مارات غابيدولين.. قيادي سابق في مجموعة فاغنر التي قُتل زعيمها يفغيني بريغوجين (Yevgeny Prigozhin) في الـ23 من أغسطس 2023، وكان معه على متن الطائرة 6 من مرافقيه، بمن فيهم مساعده ديمتري أوتكين، وطاقم الطائرة المؤلّف من 3 أشخاص هم الطيّار ومساعده ومضيفة.
عمل هذا الرجل مع المرتزقة الروسية لسنوات عديدة، وقد كان صاحب خبرة قتالية كونه عمل سابقاً ضمن صفوف الجيش الروسي. لكنّ الأهم من تواجده ضمن صفوف فاغنر، أنّه عمل جنباً إلى جنب مع بريغوجين لفترة من الزمن.
“أخبار الآن” أجرت لقاء خاصاً ومفصّلاً مع مارات، يبثّ في سبتمبر، وقد تحدّث فيه عن تفاصيل تُكشف لأوّل مرّة على قناة عربية وأجنبية، لا سيّما عن أشهر جريمة ارتكبها الفاغنر في سوريا.
غابيدولين: وضع بوتين لفاغنر بعهدة شويغو يعني النسيان
إلّا أنّنا هنا سألنا الرجل عن موقفه من مقتل بريغوجين وتلك النهاية الدرامية، فقال: “حالياً يجري تداول نظريات عديدة، كما أنّ هناك الكثير من الشائعات حول الحادثة، وأريد فقط إضافة نظرية أخرى، وهي تلك التي يتجاهلها المجتمع العالمي والمتحدثون الذين يعبّرون عن آرائهم حول ذلك الحادث”.
وتابع: “من الممكن أن تكون الشركات العالمية مهتمة بموت بريغوجين أيضاً، لأنّه منعهم من الوصول إلى حقول الذهب ومناجم الألماس وغيرها من الموارد الموجودة في جمهورية أفريقيا الوسطى، وكان من الممكن أن يمنعهم في المستقبل من الوصول إلى الموارد الموجودة في مالي والنيجر وغيرها من البلدان الأفريقية. وذلك أيضاً دافع مهم، كما أنّ تلك الشركات لديها موارد مالية تسمح لها بتنفيذ هكذا عمليات”.
أمّا عن مستقبل مجموعة فاغنر بعد مقتل بريغوجين، فقال: “لا أحد يمكنه الإجابة عن ذلك السؤال حالياً، وربّما سيبقى قسم من تلك المجموعة وسيُسمح له بالاستمرار في ما كان يقوم به تحت الإسم نفسه، لكن تحت قيادة جديدة، لكن في رأيي الشخصي، من دون ذلك التناغم بين بريغوجين وأوتكين، سيكون الأمر مختلفاً من حيث التفاني في العمل، وبشكل عام فإنّ المشروع لن يتوافق مع تلك المطالب، فمن المحتمل أنّ المشروع بحدّ ذاته لن يكون فعّالاً كما في السابق، ومن الممكن أن يصبح تحت سيطرة الشركات الأخرى التابعة لوزارة الدفاع”. وأردف بالقول: “حتّى الأغبياء يعرفون أنّه عندما يوضع أيّ مشروع تحت سيطرة وزير الدفاع الروسي، فإنّ مصير ذلك المشروع هو النسيان، وأعتقد أنّ الحكومة الروسية لم تفقد عقلها حتى هذه اللحظة، وهي لن تسمح بحصول ذلك”.
غابيدولين: تتثبيت بوتين لسلطته لا تكون عبر القتل
وعن تأثير مقتل بريغوجين على مستقبل بوتين والأوليغارشيين داخل روسيا، ردّ غابيدولين قائلاً إنّ “ذلك لن يعزز موقف بوتين على الإطلاق، فليست تلك الطريقة التي تزيد من قوّة أيّ شخص. كثيرون يقولون إنّه يريد أن يبرهن من هو سيد المنزل، وأنّه يحاول ترهيب الجميع، لكن لنفكر بالأمر بطريقة أخرى، ولننظر إلى المشكلة من زاوية أخرى، ماذا لو أرعب المؤسسة وأثبت أنّه سيد المنزل عبر ذلك الأسلوب الوضيع، ولنفترض أنّهم خافوا وقرّروا مغادرة البلاد، فماذا لو غادروا وأخذوا أموالهم خارج روسيا، ما الذي سنحققه؟
وأضاف في حديثه لـ”أخبار الآن“: “ليست هذه هي الطريقة لكسب السلطة، كان في السابق يُظهر نفسه أنّه سيد المنزل، ونحن نعرف ما حدث مع ميخائيل خودوركوفسكي (Mikhail Khodorkovsky) ونافالني (Alexei Navalny) وغيرهما، لكن اتّباع تلك الأساليب الديكتاتورية لا يساعد في تعزيز السلطة، بل ينفّر ويزيد من الشعور بعدم الثقة ومن قسوة الإنسان على نفسه”.