تحرير أكبر معاقل تنظيم القاعدة في اليمن ضمن عملية سهام الشرق
- وادي عومران اكتسب أهمية استراتيجية كبيرة فحولته القاعدة في السنوات الأخيرة إلى منصة عملياتية لإدارة نشاط التنظيم الإرهابي
- يعتبر تحرير وادي عومران أكبر معاقل التنظيم الإرهابي في شبه الجزيرة العربية ضربة مدوية للقاعدة على مدى أعوام مضت
دخلت موفدة أخبار الآن سونيا الزغول أكبر معسكرات لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في محافظة أبين جنوب اليمن.
ورصدت “أخبار الآن” جهود القوات المسلحة الجنوبية في تطهير محافظة أبين من المجاميع الإرهابية ضمن حملة سهام الشرق الأولى والثانية والتي تمكنت على إثرها من تطهير الوديان التي سيطرت عليها القاعدة.
وهذه الوديان هي: وادي عومران ووادي سري ووادي الخيالة ووادي ضيقة بعد أن بسطت سيطرتها على جميع مديريات المحافظة في خنفر وأحور ولودر والوضيع ومودية والمحفد.
وطهرت المحافظة حتى حدود محافظتي شبوة والبيضاء ما تسبب في خسارة التنظيم الإرهابي عشرات العناصر الذين تم التأكد من هوياتهم إضافة إلى الخسائر المادية والأسلحة والمفخخات وأجهزة الاتصالات والوثائق التي تم العثور عليها وهرب من تبقى منهم الى جبال محاذية لمحافظة البيضاء.
تطهير وادي عومران.. عملية اقتحام وصفت بالمعجزة
النجاح الأشهر لسهام الشرق في مرحلتها الثانية اقتحام وادي عومران في مديرية مودية الذي دخلته موفدة أخبار الآن مع قوات الحزام الأمني وقطعات أمنية مختلفة لأبين.
وادي عومران يعتبر أكبر معسكر لتدريب عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن، وترتيب العمليات الإرهابية ولقاء أمراء التنظيم والاحتفاظ بالمختطفين والرهائن ويعتبر الأهم لعناصر التنظيم المتواجدين في محافظة البيضاء المجاورة لأبين.
ويكتسب الوادي أهمية استراتيجية كبيرة فحولته القاعدة في السنوات الأخيرة إلى منصة عملياتية لإدارة نشاط التنظيم الإرهابي وخلاياه في أبين وعدن ولحج والبيضاء وشبوة وإدارة تهريب الأسلحة عبر بحر العرب وصولًا إلى الصومال في الضفة الأخرى.
وفي هذا السياق أكد العميد عبد اللطيف السيد قائد الحزام الأمني لـ”أخبار الآن” أن عملية الاقتحام والسيطرة وصفت بالمعجزة بعد معلومات دقيقة عن تفخيخ القاعدة المداخل الرئيسية لوادي عومران شرقًا وغربًا.
وتمت المداهمة بدخول القوات المسلحة الجنوبية من اتجاهات مختلفة والتحمت الصفوف بصورة سريعة داخل عمق الوادي الذي كان بمثابة إمارة سوداء للقاعدة.
وأضاف “فكانت البداية بانتشار القوات على مرتفعات الحميمة قبل أن تقتحم الوادي من المحورين الشمالي والجنوبي تحت ضربات للمدفعية الثقيلة رغم تفجير تنظيم القاعدة عن بعد أكثر من 20 عبوة شديدة الانفجار بعد أيام من استماتة شديدة لعناصره في جبال البلدة ليجدوا الأرض تضيق من تحت أقدامهم فهربوا إلى الفضاء الإعلامي لنشر التهديدات
وأردف قائد الحزام الأمني “الخروج حيا من وادي عومران دون التعرض لرصاص القناصة والمفخخات والعبوات الناسفة يعتبر شبه مستحيل.
وأوضح “سهام الشرق اخترقت خطًا دفاعيًا حصينًا شيده التنظيم الإرهابي بزراعة مئات العبوات الناسفة المموهة والدراجات النارية المفخخة على جنبات الطريق والشراك الخداعية المتصلة بالأشجار والصخور”.
