دروزدوف: روسيا تتقرب لإيران لعدم وجود أصدقاء أقوياء لها

  •  إيران أقرت بتزويدها روسيا بطائرات مسيرة
  • أوكرانيا عززت من قوتها الجوية لتواجه هجمات روسيا بطائرات إيران

أقرت إيران مؤخرا بأنها أرسلت طائرات مسيرة إلى روسيا، لكنها شددت على أنها زودت حليفتها بها قبل الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير الماضي، مؤكدة بذلك اتهامات كييف لموسكو باستخدام مسيّرات إيرانية الصنع لشن هجمات ضد المدنيين والبنى التحتية.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان قوله “زودنا روسيا بعدد محدود من المسيّرات قبل أشهر من الحرب في أوكرانيا”، وفي المقابل واصلت الدول الأوروبية وأمريكا بتقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا، حيث أعلنت كييف الاثنين أنها تسلّمت من الولايات المتحدة وإسبانيا والنرويج أنظمة دفاع جوي جديدة، تهدف إلى صد القصف الروسي الكثيف على البنى التحتية الحيوية.

وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف في تغريدة له “وصلت أنظمة الدفاع الجوي “ناسامز” و”أسبيد” إلى أوكرانيا.. هذه الأسلحة ستعزز قدرات الجيش الأوكراني إلى حد كبير وستجعل مجالنا (الجوي) أكثر أماناً”.

جنرال أوكراني: نتصدى لمشروع بوتين تجاه أوروبا.. وهذا سبب تعاون روسيا مع إيران

وفي سياق متصل كانت “أخبار الآن” قد قابلت الجنرال سيرهي دروزدوف قائد القوات الجوية الأوكرانية السابق في مدينة بوتشا حيث أقيمت جنازة أحد ضباط الطيران الأوكراني الذي لقي حتفه في المعارك مع روسيا، وعن الحالة العسكرية لقوات الدفاع الجوي الأوكراني قال الجنرال سيرهي: “في البدء أود أن أقول أننا نبني و نزيد من قوتنا القتالية بسرعة فائقة وكما ترون فإن الطيارين الذين كانوا أحيلوا للتقاعد تم استدعاؤهم .”

وهنا يقارن الجنرال دروزدوف بين استعانتهم بطيارين أوكران خارج الخدمة منذ سنوات وبين استعانة روسي بأشخاص لم يكونوا في يلتحقوا بالسلك العسكري من قبل فيقول: “على الأقل هم طيارون مدربون جيدا، وعلي عكس روسيا، فإنهم جميعا عسكريون رسميا و ليسوا مرتزقة كما يفعل الروس،إنهم عسكريون متفرغون”.

وعن عوامل تقدم القوات الجوية الأوكرانية في التصدي لهجمات روسيا يقول الجنرال سيرهي: “نحن الآن نقوم بتغيير إجراءات الإقلاع والطيران والعمليات الجوية فإذا كانت في الماضي الكثير من الغارات والإقلاع في أسراب لصد العدو فقد تحولنا الآن إلى استخدام مجموعات صغيرة لأداء المهام المطلوبة و بالرغم من هذا يتم تنفيذ جميع المهام على أحسن وجه ونحقق التقدم على الروس بالتضليل و بعوامل أخرى، حيث استطعنا التعتيم على الروس وخداعهم، فنحن نعلم أن الروس يتأقلمون مع التغيير بصعوبة ولكن نرى أنهم يقلدون طريقتنا في عملهم، للأسف لابد لنا أن نذكر هذا أيضا فهم يتأقلمون بصعوبة ولكنهم بعد ذلك يقومون بتقليد استراتيجيتنا.”

جنرال أوكراني: نتصدى لمشروع بوتين تجاه أوروبا.. وهذا سبب تعاون روسيا مع إيران

دروزدوف: روسيا لم تجد صديقا إلا إيران محدودة التنمية ذات العقوبات

أصبحت طائرات الدرونز الإيرانية مشهورة في المجتمع الأوكراني بين المدنيين من كافة المستويات فهي مصحوبة عندهم بالتفجير والدمار، حيث لا تدركها أجهزة الدفاع الجوي إلا بعد 3 دقائق من عملها وهو ما يسمح لها بالتفجير والطيران على مسافات قصيرة فتصبح ضربتها مؤكدة وإن لم تكن واسعة النطاق.

وعن العلاقة التي جعلت إيران تساعد روسيا بهذا السلاح المفزع للمواطنين الآمنين في هذه الحرب يقول الجنرال دروزدوف: “عن العلاقة بين روسيا وإيران يمكنني القول أنه لم يعد لروسيا أصدقاء أقوياء، فالأصدقاء الأقوياء هم من لديهم أسلحة ومعدات قوية ولم يعد لدى روسيا أصدقاء من هذا النوع، لذا فالروس يستغلون أي فرصة تتاح لهم، فتتقرب روسيا الآن إلى إيران التي تقع تحت الكثير من العقوبات وأيضا هي دولة محدودة التنمية كما أن لدى روسيا العديد من القيود في التواصل والتعاون مع الدول الأخري و هي مضطرة للبحث عن شركاء”.

ويضيف دروزدوف: “هذه الشراكة تضر بأوكرانيا، فنحن ننظر إلى جميع البلدان من منظور الدعم للسلام والعلاقات ذات المنفعة المتبادلة بين الدول، و احترام الحدود والجنسيات وأن لا تكون العلاقة بأوكرانيا من منظور غطرسة إمبراطورية.”

جنرال أوكراني: نتصدى لمشروع بوتين تجاه أوروبا.. وهذا سبب تعاون روسيا مع إيران

 

وعن الموقف الدولي تجاه الحرب الروسية على أوكرانيا يقول الجنرال دروزدوف: “نريد أن يفهمنا العالم وأن يفهم ما نقوم به، فنحن نشعر أن كثيرا من البلدان تدرك التهديد الروسي والطموحات الإمبريالية للرئيس الروسي بوتين، حيث أنه يريد أن يخلق روسيا عظيمة داخل حدود ما قبل ١٠٠ عام نحن نرى هذا ونعيه.”

وبلهجة تحذيرية يؤكد الجنرال دروزدوف قائلا: “على الجميع أن يعلم أن أوكرانيا الآن في الواجهه للدفاع عن السلام في أوروبا وأن أوكرانيا بقواتها المسلحة وشعبها تتصدى لتنفيذ هذا المخطط الطموح للكرملين، لا يمكن أن نستصغر هذا الأمر، ليس فقط لنحيا بل لنقاتل وهذا ما تفعله أوكرانيا الآن كل يوم وعبر كل مواطن فيها.”