في كلّ مرّة يأتي فيها شهر رمضان، تعود إليّ ذكريات مازلت أحملها في عقلي، وهي لن تُمحى مهما حاولت لأسباب عديدة وكثيرة… لقد أمضيت 15 شهراً في أحد معسكرات الاحتجاز في الصين – في إقليم شينجيانغ – بسبب وجود روضة أطفال لتعليم اللغة الإيغورية لمن هم من 3 إلى 6 سنوات. خلال فترة اعتقالي، مرّ شهر رمضان مرّة واحدة عليّ وأنا اقبع خلف القضبان. خلال ذلك الشهر، بقيت من دون طعام لكن كنت أصلي في السرّ كثيراً، لكن للأسف كان يتوجب عليّ أن أصلّي لتشي جينبينغ (Xi Jinping) 3 مرّات من دون أن أتمكن حتّى من تغيير كلمة واحدة.
“ليس بإمكان المعتقلين الإيغور معرفة تاريخ بدء شهر رمضان”
العام 2014 عندما كنت في السجن، كنت أعرف أنّ رمضان سيبدأ في 28 يونيو، كان هناك تقويم على الحائط تمّ حفره بالمسامير، وفي كلّ يوم كان هناك سجينان يقومان بالحراسة ليلاً حين ينام بقية السجناء، وكان عليهما إزالة التاريخ القديم سرّاً من دون أن يعرف أحد.
“أحدهم رسم الهلال على الحائط للدلالة على بدء رمضان”
محو التقويم كان المهمّة المفضّلة عند كلّ السجناء، وكانوا يتناوبون على تلك المهمّة بينما هم في غاية السعادة، حتّى أنّهم في بعض الأحيان كانوا يشعرون بالغيرة، فالشخص الذي تكون مهمته محو التاريخ يشعر أنّه رجل محظوظ، لأنّ محو نهار من التقويم يعني أيضاً حذف نهار من وجودهم في السجن، ومحو نهار من عيشهم من دون حرية، وأنّهم أصبحوا أقرب إلى تاريخ إطلاق سراحهم. أمّا أولئك المحكوم عليهم بالسجن لمدى الحياة، فهم لا يكترثون إلى محو التواريخ. كنت أشعر أنّه سيُحكم عليّ بالسجن المؤبّد، لذلك لم أكن أهتم كثيراً للتقويم، وأحياناً كنت أنسى أن أمحيه عندما يكون دوري في الحراسة الليلية.
ما زلت أذكر ذلك النهار… كانت تنتهي مهمّتي في الحراسة في ذلك النهار عند الساعة الواحدة فجراً، توجهت إلى حيث كان التقويم لمحو التاريخ القديم، فلاحظت أنّ أحداً رسم سرّاً هلالاً على تاريخ 28 يونيو، كما لاحظت أنّ هناك نجمة صغيرة فوق الهلال أيضاً. رأيت ذلك بالرغم من أنّه كان من الصعب رؤيتهم وخفت كثيراً من أن يكون أحد الحراس قد رأى ذلك.
ثمّة شخص ما رسم الهلال على تاريخ 28 يونيو، فأدركت حينها أنّ ذلك موعد بدء شهر رمضان. في تلك المعتقلات لا توجد طريقة لمعرفة في أيّ يوم يبدأ رمضان، كما لا يمكننا حتّى السؤال عن ذلك، فذلك يشكّل خطراً علينا.
وقتذاك بدأ قلبي يدقّ بسرعة وبدأت أنظر من حولي، حتماً ذلك العمل يتطلب شجاعة، ووحدهم السجناء الجدد لديهم الشجاعة للقيام بذلك. الأشخاص أمثالي الذين تمّ تصنيفهم على أنّهم سجناء خطيرون والذين مضى على وجودهم في السجن أكثر من عام، لا يمكنهم فعل ذلك. فكلّ تحركاتي في تلك الزنزانة الصغيرة كانت مراقبة من قبل الكاميرات، وتلك الكاميرات لا تكن تمنحني أي فرصة لكتابة أي شيء إلّا في عقلي.
