بوتين أراد بث الذعر في كييف فسمح بالتنكيل بأهالي بوتشا
- الفتيات الصغيرات في بوتشا تعرضن للاغتصاب على يد الروس
- أهالي بوتشا أخفوا عن الجدة أن جثة حفيدتها أكلتها الحيوانات بعد أن قتلها الروس
- الروس تركوا جثث زملائهم خلفهم فدفنها أهالي بوتشا في مقبرة ضحاياهم
“بوتين = الحرب” كتب الشاب الروسي ميكائيل سوكوروتشين هذه العبارة على جدران مدينته في روسيا منذ أكثر من أسبوع مما تسبب في القبض عليه وتعذيبه من قبل أجهزة الأمن الروسية وعن السبب الذي دفع لرسم هذا “الجرافيتي” على جدران الشوارع أجاب ميكائيل أن “بوتشا” هي السبب و في لقاء تلفزيوني له على شبكة سي إن إن بعد تمكنه من الفرار إلى باريس، أوضح قائلًا: “بعد المذبحة في بوتشا، شعرت بأني لا أملك الحق بالبقاء ساكنًا، بأن علي أن أقوم بأي شيء على الأقل لإظهار أنني لست متواطئًا مع هذه المأساة وجرائم القتل”.
وأكّد الطالب أنه رضخ إلى الجنود تحت وطأة الضغط منهم، وأضاف: “قمت بتسجيل فيديو قلت فيه إني أحب بوتين وأني أدعم إجراءاته في أوكرانيا، لكن هذا كذب. بعدما سجلت الفيديو تم إطلاق سراحي”.
كانت مدينة بوتشا الأوكرانية خير مثال على التشابه بين ما تفعله روسيا اليوم وما فعله المغول من قبل، فكما كان جنكيز خان وهولاكو يتعمدان تدمير المدن وممارسة الجرائم ضد سكانها لتصل أخبار الفظائع إلى العواصم القريبة من تلك المدن لتمتلئ النفوس خوفا وتقع المدن ذعرا فقط قبل سماع أقدام خيول المغول تقترب.
هكذا فعل بوتين وجنوده في بوتشا ومجموعة من المدن القريبة من كييف، حيث ساقت الأخبار أحاديثا عن المذابح وجثث القتلى في الشوارع واغتصاب الورورد الصغيرة من أطفال بوتشا.
كان المخطط أن تصل رسائل الترويع، إلى كييف فتقع ذعرًا قبل أن تصل خيول القيصر العمياء إلى قلب العاصمة الأوكرانية، كما وقعت دمشق وحلب في يد المغول بعد اجتياح بغداد وارتكاب جرائم الحرب بها.
المقاتلون الروس أطلقوا الرصاص في الطرقات بصورة عشوائية
هل هي مصادفة أن يبدأ بوتين حربه على أوكرانيا في 24 فبراير من عام 2022 بينما بدأ اجتياح بغداد في 14 فبراير 1258م ، إنه نفس الشهر، هكذا هي الكوارث تتكرر على الأمم وتجمعها متشابهات عدة ربما أولها شهر الاجتياح،
فنجد أنه في بوتشا لم يقم الروس بحفر مقابر جماعية ليخفوا بها جثث ضحاياهم، بل هم لم يبالوا بها تتكدس في الشوارع لتصير طعاما للحيوانات، وهذا ما حدث حين دخل هولاكو بغداد كانت الجثث في كل مكان في المدينة ، حتى أنهم تركوها من كثرتها في الشوارع فخرجت رائحتها وانتشرت الأمراض والأوبئة مثل الطاعون وغيره، حتى إن المؤرخين ذكروا أن الأوبئة وصلت حلب ودمشق بسبب تلوث الرياح الآتية من بغداد، وكما حملت الرياح الأمراض ةالأوبئة إلى حلب ودمشق وسائر مدن الشام وغيرها من المدن المجاورة حملت رائحة الموت والفزع والخوف من الوقوف بوجه المغول.