وتم اقتحام وادي عومران مرارًا بدعم واسناد من التحالف العربي لكن تمكنت القاعدة من العودة إليه أكثر من مرة بسبب وعورة تضاريسه وصعوبة تطويقه بالكامل وتوقف استكمال الحملات العسكرية أثر الخلافات السياسية، وذلك وفقًا لما قاله العميد عبد اللطيف السيد.
فيما شدد العقيد عبد الحكيم الغزال ركن استطلاع محور أبين على ضرورة استكمال حملة سهام الشرق في مرحلتها الثالثة لقطع الطريق على المتسللين ليلًا من القاعدة إلى وادي عومران لتشغيل العبوات المفخخة مع عدم توفر نواظير للرؤية الليلية لرصدهم.
وهو ما يتطلب قطع الطريق المفتوح في نهاية وادي عومران في منطقة جنن التي هرب إليها من تبقى منهم، حيث سيوفر ذلك فرصة للقوات المسلحة لاستكمال تنظيف الوادي من الألغام والمفخخات.
وعلى إثر عدم استكمال نزع الألغام بالكامل خصوصًا في عمق الوادي باتجاه جنن يظهر الفيلم منع دخول عدد كبير من الجنود واتخاذ قرار بدخول موفدة أخبار الآن إلى معسكر القاعدة في وادي عومران مع عدد محدود منهم تفاديًا لوقوع أي خسائر أو اشتباك مفاجيء أو انفجار عبوة ناسفة أو لغم مع انتشار الأفراد على جميع القمم والمرتفعات في وادي عومران.
ورصد فيلم (نهاية القاعدة في أبين الجزء الأول) في وادي عومران أماكن التدريب والتسليح لتنفيذ العمليات الإرهابية والسجن الذي أقامته القاعدة لحجز الرهائن والذي لم يتبقى منه الكثير بعد توجيه ضربات جوية للوادي.
كما ظهرت الأنفاق التي كانت العناصر الإرهابية تختبئ فيها تفاديًا للضربات الجوية إضافة إلى مساكنهم واستخدام القاعدة وادي عومران كمقر للإنتاج الإعلامي والفني للقاعدة وتنظيم أنصار الشريعة الموالي له.
ورصدت كاميرا “أخبار الآن” غرف المراقبة التي نصبوها على بعض المرتفعات لرصد أي دخول للقوات الأمنية لاستهدافها.
الصندوق الأسود للقاعدة في وادي عومران
حصلت موفدة “أخبار الآن” على وثائق حصرية عثرت عليها القوات المسلحة بعد اقتحام وادي عومران تظهر اعترافاتهم المكتوبة باختراق التنظيم بالجواسيس وذكر منهم الجاسوس ( الإرهابي أبو عمر الشهري).
وأيضا وثائق الإرهابي أسامة الصنعاني وذكروا في بعضها أنهم لا يعرفون إن كان بعض العناصر معهم أم لا، كما كشفت الوثائق شفراتهم للتواصل بين العناصر ومنها التواصل بين أمراء القاعدة وأحد القادة الأمنيين الإرهابي دجانة الحضرمي وشفرات بأسماء عناصر التنظيم القادة والأمراء وشفرات الأسلحة والمعدات.
وفضح الصندوق توقفهم عن القيام بالمهام الموكلة إليهم بسبب عدم توفر الأموال ومنهم قيادات إرهابية في سلاح المدفعية ذكر منهم الإرهابي أبو علي العروي وكيف كان الأمراء يبيعون معدات التنظيم بدون الرجوع إلى القيادات ذاكرين أسماء (الإرهابي عثمان/ الإرهابي هيجاء /الإرهابي خطاب/ الإرهابي عبيدة ).
فيما برروا بيع المعدات ليصرفوا على أنفسهم بعد تضييق الحصار عليهم واستفسارهم عن ضياع سلاح المدفعية بعد تصفية أبو ميسرة وأبو علي التعزي وتشتت التنظيم واختفاء أسلحتهم بسبب الخيانات وهو ما ورد في الوثائق تحت قصة الارهابي عثمان.
وعرض فيلم (نهاية القاعدة في أبين الجزء الأول) رسالة من أحد أمراء القاعدة إلى زعيمهم في شبه جزيرة العرب (باطرفي) فضحت معانتهم من ضعف الهمة لدى العناصر وعدم توفر تمويل ليصرفوا على أنفسهم من بيع معداتهم وسلاحهم وتشتتهم في الشعاب والوديان وتركهم الجهاد والانضمام إلى صفوف الشرعية مع مطالبات لباطرفي بتصحيح أوضاعهم المتدهورة.