حرّاس السجون يحذرون المعتقلين من الصيام
عندما كان دوري في الحراسة، أتى حارس وحذّر الإيغور من الصيام. الحارس كان يجبر الإيغور الذين يرتدون سترات صفراء على الركوع على الأرض، ويجعل السجناء الصينيين يراقبونهم، بعد ذلك شرح لهم ما هو الصيام لأنّ السجناء الصينيين لم يكن لديهم أيّ فكرة عنه، وأعاد الكرّة مرّات عديدة ليتمكن الصينيون من معرفة ما إذا كان الإيغور صائمين أم لا.
أوّل يوم في رمضان بدأ بخطاب أخبر فيه المتحدّث السجناء كيف حرّر الشيوعيون الشعب الإيغوري من الحكّام المسلمين المتوحشين – وفق ما يروجون. كان هناك 19 سجيناً، وأغلبية السجناء كانوا يرتدون الزي البرتقالي، ما يعني أنّ السجناء السياسيين الإيغور وبعض الهان (Han Chinese) الذين يشكلون الأغلبية في الصين هاجروا إلى الأراضي الإيغورية بعد الإحتلال الصيني العام 1949.
المعتقلون السياسيون الإيغور كانوا يجلسون على الأرض وأرجلهم مكبّلة ورؤوسهم محلوقة ووجوههم بائسة. كان الفرق واضحاً بينهم وبين اللصوص الصينيين والمدمنين.
بعد انتهاء الخطاب، عُرض فيلم يتحدّث عن مجموعة تدعى “جامعة” موجودة في شينجيانغ يتذرّعون برمضان لمخالفة قوانين الأمة، وهم ضدّ النظام الشيوعي وأمن التعليم القومي. تلك الحملة الدعائية ظهرت على التلفاز مع صور، وأنا كنت أجلس في آخر الغرفة لذلك أذكر تماماً كيف كانت الأجواء.
الذين يرتدون الزيّ البرتقالي يجلسون جنباً إلى جنب وفي عيونهم نظرة الموت، والذين يرتدون الزيّ الذي يشبه لون “المخلل” جالسون هنا وهناك، وبعضهم مستلقٍ على الأرض، يتبادلون أطراف الأحاديث، والإيغور بالسترات البرتقالية يتنفسون بصعوبة ما يجعل جو الزنزانة أكثر دراماتيكية.
ليلة الرعب في مكتب وانغ
حوالي الساعة العاشرة أتى الحارس وانغ وصرخ “باوشو”، أي عملية تعداد السجناء، كانت تلك مهمتي اليوم لأنّني كنت الحارس الليلي، ثمّ سألني ما إذا كان أحد من المساجين صائماً، بعدها سألني عن عدد السجناء المسلمين الذين يمكن أن يصوموا، قلت له أنّه يوجد 16 سجيناً سياسياً إيغورياً، ولص واحد إيغوري، وواحد من الهوي (Huízú) أي صيني مسلم وواحد كازاخستاني، والعدد الإجمالي هو 19، ثمّ سلمته اللائحة.
نظر وانغ إلى اللائحة وصرخ قائلاً طلبت منك أن تذكر مَنْ من الممكن أن يصوم، لماذا وضعت اسم الهوي والكازاخستاني؟ غضبت كثيراً لكنّني حاولت أن أهدىء نفسي وأجبته: الكازاخستانيون والهوي ينتمون إلى المجموعات العرقية المسلمة في الصين، وإذا كانوا لا يرتدون الزيّ البرتقالي الخاص بالسجناء السياسيين، فذلك لا يعني أنّهم غير مسلمين ولن يصوموا. حالما أنهيت كلامي تغيّر وجه وانغ وقلت في نفسي، أنا أوقعت نفسي في مشكلة كبيرة. صرخ وانغ لسجينين مسؤوليين عن تطبيق النظام وطلب منهما تكبيل يديّ ورجليّ تمهيداً لتعذيبي.
