30 سم فقط يفصل نهر الفرات عن الحد الميت
يعتبر نهر الفرات من أهم وأكبر الأنهار في سوريا، ومنذ مايقارب العامين فقد هذا النهر قوته بعد انخفاضه أكثر من 5 أمتار عن منسوبه المعتاد بسبب خرق تركيا للاتفاقيات الدولية واحتجاز مياه الأنهار خلف سدودها الضخمة.
30 سم فقط يفصل نهر الفرات عن الحد الميت لمنسوب النهر حيث أعلنت إدارة سد تشرين عن توقف العنفات في السد لمدة أسبوع حتى يتمكن السد من تجميع المياه خلفه ليسد حاجة سكان المدن التي تتغذى من السد في مناطق شمال شرق سوريا ودقت الإدارة الذاتية ناقوس الخطر مطالبة العالم بالتدخل لإنقاذ هذه المناطق من كارثة بيئية إنسانية وشيكة.
انخفاض المنسوب
وعلى قطعة اسمنتية تسمى قناة المدخل وقفنا لنشاهد النهر حيث لم تظهر هذه القطعة منذ العام 1999 في فصل الشتاء، مما يدل على انخفاض كبير لمنسوب النهر وينذر بكارثة إنسانية بيئية كبيرة.
وإلى ذلك: شّرح لنا مدير السد حمود الحمادين بالأرقام المنسوب قائلًا: “وصلنا في سد تشرين إلى منسوب الحد الميت تقريبًا.. منسوب سد تشرين الأساسي هو 325م عن سطح البحر أما الآن وصلنا إلى 320،17 م”.
وأضاف: “حسب المعهد الروسي المصمم للسد إنه إذا وصلنا لمنسوب 320،00 من المفروض أن يتوقف السد تماما بسبب تضرره إنشاءيا وتضرر تشغيل العنفات، وأيضًا للحفاظ قدر الامكان على مياه الشرب ومياه الري في بحيرات السدود التي تحولت من بحيرات الى مجاري نهرية مطلقة والان الوارد المائي لايتجاوز 200متر مكعب في الثانية وبشكل مستمر البحيرات في استنزاف دائم والوارد من الجانب التركي لايعوض مياه التبخر والري والشرب”.
ويُطالب المزارع حمزة فرج الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بفتح نهر الفرات بسبب تضررهم بشكل كبير من انخافض المنسوب ويقول إن: “منسوب نهر الفرات تراجع 500 إلى الخلف وتعرضت جميع مزروعاتنا إلى الجفاف بالإضافة إلى شح مياه الشرب وتمتلئ المياه بالحشرات المسببة للأمراض الهضمية والجلدية”.
ويظهر مجرى سابق للنهر وقد جف تمامًا من الماء، مما يؤثر على الشعير والحنطة وجميع المزروعات الصيفية والشتوية.
وأهم الأنهار في سوريا يصل إلى الحد الميت، حيث انخفض الوارد المائي من تركيا إلى 200 متر مكعب من أصل 500 حسب الاتفاقية المبرمة بين البلدين لتقاسم مياه النهر.
أضرار انخفاض منسوب الفرات
وبلغت نسبة المتضررين من انخفاض منسوب الفرات حوالي 7 ملايين شخص أغلبهم من المزارعين الذين يعتمدون على النهر لسقاية مزروعاتهم حيث يعتبر حوض الفرات السلة الغذائية الأهم لسوريا.
ويرافقنا المزارع حمزة إلى مجرى النهر لنشاهد جفافه الكبير ويقول: “تلوث المياه بات الهاجس الأكبر للسكان حيث يضطر سكان القرى المحيطة بالنهر لشرب المياه الراكدة الملوثة من النهر.
من ناحيته يقول حسن جدوع وهو أحد سكان القرى على ضفاف النهر إنهم يشربون المياه الملوثة المليئة بالحشرات، ويقول إن بقرته لاتقبل شرب هكذا مياه متسخة وهذا مؤثر جدًا، مضيفًا: “حتى هذا المنسوب الذي تشاهدونه الآن ارتفع بعد تجميع المياه في السد ولم يكن كذلك سابقا وانه يشعر بتمزق في معدته بسبب المياه”.
وتبقى جميع الحلول عالقة بسبب رفض الجانب التركي منح السوريين حصتهم من مياه الفرات واحتجاز كميات هائلة من الماء خلف سدوده الضخمة.