاز المسال الذي يصل إلى موانئ ليتوانيا، كما أنّ بلاده تقوم حالياً ببناء محطتها البحرية الخاصة لتلقي الغاز المسال من فنلندا، إلى جانب الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة، مؤكداً تحقيق تقدم في وضع سياسات تخفض استهلاك الطاقة.
شاهدوا أيضاً: رئيسة إستونيا السابقة كيرستي كاليولايد تكشف تفاصيل لقاءاتها مع بوتين: خططه القديمة لم تتغير