كما تضمن الصندوق رسومات وخرائط تظهر استراتيجية التنظيم في تدريب العناصر وتموضعهم الميداني في أرض المعركة مع شرح وتوضيح ل14 خريطة عثر عليها إضافة إلى دفتر الإرهابي خولان التعزي لتعليم عناصر القاعدة دورة القنص”.
ويتعبر تحرير وادي عومران أكبر معاقل التنظيم الإرهابي في شبه الجزيرة العربية ضربة مدوية للقاعدة على مدى أعوام مضت بعد أن حررت القوات المسلحة بدعم من التحالف العربي مدينة المكلا عاصمة حضرموت في 2016 في عملية خطفت أنظار العالم وحرمت تنظيم القاعدة الإرهابي من استغلال أهم الحواضر على بحر العرب في شن عملياته الإرهابية.
خسارة الخيالة ضربة استراتيجية للقاعدة
نجحت عملية سهام الشرق في تعبيد الطريق للوصول إلى “جيشان” و”المحفد” على حدود محافظتي البيضاء وشبوة واقتحمت وديان خطيرة استخدمتها القاعدة لسنوات لتدريب العناصر وترتيب العمليات الإرهابية منها وادي الخيالة في مديرية المحفد جنوب محافظة أبين والذي دخلته موفدة أخبار الآن مع قوات محور أبين وقائدها العميد مختار النوبي الذي أكد تطهيرهم لوادي الخيالة الذي هربت إليه القاعدة لتدريب وتسليح العناصر والوصول إلى المؤمن كملجأ بعد دحر التنظيم من مركز مديرية المحفد.
وكانت خسارة الخيالة ضربة استراتيجية موجعة وكشفت الوثائق التي عثر عليها في الوادي تخادم عصابات القاعدة مع مليشيات الحوثي.
وجاء اقتحام القوات المسلحة الجنوبية لوادي الخيالة بعد إعلانها حالة الطوارئ في مديرية المحفد ضمن عملية “سهام الشرق” المرحلة الثانية عقب تهديدات للقاعدة توعدت فيها بشن حرب عبوات وكمائن ردا على خسارتها للمحفد المديرية الاستراتيجية الواقعة على حدود شبوة وزعم التنظيم الإرهابي أنه يخوض حرب استنزاف للقوات الجنوبية عبر الكمائن والعبوات الناسفة ما شكل اعترافًا كبيرًا بشل قدراته واعتماده حرب العصابات لتعويض هزائمه
الاستعداد لسهام الشرق الثالثة
قادة الحملة العسكرية أكدوا استمرار عملية “سهام الشرق” في مطاردة ما تبقى من العناصر الإرهابية التي هربت إلى الجبال المحاذية لمحافظة أبين ومداهمة الأماكن والأوكار التي تختبئ فيها ودعوا مشائخ المنطقة والمواطنين إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية والإبلاغ عن أي تحركات للعناصر الإرهابية التي تسعى إلى نشر الفوضى وزعزعة أمن محافظة أبين.
ومن المقرر أن تتوجه القوات الجنوبية صوب المرتفعات الغربية من شبوة وأبين إلى جانب مديرية جيشان لخوض معركة فاصلة ضد القاعدة ومليشيات الحوثي بعد أن أصبحت الدائرة تضيق بشكل قاس على ما تبقى منهم بعد أن أطبقت الحصار على تنظيم القاعدة الإرهابي في أبين وشبوة وعزلته من أي إمدادات تمهيدا لاجتثاث وجوده بالكامل
نهاية (القاعدة في أبين الجزء الثاني)
ويعرض الجزء الثاني من فيلم (نهاية القاعدة في أبين) اعترافات لقيادات وعناصر منشقين عن التنظيم الإرهابي يفضحون فيها عصابات القاعدة وكيف هربوا بعد اخترق التنظيم بالجواسيس وعدم توفر التمويل المالي مع تعرضهم للسجن والتعذيب وذبح القاعدة لعناصرها الذين تريد الخلص منهم وعدم أهلية القيادة الحالية لقيادتهم مع تشتتهم وتحالف القاعدة مع الحوثي.