أخبار الآن في تغطية خاصة من مقديشو
وصلت أخبار الآن إلى العاصمة الصومالية مقديشو، لتكون المؤسسة الاعلامية العربية الأولى التي تدخل ساحة المعركة في مقديشو منذ إطلاق الحملة الرسمية والشعبية الواسعة ضدّ جماعة الشباب الإرهابية، التي لُقبت من قبل علماء الصومال والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود بـ”جماعة الخوارج”.
في مقديشو، العاصمة التي تحاول جماعة الشباب الارهابية أن تجعل منها فريسةً لتفجيرات متقطعة تردّ عبرها على خسارتها معاقلها جنوب البلاد ووسطها، تجري “أخبار الآن” مسحاً واسعاً لنتائج الاستراتيجية الرسمية التي أعلنتها الدولة الصومالية في أغسطس العام 2022 بهدف القضاء الكلّي على جماعة الشباب الموالية لتنظيم القاعدة. وذلك بسبب وقوف الجماعة الارهابية حجرة عثر أمام بناء دولة قانون ومؤسسات غير مخروقة أمنياً من قبل فرع تنظيم القاعدة في الصومال.
من العام 2009، ترزح مقديشو تحت وطأة تفجيرات دامية ومحاولات متكررة لإسقاط النظام وانشاء امارة “اسلامية” كما تريد جماعة الشباب التي بان وجهها الحقيقي في ذلك العام عندما استهدفت حفل تخرج لطلاب في كلية الطب في جامعة بانادير (Benadir University)، قاضية على حياة 19 مدنياً بينهم 3 وزراء.
خلال تواجد “أخبار الآن” الحالي في مقديشو، زارت أبرز المواقع الشاهدة على تفجيرات جماعة الشباب الارهابية، لا سيّما تقاطع شارع زوبي الشير وسط العاصمة الذي بات الشاهد الأبرز على بطش جماعة الشباب. ذلك الشارع يعرف اليوم بشارع 14 أكتوبر، تخليدا لذكرى ما يتخطى عدده الـ100 شهيد الذين وقعوا ضحية احدى أكبر تفجيرات جماعة الشباب في 14 أكتوبر 2017 في ذلك الشارع.
في ذلك الشارع أيضاً، وقع احدى التفجيرات الأخيرة لجماعة الشباب وهو تفجير وزارة التربية والتعليم العالي في 29 أكتوبر العام 2022 الذي أيضا راح ضحيته أكثر من 100 شخص. ولايزال ذلك الشارع إلى اليوم ساحة حرب يصفها الصوماليون بخط التماس بينهم وبين الجماعة المتشددة.
في الزيارة إلى مقديشو المنسية من قبل الاعلام العربي على وجه الخصوص بحسب ما قيل لـ “أخبار الآن” من ناشطي العاصمة، تغطية خاصة لأبعاد الاستراتيجية الوطنية الثلاثية لإنهاء الجماعة والقائمة على: قتال الشباب، تجفيف مداخيلهم، ومحاربة الفكر المتطرف الذي يروّجون له. وبالاضافة إلى ذلك، تقدّم أخبار الآن مجموعة من التقارير التي تنقل اصرار الصوماليين على دحر جماعة الشباب التي بحسب واحد من أبرز الوجوه المنشقة عنها التي حاورتها أخبار الآن: “تريد أن تحكم شعباً تقتله، فان لم يُقضى عليها لن تُبقي شعبا لتحكمه”.
كذلك كانت صرخة لفتاة صومالية تدعى دانا عبد القادر تعاني الانقطاع عن صفوف الدراسة بين حين وأخر بسبب ارهاب جماعة الشباب والتي قالت لأخبار الآن من مدرستها في قلب العاصمة مقديشو أنَّ تلاشي الأمن بسبب تفجيرات الشباب لن يقيفها عن التعلم وأنَّها ترفض منطق جماعة الشباب المتمثل بأنَّ المرأة أمٌ لا غير، مؤكدا أنَّها ستلعب دورا في تأسيس الدولة الصومالية القوية.
إلى جانب زيارة أخبار الآن إلى أبرز المواقع التي فجَّرتها الشباب في العاصمة مقديشو، تضم التغطية الشاملة للمشهد الصومالي المنتفض بوجه الشباب، مقابلات حصرية مع مسؤولين سياسيين، بعضهم كان أول شخصية رسمية استهدفتها الجماعة وهو وزير الاتصالات الحالي جامع حسن خليف “الشهيد الحي”، نائبة رئيس الشرطة الصومالية زكريا حسين التي كشفت لأخبار الآن الاستراتيجية الدفاعية الي قضت إلى خسارة الجماعة أبرز معاقلها بغضون أشهر قليلة، وزارة الأوقاف العاملة على خط اعادة تأهيل المنشقين عن الجماعة، وأبرز الشخصيات الدينية الصومالية التي تعتبر الشباب أكثر من “خوارج” كرئيس علماء الصومال الشيخ بشير أحمد صلاد المطلوب الأول من الجماعة بسبب دوره في محاربتها والذي سيخص أخبار الآن بلقاء خاص.
كذلك، تُبين أخبار الآن الدور البارز للقبائل الصومالية التي حملت السلاح بوجه الشباب لتقاتله اليوم دون الخضوع لأي تدريبات وبزيها القبلي التقليدي. فتُجري أخبار الآن لقاءات حصرية مع أولئك المعروفون باسم (المعوسلي) تيمناً بزيهم القبلي الذي يلبسونه، وباشارة إلى الحرب الشعبية التي يخوضونها ضد الشباب، حتى قبل وصول القوات الرسمية بحسب ما تُبين لقاءات أخبار الآن مع المسؤولين الأمنيين الذين بيَّنوا أنَّ هجمات القبائل على معاقل الشباب تسبق هجمات القوات الرسمية وترشدها أحيانا كثيرة.
إلى ذلك، تكشف تغطية أخبار الآن الخاصة من قلب العاصمة الصومالية مقديشو، خيوطا وتفاصيل حول علاقات جماعة الشباب بفرع القاعدة في اليمن والروابط المالية التي تجمعها بكل من إيران وميليشياتها في المنطقة العربية.