كلّ عصا يمكن أن تصعقني لمدّة 20 دقيقة
الوضع كان يشبه الرعد في السماء الصافية، لم يكن لديّ الوقت لأفكر ولم يكن أمامي سوى اتباع الأوامر والسير خلف وانغ. ومع كلّ خطوة كان يزداد ألم السلاسل المعدنية، والرحلة داخل تلك الممرات الضيقة كانت طويلة ومظلمة، كانت تجول مئات الأفكار في رأسي، لماذا يعطون كل تلك الأهمية لأمور بسيطة؟ وهل يحدث ذلك معي لأنّ أحد الإيغور قرّر أن يصوم؟ هناك 3 كاميرات تراقب كلّ تحركاتنا، هم يضعون تلك السلاسل المعدنية كي لا نتمكن من الوضوء قبل الصلاة، وفي الصباح يحضرون الخبز الصيني “مومو” والحساء ويقوم الحراس بمراقبتنا ونحن نتناول الطعام عبر فتحات صغيرة في باب الزنزنة، فكيف من الممكن أن يتمكن أحد من الصيام؟ برأيي لا أحد سيستطيع أن يصوم.
بدأت أُعيد حساباتي ربّما أكتشف ما هو الخطأ الذي اقترفته والذي أوصلني إلى هنا، تذكرت أنّه في أحد الأيّام صرخ وانغ “تأهبّ”، كنت في الحمام، فوقفت في الحال تبعاً للتعليمات ورفعت سروالي وركضت لأقف بالصف، لكنّني كنت تأخرت بضعة ثوانٍ قبل أن أرفع سروالي، في تلك اللحظة رمقني وانغ بنظرته المخيفة، ربما كان ينتقم منّي بسبب تلك الحادثة؟
وصلنا مكتب وانغ ورأيت السلاسل والأصفاد وعصي الصعق الكهربائي الـ5 المعلقة على الحائط، بدأ جسدي يرتعش، كلّ واحدة من تلك العُصي يمكنها أن تصعقني لمدّة عشرين دقيقة، ذلك يعني أنَّهم بمكن أن يعذبوني على مدى مئة دقيقة، وبدأت أفكر أنَّهم عندما يستعملون تلك العصي الكهربائية سأتقيأ كلّ ما في بطني، والجلد الذي تعرض للصدمة سيتلف وسيمضي شهر ليحلّ مكانه جلد جديد، كانت كلّ تلك الافكار تدور في رأسي، وأنا أرتجف وجبهتي تتصبب عرقاً.
ضبط أحدهم يصلي ويقرأ الفاتحة.. فتح باب الجحيم
وانغ حينها لم يقل شيئاً، استخدم جهاز التحكم لفتح الشاشة في مكتبه، ذلك تسجيل من الزنزانة من الليلة السابقة عندما كنت أقوم بالحراسة… أظهر في التسجيل وأنا أنظر إلى الحائط وقد كنت غارقاً في أفكاري، ثمّ يأتي شخص اسمه غيريت ويسرق حجر اليشم ثم يقرأ شيئاً من الحائط ويمسح وجهه بيديه، بعدها توجه إلى المغسلة وشرب بعض الماء ثمّ تمضمض 3 مرّات وغسل وجهه 3 مرّات، ثمّ عاد إلى مكانه وقرأ شيئاً عن الحائط وبعدها ساد الصمت.
سرّع وانغ الفيلم وأراني جزءاً آخر.. أكل غيريت على الفطور خبز المومو وشرب الماء من الكوب الورقي ثمّ توجه إلى الحمام ووضع إصبعه في فمه وتقيأ كلّ شيء.
