كيف تمت تصفية زعيم داعش إبراهيم الشيخ موسى على يد القوات الأمريكية؟
قامت أخبار الآن بإعادة تمثيل حصرية للأحداث فكشفت أن: زعيم داعش تمكن من الفرار من القوات الأمريكية مرتين قبل مقتله يوم الاثنين. كما قتل أثناء العملية شخصان مسلحان على يد القوات الأمريكية الخاصة. لم يكن هذان الشخصان من داعش، بل ينتمون الى إحدى فصائل المعارضة السورية الموالية لتركيا.
قتلت غارة جوية أمريكية يوم الاثنين أحد قادة داعش، ويدعى إبراهيم الشيخ موسى، ولهذا أرسلت أخبار الآن موفدين إلى المنطقة لزيارة منزل العائلة الذي عاش فيه زعيم داعش المقتول لحوالي ٦ أشهر في السر مع شقيقاته وللحديث مع العديد من شهود العيان من الأقرباء والجيران وأهالي القرية.
بدأت الغارة الأمريكية يوم الاثنين الماضي قرابة الساعة الواحدة ونصف فجرا في قرية السويدة قرب جرابلس وهي منطقة تسيطر عليها الفصائل السورية الموالية لتركيا.
الرجل الذي كانوا يبحثون عنه، في تلك الليلة كثيفة الظلام، كان أحد عناصر داعش، في الثلاثينيات من عمره ويدعى “إبراهيم الشيخ موسى” وكان معروفًا في قريته أنه ينتمي لتنظيم داعش.
الجيش الأمريكي زعم في بيان على تويتر أن اسم زعيم داعش المقتول هو “عبد الهادي محمود الحجي علي” لكن لم يسمع أحد من سكان قرية السويدة بهذا الاسم قبل اليوم. وأكد الشهود الذين شاهدوا جثة زعيم داعش بعد مقتله أنه بالفعل ابن قريتهم إبراهيم الشيخ موسى. تواصلت “أخبار الآن” مع المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) لكنه لم يستطع شرح الاختلاف بين الأسماء، وبحسبه فإن اسم زعيم داعش المقتول هو عبد الهادي محمود الحجي علي.
وغالبا ما يستخدم عناصر داعش أكثر من اسم لإرباك أعدائهم. كان لهذا الرجل أسماءً مختلفة من بينها “أبو البراء” و”أبو عثمان” و”دلهم”. لكن مهما كان لقبه فإن رجل داعش الذي قتلته القوات الأمريكية في السويدة كان معروفا في قريته منذ صغره بإسم “إبراهيم الشيخ موسى”.
قرابة الساعة الواحدة والنصف فجرا، هبطت طائرات الهليكوبتر الأمريكية قبالة منزل عائلة موسى، الواقع على الطريق الرئيسي لقرية السويدة.
في ذلك المنزل تسكن الشقيقتان الكبيرتان لإبراهيم موسى، كما اتضح لاحقًا، كان بالفعل يختبئ سرًا مع شقيقاته لعدة أشهر.
كان منزلاً بسيطًا، مصنوعًا من الطين, لم يعلم أحد من الجيران أن إبراهيم موسى كان مختبئًا في منزل شقيقاته، كانوا يعرفون فقط أنه انضم إلى داعش في عام 2014، وعندما بدأ داعش يفقد أراضيه ومكانته، انتقل إبراهيم موسى معهم إلى المنطقة الشرقية، ولم يره أهل السويدة مرة أخرى، لكن بطريقة ما عرف الأمريكيون مكان اختبائه في منزل شقيقاته.
بعد خمس دقائق من هبوط المروحيات الأمريكية مقابل منزل شقيقتي إبراهيم موسى، سمع الجيران إطلاق نار لكن اتضح لاحقًا أن الأمريكيين لم يقتلوا عندها زعيم داعش، لكن اثنين من أعضاء الجيش الوطني السوري المدعومين من تركيا، لا علاقة لهما بداعش حسب أهالي القرية.
أسماء القتلى هم “محمد معن” من السويدة و”محمد الجاسم” لم يكونوا عناصر لداعش، إنما كانوا ضمن صقور الشمال، وهي جزء من جماعة الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا.
لماذا قتل هذان الرجلان؟
لسوء حظهم كان المقر العسكري لصقور الشمال يبعد أقل من 100 متر غربي منزل أخوات إبراهيم موسى لذلك، عندما هبطت طائرات الهليكوبتر الأمريكية، ركض الرجلان إلى سطح المبنى للتحقق مما كان يحدث، ولأنهم جنود أخذوا بنادقهم معهم.
اعتقد القناصة الأمريكيون الذين كانوا على متن طائرات الهليكوبتر أنهم مقاتلين من داعش فأطلقوا عليهم النار وفارقوا الحياة على الفور.
المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية قال “لأخبار الآن” إنهم لديهم تأكيدات أن الرجلين اللذين قتلا كانا من عناصر داعش. وبحسب القيادة المركزية الأمريكية، فقد أطلقا النار على المروحيات الأمريكية بعد هبوطها أمام منزل شقيقتي إبراهيم موسى.