شاهد العيان لدينا اليوم هو الأب أندري غولوفين كاهن كنيسة القديس أندراوس في بوتشا الذي حمل على عاتقه مسؤولية دفن جثث السكان المدنيين، لينشئ المقبرة الجماعية خلف الكنيسة والتي ألحق بها فيما بعض المقاتلين الروس الذين تركهم زملاؤهم أثناء هزيمتهم ورحيلهم عن المدينة، فالروس لا يعيرون اهتماما لأمر الجثث سواء كانت جثث زملائهم أو جثث ضحاياهم، كما أخبرنا الكاهن أندري.
الكاهن غولوفين لم يكن يحفر القبور ويلملم ما تبقى من أشلاء الضحايا في شوارع المدينة المنكوبة ليصلي عليها ويدفنها فقط، بل كان شاهد العيان على حياة شعبه تحت وطأة احتلال أراد أن يفزع باقي أوكرانيا بأخبار الجرائم التي تخرج من بوتشا، لتقع كييف بعد ذلك ، كما انتقلت أخبار الرعب من بغداد إلى حلب ودمشق لتقعا في أيام معدودة، ومن نوادر ما يذكر في الرعغب الذي بثه المغول في المدن بسبب مذابح بغداد أن أحد العرب في إحدى المدن التي اجتاحها المغول صادفه مقاتل مغولي، فأخبره أن ينتظر في مكانه ولا يتحرك حتى يقتل جاره ويعود إليه ليقتله، فالتزم الرجل بالأمر وظل واقفا مرتجفا حتى عاد إليه المغولي وقتله.
ورغم أننا في عصر مختلف عن ذلك العصر الذي نجحت فيه طريقة المغول في بث الذعر وسقوط المدن بغير مقاومة، إلاَّ أن أخبار ما حدث في بوتشا جعلت أهالي بعض المدن القريبة من الدونباس يخرجون رافعين أعلام روسيا، ولكن ذلك لم يشفع لهم فجميع هذه المدن خاوية الآن لأن روسيا قامت بترحيل الأهالي إلى سيبيريا ومناطق نائية وحلت محلهم بمواطنين روس .
ويقول الكاهن أندري غولوفين في حواره مع “أخبار الآن” من داخل كنيسة القديس أندراوس في بوتشا”: لم تكن هناك معارك كبيرة هنا، كما كانت المعارك في غوستوميل وإربين وبوروديانكا، عندما قتلوا الشارع تلو الشارع و المبني تلو الآخر كل هؤلاء الناس لم يقتلوا أثناء الحرب في معركة، على الأقل الغالبية العظمى منهم، فقط تم إطلاق النار عليهم، كما أن أكثر من 90٪ من أسباب الوفاة ليست انفجارات عرضية ، على سبيل المثال، أن شخصا لم يختبئ أو استخف بالأمر فخرج فتم قتله بل إن ما حدث هنا ما هو إلا جرائم قتل مع سبق الإصرار لأنها جروح ناجمة عن طلقات نارية موجهة للضحايا”
الحيوانات أكلت أعضاء المدنيين على الأرصفة والمشرحة كانت بلا كهرباء أو غاز
“أصيب كثير من الناس برصاص القناصين و قُتل العديد من الأشخاص داخل السيارات عندما حاولوا الفرار بل إنهم قتلوا أيضا داخل المنازل، حتى أن هناك حالات كان فيها الروس يعيشون في المنزل وقبل مغادرتهم ، أطلقوا النار على المالكين” هكذا يحكي الكاهن أندرو الذي كان مسؤولا عن المدينة في ذلك الوقت ويكمل قائلا “قبرنا الجماعي يضم 116 شخصًا. من بينهم 30 امرأة وطفلين، و من العسكريين ، هناك عدة رجال عسكريين ، هؤلاء من العسكريين الروس، لم يكن الروس مهتمين حتى بقتلى جنودهم، لقد خرجوا من هنا، لكن لم يأخذوا جثث قتلاهم معهم بل تركوها في الشوارع للكلاب والحيوانات لتأكلها كما فعلوا في جثث المدنيين من أهالي بوتشا”