أذكر أن وانغ رمقني بتلك النظرة المخيفة، ثمّ انتقل بالتسجيلات إلى تاريخ 24 يونيو، أخذ غيريت دفتره من العلبة وتوجه نحوي، تحدّثنا قليلاً، هزيت برأسي لكنّه توسل إليّ، فأخذت الدفتر وكتبت عليه، وبعدما سرَّع الفيديو مرّة أخرى، رأيت غيريت ينقل الكلمات التي كتبتها على الحائط، وهنا توضّحت الأمور.
في ذلك النهار طلب غيريت منّي أن أعلمه صلاة الفجر وصلاة المغرب، رفضت على الفور، لكنَّه أصر وتوسّل إليّ أن أعلمه، قال لي إنّه لم يكن يصوم، وهو الآن يريد أن يتعلم الصلاة، كما أخبرني أنّه عندما يخرج من السجن سيواظب على الصلاة ويترك كلّ العادات السيئة، وقال لي إنّه عندما يفتح الله له باباً جديداً، سيحافظ على إيمانه ولن يرتكب المعاصي، وفكّرت أنّه لأمر جيّد أن يعود ذلك الشاب الذي يبلغ من العمر 18 عاماً إلى رشده ويتوقف عن السرقات التي كان يقوم بها من أجل شراء المخدّرات، وسيتخلّى عن رفاق السوء، ويجد لنفسه أصدقاءً صالحين، أنا أؤمن أنّ ذلك من الممكن أن يحدث لأنّني رأيت عدّة حالات مماثلة.
“الحارس يصرخ في وجهي: من أجل مَنْ تكذب”؟
كتبت له بعض الصلوات باللغة الصينية العامية وحزنت لأنّني كتبتها بتلك الطريقة لكن لم يكن أمامي خيار آخر، أنا رأيت آلاف الهوي (وهم مسلمون يتكلمون لغة الماندرين) يتعلمون قراءة الصلاة بتلك اللغة، وكوني كنت أعلم اللغة الصينية في السجن، لم يخطر في بالي أنّ كتابة شيء على دفتر غيريت سيُثير الشك، لكن الكاميرات الـ3 كانت تسجل كلّ شيء. لا أعرف كيف فاتني ذلك الأمر؟
دبّ الذعر داخلي فيما كنت أفكر بعواقب ما قمت به، حينها كان يمكن سماع صوت أسناني بينما كنت ارتجف من شدّ الخوف، كما لم يكن بإمكاني تهدئة يديّ وصوت الأصفاد فيها تصدر صوتاً مزعجاً.
“ما هذا؟ من أجل مَنْ تكذب؟”، صرخ وانغ وهو يركض باتجاهي، أخذ السلاسل المعدنية وضربني على رأسي، فاحمرّت عيوني على الفور، وقبل أن أفقد وعي شعرت بسائل يخرج من رقبتي إلى كتفي ثمّ إلى صدري، لاحقاً أخبرني طبيب السجن أنّ ذلك كان دماً بعدما كسر وانغ أذني اليمنى.
“كدت أفقد حياتي جراء ضربة واحدة من الحارس”
ألقى به الحرّاس على السرير وكأنّهم يأخذون خروفاً إلى الذبح، ثمّ أتى شخص يلبس معطفاً أبيض اللون وفي يده إبرة كبيرة، اقترب منّي لكنّني أغمضت عيناي، لم أجرؤ على فتحهما، سمعته وهو يقوم بتقطيب أذني، ربّما أحسست أنّي أريد أن أصرخ لأنّني رأيت يداً كبيرة تُغلق فمي، كان جسمي يرتجف بقوّة من الخوف وأحسست أنّ الحراس الـ4 الذين يمسكون بي قد تعبوا.