نفى سكان قرية السويداء انتماء الرجلان لداعش بل أصر من تحدثنا معهم أنهما يعملان مع صقور الشمال. ولهذا حصلت جنازة عامة يوم الإثنين ودفن الرجلان في مقبرة القرية. على عكس ذلك، تم تسليم جثمان زعيم داعش إبراهيم موسى إلى أخيه الذي دفنه بهدوء في مزرعة للعائلة تقع على أطراف القرية.
وبعد حادثة قتل المسلحين السوريين، اقتحمت القوات الأمريكية منزل أخوات إبراهيم موسى لكن تفاجؤوا بأن زعيم داعش قد هرب بالفعل قبل ثوانٍ.
استخدمت القوات الأمريكية قنبلة صوتية عندما دخلوا المنزل، هذه القنبلة تنتج وميضًا شديدًا وصوتًا عاليًا جدًا.
يوجد في المنزل أيضا العديد من الأدوية ومنشور من المنظمة الفرنسية غير الحكومية “Acted.org”.
ولم يتضح ما إذا كانت هذه الأغراض تخص الأختين أو زعيم داعش إبراهيم موسى.
وفي حفرة في حائط المنزل ظهرت نسخة من كتاب “العقيدة الطحاوية” كتبه عالم الدين المصري أبو جعفر الطحاوي في القرن العاشر.
تنبّه إبراهيم موسى إلى صوت هبوط طائرات الهليكوبتر فهرب من يسار المجمع إلى جانبه الأيمن قبل لحظات من دخول القوات البرية الأمريكية المنزل، وبهذه الطريقة تمكّن من تجنّب مهاجميه.
ومن مكان مخبئه ركض إبراهيم موسى وقفز عبر الجدران وأسطح المنازل في ذعر في الاتجاه الشمالي، وفي لحظة من اللحظات حاول الاختباء في منزل قريب تعيش فيه أرملة وأطفالها، لكن تم اكتشافه من قبل الجيران الذين كانوا على اتصال ببعضهم البعض عبر تطبيق واتساب.
ثم تحركت مروحية أمريكية أخرى إلى منزل الأرملة حيث شوهد إبراهيم موسى. صاح مترجم يعمل مع الأمريكيين باللغة العربية عبر مكبر الصوت أن المرأة والأطفال يجب أن يخرجوا من المنزل وأنهم يبحثون فقط عن زعيم داعش.
تمكنت السيدة من الخروج مع أطفالها. أطلق الأمريكيون النار على المنزل وكان إبراهيم موسى لا يزال بداخله. أصيب بجروح ولكنه تمكن مجددًا من الفرار.
وأكد المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية لأخبار الآن أن زعيم تنظيم داعش نجح بالفعل في الهروب خلال المداهمة الأولى لمنزل شقيقتيه.
وبعد تمكن إبراهيم موسى من الفرار للمرة الثانية، جلب الأمريكيون كل ما لديهم من معدات، فوفقًا لشهود عيان، لم يقتصر الأمر على استخدام المروحيات فحسب، بل كانت هناك طائرات دون طيّار صغيرة الحجم وتم تسليحها لتحلق في المنطقة بحثًا عن زعيم تنظيم داعش الجريح.
بعد وقت قصير من مداهمة منزل الأرملة، اقتفى الأمريكيون أثر إبراهيم موسى وعندها أطلقوا النار عليه وقتلوه في شارع فرعي صغير.
ترك الأمريكيون جثة زعيم داعش إبراهيم موسى في مكانها وغادروا، بعد أن استغرقت العملية ما يقرب من ساعتين ونصف، كما أن جثتي العنصرين اللذين ينتميان لصقور الشمال التابعة للجيش الوطني السوري بقيتا في مكانها أيضا، وبحسب سنتكوم “Centcom” لم تتكبد القوات الأمريكية أي إصابات أو خسائر.
في النهاية تم تسليم جثة إبراهيم موسى إلى أخيه الذي يعيش أيضًا في القرية واعتقلت لاحقا الشرطة العسكرية التابعة للفصائل المدعومة من تركيا شقيق وشقيقة زعيم داعش إبراهيم موسى.
بحسب المعلومات، كان إبراهيم موسى في أحد سجون قوات سوريا الديمقراطية قبل وصوله السري إلى السويدة، ولم يتضح ما إذا كان قد أطلق سراحه من قبل قوات سوريا الديمقراطية أو تمكن من الفرار من السجن.
ومباشرة بعد العملية الأمريكية انتشرت شائعة في القرية يدعي فيها بعض الأهالي أن هناك رجلاً آخر في المنزل الذي كان يختبئ فيه إبراهيم موسى، ويقولون إن هذا الشخص قد اعتقل حيا وأخذ في طائرة مروحية أمريكية ولم تتمكن مصادرنا التأكد من صحة هذه المعلومة بشكل مستقل.
ونفى المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية لأخبار الآن أن الجنود الأمريكيين قد أخذوا أي شخص معهم في طائرات الهليكوبتر.
إذ قال: “كانت هناك عملية أمريكية واحدة في تلك الليلة، قتل ثلاثة عناصر من داعش، من بينهم الهدف الرئيسي عبد الهادي محمود الحجي علي، واثنين آخرين من عناصر داعش أطلقوا النار على مروحياتنا.. لم يتم اصطحاب أي شخص أو جثث معنا “.