“يا أيها الأحرار كونوا معنا وقولوا لحكوماتكم أن توقف دعم ذلك النظام الدموي وقاتل الأطفال.. النظام ليس مخلصاً لأيّ من مبادئه الدينية، ولا يعرف أيّ قوانين أو قواعد غير القوّة والحفاظ على سلطته بأيّ طريقة ممكنة”. تلك الكلمات كانت كفيلة بزجّ فريدة مراد خاني، ابنة شقيقة خامنئي في السجن لأنّ النظام لم يتحمّل انتقاداً أصابه من داخل بيته. ففي وقت يقمع فيه النظام في إيران كلّ الأصوات التي تعلو ضدّه، كان لذلك الانتقاد أهميّة كبيرة كونه صادراً عن شخصية لها صلة عائلية بالمرشد الأعلى.
- تابعوا رابط اللقاء الخاص مع محمود مرادخاني
- مرادخاني يكشف تفاصيل ومجربات اعتقال شقيقته.. منذ رسالتها فقدت حق الاتصال بها
- مرادخاني: حرية الشعب الإيراني لن تتحقق إلّا مع سقوط النظام ومع وفاة خامنئي النظام لن يصمد
موقف العائلة جذري
فماذا يعني أن تقول ابنة شقيقة خامنئي إنّ الشعب الإيراني في حالة حرب مع الحكومات التي تدعم النظام الإيراني، وتدعو الدول الديمقراطية إلى استدعاء ممثليها من إيران وطرد ممثلي إيران من دولهم؟.
وماذا يعني أن تخرج شقيقة خامنئي عن صمتها بعد اعتقال ابنتها، وتدعو الحرس الثوري والمرتزقة التابعين لعلي خامنئي إلقاء أسلحتهم في أسرع وقت ممكن والانضمام إلى الشعب قبل فوات الأوان.
محمود مرادخاني، ابن شقيقة خامنئي وفي لقاء خاص وحصري لـ”أخبار الآن“، أجرته الإعلامية ميسون بركة يعرض قريباً، أكّد أنّ موقف عائلته جذري على نحو استثنائي، ومفاده أنّها لم تقبل بأي تنازلات، كاشفاً أنّ “هناك العديد من المعارضين للنظام لكنّهم لا يستطيعون الإفصاح عن حقيقة موقفهم وهويتهم خوفاً من النظام”.
“نظام ولاية الفقيه مصدر مصائبنا”
وشدّد مرادخاني على أنّ الشعب الإيراني والشعوب في الشرق الأوسط لن تعيش في حرية وسلام وهدوء ما لم يسقط النظام في إيران.
وعن نظام ولاية الفقيه، قال لـ”أخبار الآن” التي تنشر مقتطفات من الحديث، إنّه “مصدر كلّ مصائبنا”، مضيفاً أنّه “منذ قيام الخميني بفرض نظام ولاية الفقيه في إيران، الشعب الإيراني لا نعيش إلّا في حزن وفقر ودم”. وأشار إلى أنّ “الأضرار التي تسبب بها كذلك لا تحصى ولا تعدّ، على مستوى كل المجالات، من الاقتصادي والبيئي والانساني إلى الثقافي وغير ذلك، فلم يسلم أي قطاع من الضرر”.
“قطع الاتصال”
وفي معرض تعليقه على الحالة الصحية للمرشد الأعلى علي خامنئي، أكّد مرادخاني أنّ “النظام لن يدوم طويلاً بعد رحيله، فيما النزاع على السلطة وتناحر ورثته سيتسببان بسرعة بتفكك ذلك النظام”، متمنياً أن تتمّ محاكمته قبل وفاته.
وشرح مرادخاني تطوّرات اعتقال شقيقته مؤكّداً أنّها ليست موجودة في سجن “إيفين” بل في منشأة من منشآت الحق العام، هي بالأحرى إصلاحية ومركز تعليم مع سجناء حق عام ربّما لعدم وجود أماكن شاغرة في سجن “إيفين”، وذلك بسبب اعتقال أكثر من 20 ألف شخص، مضيفاً: “منذ أن أصدرت أمّي رسالتها، فقدت الحق بالزيارة وبالاتصال عبر الهاتف”.
“خامنئي لا يريد أن يسمع”
مرادخاني الذي يقيم في فرنسا وهو طبيب أنف وأذن وحنجرة، كان قام بنشر بيان والدته بدري خامنئي التي أعلنت براءتها من النظام الإيراني داعيةً إلى إسقاط النظام. وطالبت الأجهزة الأمنية بوقف القمع، والالتحاق بصفوف المتظاهرين، مشيرة إلى أنّ نظام جمهورية الخميني وعلي خامنئي لم يجلب سوى الألم والمعاناة والقمع لإيران والإيرانيين.
وأسفت إزاء عدم المشاركة في الحركات الاحتجاجية كما ينبغي لأسباب جسدية، مستدركة بالقول: “منذ سنوات أحضرت صوت الناس إلى آذان أخي عدّة مرات لكن بعدما رأيت أنّه لم يسمع ويتبع طريق الخميني في القمع وقتل الأبرياء، قطعت علاقتي به”.
كما هاجمت بدري خامنئي القوّات الأمنية بكافة أقسامها، ووصفتها بالمرتزقة، وقالت: “على حرّاس ومرتزقة علي خامنئي إلقاء أسلحتهم والانضمام إلى الشعب بأسرع ما يمكن قبل فوات الأوان”.