بعد معالجة رأسي أحسست ببعض الراحة، في تلك اللحظة تذكّرت كينجي من رواية “نصف رصاصة”، الرواية تتحدث عن مثقف إيغوري حاول تنظيم تحرّك ضدّ الحكّام الصينيين القوميين، وكان كينجي قائد التظاهرة التي حصلت ضدّ النظام في أورومتشي العام 1940، لكنّه استبعد نفسه لأنّه أخطأ في إصابة خائن يدعى عبدالله.
بعد أن تمّ القبض على كينجي، تمّ جلده وإلقائه في الملح، وهو أحد الحكماء الرائدين بين الإيغور، ولم يذكر كينجي أيّ اسم حتّى بعدما تعرّض لتعذيب قاس، وبعد ذلك تمّ إعدامه هو وصديقه زوليار بالمقصلة، وألقيت أجسادهما في مكان ما. قرأت الرواية عندما كان عمري 13 عاماً، وقد أثّرت عليّ كثيراً لدرجة أشعر أنّني أرى المشهد أمام عيني.
أنا مستلق على السرير وأنظر إلى أظافري – مازالت أظافري موجودة – بينما قُلعت أظافر كينجي وصديقه زوليار، ولم أتعرض لصدمة كهربائية كما حصل في 19 أغسطس العام 2013، وجلدي لا يتعرض للتقشير وأنام على سرير عادي، بينما كينجي كان ينام على سرير من الأشواك.
“في المعتقل كنت أصلي لتشي جينبينغ 3 مرات”
تمّ إعتقالي وأنا أسير على خطى أجدادي، وتمّ إحتجازي في المكان الذي قتل فيه مَنْ اعتبرهم مثالي الأعلى، ولو أتعرّض لنصف التعذيب الذي تعرّض له قادتنا السابقون. بعد أن اعتُقلت تخيلت أنّني ربّما أمر بالتجربة نفسها التي مرّوا بها أبطال رواية “نصف رصاصة”، تلك الأرواح القيّمة التي ضحّت بنفسها تملك روحاً تشبه روحي، والد كينجي كان ينتظر عودة ابنه، ووالدة زوليار كانت تتوق لحضن ابنها، لكن كلاهما لم يعودا ودفعا حياتهما ثمناً للحرية التي نحارب من أجلها.
فجأة تمّ استدعاء مدير الحراسة الذي كان متواجداً في مستشفى السجن، لأنّ مجرماً باكستانياً أصدر القاضي حكماً بإعدامه، كان مضرباً عن الطعام وبدأ أسيد معدته يخرج من فمه، وطلبوا منّي أن أترجم له ما يقولون وأقنعه بتناول الطعام، كان شخصاً مهمّاً في السجن، أعتقد ذلك يعود إلى طبيعة العلاقة الجيّدة بين الصين وباكستان، كان يتمتّع بمعاملة خاصة في السجن ويتناول نفس طعام المسؤولين، ويأخذ سجائر من الحراس، القبض عليه في الصين وصدور حكم إعدامه سيشكل أزمة ديبلوماسية كبيرة.
إثارته للمشاكل كان له أثر إيجابي عليّ لأنّ الجميع نسي موضوع الصيام، وبات الجميع ينظر إليّ وأنا أحاول إقناعه بتناول الطعام مستعملاً كلماتي الإنكليزية – لقد أمضيت ساعات عديدة وأنا أحاول إقناعه.
رمضان الذي أمضيته في المعتقل تعلمت فيه الكثير. أمضيت أول رمضان من دون طعام أو شراب، لكنّني كنت أصلي لتشي جين بينغ 3 مرّات في اليوم قبل الطعام، كنّا نقول يعيش الحزب الشيوعي، وتعيش الإشتراكية العظيمة، ونتمنّى العمر الطويل لتشي جينبينغ. صلينا لذلك المثلث من دون وضوء، وصلينا للحزب الشيوعي وردّدنا مبادئه، لقد ردّدنا كلّ شيء ولكن كان من الصعب حقاً تلاوة البيان الشيوعي الذي لم أتمكن من تغيير كلمة واحدة فيه.