ويضيف الكاهن أندريه متأثرا بما شاهده من جثث وبقايا وأشلاء نهشتها الحيوانات في شوارع بوتشا، وهو نفس ما حدث لجثث سكان بغداد بعد أن اختبأ كل من بقي على قيد الحياة في الأنفاق والسراديب لما يزيد عن 4 يوما، أما عن بوتشا فيقول أندريه ” لدينا مثال حي حيث عاش مغني معبدنا في منطقة صغيرة مات بها 11 شخصًا، بعض الجثث كانت عليها آثار التعذيب وتضررت لدرجة أن الروس أرادوا إخفاءها وألقوا 6 جثث على كومة من الخشب وأضرموا فيها النيران من بينهم عائلة مكونة من ثلاثة أشخاص و هي عائله المغني نفسه”
ثم وجه الراهب كلامه إلى محررة “أخبار الآن” قائلا” أنتِ بنفسكِ زرتِ للتو المقبرة وأولئك الأشخاص الذين يحملون الجثث في هذه الصورة، يعملون الآن هناك. وهذا يعني أنهم محليون أي من سكان المنطقة من جيراننا وأهلنا عدد كبير من الجثث التي تم حرقها تعرضت للتعذيب ثم أطلق عليهم الرصاص، آثار الطلقات النارية على الذراعين وعلى الحائط، وهناك العديد من مثل هذه الحالات، جميع الأشخاص الذين ماتوا هنا هم من السكان المحليين وأصدقائنا وأقاربنا”
دحض ادعاءات روسية بفبركة الصور
ادعت روسيا أن الحديث عن جرائم حرب ارتكبها الروس في بوتشا ما هو إلا محض كذب وافتراء، ولذا فنَّد شاهد العيان لدينا ذلك الادعاء قائلا” لدينا معرض صور يجسد المأساة التي حدثت على أراضي المدينة ، وهناك صور فوتوغرافية التقطتها الوكالات العالمية، وإحدى هذه الصور الشهيرة في العالم ، كانت حيث يرقد رجل، وبجانبه دراجة وكلب إذا استمعت إلى الادعاءات الروسية، حيث يقولون إن كل هذه الجثث مزروعة وتم جلبها ووضعها في الشوارع وكل هذا تم تنظيمه وتزييفه، من الناحية النظرية ، يمكننا أن نفترض أنهم وضعوا جسدًا ، ووضعوا دراجة ولكن كيف نجعل كلبًا يجلس بالقرب من شخص ما غريب عنه؟!”
وردا على سؤال كيف تم اكتشاف المقابر الجماعية في بوتشا أجاب أندرو غولوفين “فلنبدأ بحقيقة أننا لم نبحث عنها إطلاقا، بل نحن من أنشأناها ونحن من تشاركنا و دفناهم، وحتي تتفهمون الموقف فقد كانت الأحداث يوم ١٠ مارس لم يكن آنذاك إنترنت بالمدينة و من صوروا هذه الأحداث و تمكنوا من المغادرة ووجدوا إنترنت و قاموا بنشرها، أقيمت الجنازة الأولي في ١٠ مارس وكان الروس حينها موجودين بالمدينة هنا و بالقرب من المعبد، رأيتم في الفيديو أن هناك خندقان و عدة مقابر صغيرة”
يخرج الكاهن هاتفه الجوال ويفتحه ويشير لنا على مراحل حفر المقابر التي وثقها شارحًا لنا” احتوى الخندق الأول على جثث كانت معظمها في المشرحة. لم تتمكن المشرحة من مواصلة العمل في حفظ الجثث بسبب عدم وجود كهرباء أو غاز، أو ماء أو اتصالات، كان على تلك الجثث أن تذهب إلى مكان ما، لم يكن الروس مهتمين لأمر الجثث، بالإضافة إلى تلك الجثث التي كانت في المشرحة، كانت هناك جثث في الشوارع وهنا، بالقرب من الهيكل، تم دفن أجزاء تلك الجثث التي تمكنا من جمعها و هنالك جثث كانت في وسط المدينة كان من المستحيل الدخول إليها، لأنهم كانوا يطلقون النار”.
