متلازمة الهرس تطارد الناجيين من تحت أنقاض زلزال سوريا
بعد الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا الأسبوع الماضي، وخلف عشرات آلاف القتلى ومئات آلاف الجرحى، تتزايد المخاوف على صحة الناجين في المناطق المنكوبة، والعناية والمتابعة التي يحتاجها ضحايا الزلزال.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية، أن عدد المتضررين من جراء الزلزال المدمر بلغ نحو 26 مليون شخص.
يعاني بعض الناجين من أنقاض الزلزال من متلازمة “السحق” أو “الهرس”، مما يؤدي إلى فشل كلوي، نتيجة بقاء الشخص تحت الأنقاض لفترة طويلة، وسحق عضلاته، وإفراز مواد سامة عبر الأوعية ثم إلى الكلى، ويؤدي ذلك إلى الفشل الكلوي إذا لم تتم الاستجابة بسرعة.
أخبار الآن توجهت لمستشفى مرضى الكلى في إدلب شمال غربي سوريا، وقال محمود الأحمد مرافق لمريضة مصابة بمتلازمة الهرس: “بعد إنقاذ قريبتي من تحت الأنقاض وقد فقدت زوجها وابنائها بسبب انهيار البناية عليهم بعد الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا في السادس من فبراير، لقد تم إجراء فحوصات وتبيّن أن لديها قصور كلوي، وهي الآن تحت العناية المشددة في المستشفى”.
يخضع المريض لجلسات غسيل الكلى ويتم إعطاؤه سوائل وريدية وتحدث مصدر طبي عن وصول عدد الحالات إلى 50 حالة والعدد قد يرتفع العدد إلى أكثر من ذلك.
مرض متلازمة الهرس أو متلازمة السحق يؤدي إلي تورم الجسم بشكل كامل فضلاً عن تورم العضلات وتمزق الشديد في الأربطة والكسور، نتيجة سقوط الأجزاء الثقيلة على ضحايا الزلزال في سوريا.
وبسبب نقص المعدات الطبية في المستشفيات السورية يعاني الآلاف من متلازمة الهرس بسبب مكوث الضحايا تحت ركام الزلزال لفترة كبيرة ، كما يؤدي الهرس إلي بتر أحد أعضاء جسم الإنسان بسبب الضغط عليها لفترة كبيرة.
وقال محمد حسين فني غسيل الكلى: “الحالات الواردة للمستشفى تتزايد يوميا ويوجد شح في أدوات وأدوية علاج وغسل الكلى ما شكّل معضلة لدى المستشفى وضاعف معاناة المرضى”.
يعاني العديد من ضحايا الحوادث والزلازل والحرائق من نقص في الدوران دم حجم. وتفا قدرة الضخ وتقل قوة الأوعية الدموية.
كما يؤدي سحق وتمزق خلايا العضلات إلى إطلاق الميوغلوبين ، والذي يتحول إلى ميثيوجلوبين وأخيراً حمض الهيماتين، والذي يتم إطلاقه في الدورة الدموية.