الروس قتلوا 420 مدنيا في بوتشا وحدها
يشرح الأب غولوفين كيف اتخذوا قرارا بعمل المقبرة الجماعية فيقول” في صباح اليوم العاشر ، عقدت اجتماعا مع رئيس البلدية وأثاروا سؤالا مفاده أن هذا هو أفضل مكان يمكنك فيه دفن الناس ، فالمستشفى قريب ، 400 متر ، مساحة كبيرة حيث يمكنك دفن الجميع، فما هو السبب الذي دفعنا لذلك؟ لأن المقبرة خارج المدينة وكان من المستحيل الوصول إليها، وبالتالي اتفقنا مع رئيس البلدية بأننا لسنا ضد الدفن المؤقت للجثث هنا، لأن هؤلاء هم مدنيون، هؤلاء ليسوا بعض الجثث التي تم إحضارها، هؤلاء هم السكان المحليون.”
وردا على سؤالنا له: هل كان الروس يتعمدون دخول المنازل وقتل الأسر بكاملها؟
رد الأب أندري” ليس في كل منزل دخلوه قتلوا الناس، ولكن لكي تفهمي ما حدث في بوتشا عليكي أن تعلمي أنه إذا كان عدد القتلى حوالي 1350 مدنيًا في منطقة كييف، فقد مات حوالي 420 شخصًا في بوتشا وحدها، أي أن لكل 3 مدنيين قتلوا في مناطق كيف كان منهم شخص من بوتشا مدني فقط، لم تكن هناك وحدات عسكرية هنا”.
المدينة كانت خالية إلا من الهواء.. فخرجوا ليموتوا
ربما يقول البعض ما الذي أجبر سكان بوتشا على الخروج للشوارع رغم علمهم بوجود الجنود الروس وأنهم يطلقون النار على كل من يروه ، الإجابة عند الأب غولوفين الذي عايش مأساة أهله من سكان بوتشا وعاشها معهم حيث يقول شارحا” لم يكن هناك شئ في المنازل ولا في المدينة غير الهواء، لا كهرباء ولا ماء و غاز، لا شئ في المباني الشاهقة، عمل الناس علي إفراغ البطاريات التي في المنازل، للتدفئه حتي يحصلوا علي بعض الماء ليتمكنوا من الذهاب علي الأقل الي المرحاض، لم تكن هنالك متاجر ولا صيدليات ولا أي شيء، و بالطبع كان لابد للناس من الخروج علي مسئوليتهم الخاصة و البحث عن الطعام و الحطب و الماء وهذا هو السبب الرئيسي لوجود الكثير من القتلى في الشوارع.”
مؤسس مقبرة بوتشا: الاغتصاب طال الفتيات بعمر 12 والرجال بعمر الـ60
لم تقف جرائم الروس في بوتشا على القتل العشوائي في الشوارع وملاحقة من حاول الفرار ذعرا منهم وقتله داخل سيارته أثناء رحلة الهروب، فقد انتشرت حالات الاغتصاب على يد الجنود الروس ضد الفتيات الصغيرات بل والفتية والرجال العجائز أيضا.
إنه أيضا نفس السلوك الذي كان ينتهجه مقاتلو هولاكو، فقد اغتصبوا فتيات بغداد الصغيرات بل إنهم بقروا بطون النساء الحوامل ومثلوا بالأجنة، هو فقط اختلاف الزمان أثر على اختلاف درجة البشاعة ولكنها نفس الفلسفة، فلسفة الإذلال وبث الرعب إلى المدن القادمة في طريق خيول القيصر المحتل.
بروي لنا رجل الدين كيف أتته فتيات صغيرات من أهل المدينة مغتصبات على يد الروس ليفتيهن في إمكانية الإجهاض ، وحين سألته وبماذا أفتيتهن؟
رفض الإجابة، ولكنه تساءل كيف لطفلة في الثانية عشر من عمرها أن تصبح أمًّا؟
استنتجت في داخلي أنه على الأرجح قد أفتى لهن بالسماح بالإجهاض رغم أنه أخبرنا أن الإجهاض بالنسبة لتلك الفتيات في هذا السن الصغير ربما يعني حرمانهن من الأمومة باقي حياتهن.
المغتصبات ذهبن لقسّ المدينة ليفتيهنَّ بالإجهاض
لم تكن الفتيات الصغيرات فقط هدفا للاغتصاب في انظار المقاتلين الروس ، فقد عثروا على جثة رجل ستيني سكن الروس منزله، وجدوه الأهالي مغتصبا قبل إنهاء حياته بطلفة رصاص في رأسه
ويقول الراهب أندري غولوفين عن حوادث الاغتصاب ” نعم كان هناك حوادث اغتصاب واغتصاب للقاصرات وكان عمر إحداهن 12 عاما، علاوة على ذلك ، كانت أغلب المغتصبات حوامل وكنَّ تاتين إليَّ للسؤال عن إمكانية الإجهاض ورأيي كرجل دين فيه، لأفتيهن بترك الطفل أو الإجهاض ، رغم أن الإجهاض في بعض الحالات كان يعني أن هناك احتمالًا ألا تنجب هذه الفتاة طفلا أبدًا. هذه الفتاة التي حملت عمرها 12 سنة فقط.”
كان الأب غولوفين متأثرا بشدة حين تطرقنا إلى هذا الموضوع وبدا التأثر جليا على ملامحه من شدة الألم من تذكر التفاصيل التي حكتها له الضحايا ، ثم أردف قائلا: لا يمكنني التحدث كثيرًا عن هذه المواضيع. هذا ليس نوعًا من التكتم، بل هذه حياة الآخرين الخاصة. لا يمكنني الحديث عن ذلك بدون موافقتهم.”
ثم استطرد قائلا: حتى إنني أعلم أنه كانت هناك حالات اغتصاب لرجال، صغار وكبار حيث تم اغتصاب رجل في عمر الـ٦٠ ثم رميه بالرصاص علمنا ذلك حين عثرنا عليه مقتولا ثم قام الطب الشرعي بتشريح الجثة ليكتشفوا أنه تم اغتصابه قبل قتله.
وحينما سألناه كيف تفسر اغتصاب رجل في الستين من عمره؟
فأجابنا الأب غولوفن: كيف تفسرون أن الأبرياء يقتلون؟ الذين لم يستفزوا العدو ؟ كيف نفسر هذه الحرب؟ لماذا هوجمنا؟ لماذا نُقتل؟، لا تفسير يقبله العقل.
وفي بوتشا أيضا كانت هناك جدة أقامت مقبرة خلف منزلها في بوتشا لابنها وزوجته وحفيدته ، أخبرها الجيران أنهم وجدوا جثة الحفيدة مع الأب والأم ودفنوها معهم، ولكنها لا تعرف أن جثة حفيدتها أكلتها الحيوانات حين قتلها الروس مع أبويها في الشارع ، مازالت الجدة تصلي من أجل ابنها وحفيدتها ولم يستطع أحدا ان يخبر الجدة أن حفيدتها ليست في المقبرة فجسدها الصغير لم يتبق منه شيء ليدفن.
فليس أصعب على النفس من فقدان الأحبة إلا عدم وجود رفاة نذكرهم عنده بأنهم كانوا هنا، عاشوا وماتوا ودفنوا في أرضهم .
هكذا حرم جنود بوتين بعض الأهالي في بوتشا من مجرد وجود شاهد قبر لذويهم بعد أن سلبوا أعمارهم.