الصحفي الليبي جوهر علي يروي لأخبار الآن ما حدث في درنة
يواصل المسعفون والمتطوعون الجمعة العمل بحثًا عن آلاف المفقودين في درنة بعد الفيضانات الهائلة التي اجتاحت المدينة الواقعة على ساحل ليبيا الشرقي.
وأطلق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة نداء لجمع أموال تزيد عن 71 مليون دولار لتأمين مساعدة فورية إلى حوالى 250 ألف شخص هم الأكثر تضررًا جراء الفيضانات التي نتجت عن العاصفة “دانيال“، محذرًا من وضع “كارثي”.
وأوضحت الهيئة أنه بعد تدمير الكثير من الطرقات “تحض بلدية درنة السلطات على إقامة ممر بحري للمساعدة العاجلة وعمليات الإجلاء”، مقدرة عدد المتضررين مباشرة من الكارثة بحوالى 884 ألف شخص.
وأدّى تدفّق المياه ليل الأحد الإثنين إلى انهيار سدّين في مناطق بأعلى درنة، ما تسبب بفيضان النهر الذي يعبر المدينة بصورة خاطفة بحسب ما أفاد سكان موضحين أن المياه تدفقت بارتفاع عدة أمتار.
وللوقوف على حجم الكارثة، أجرت أخبار الآن مقابلة مع جوهر علي، وهو صحفي ليبي من درنة.
وعند سؤاله هل صار بالماضي أي كارثة أسوأ من هذه أو مثل هذه في تاريخ درنة، أجاب: “أبدًا على الإطلاق لم يحدث أي شيء مقارب من هذه الكارثة، اليوم نحن نتحدث عن أرقام ضحايا يتوقع البعض أنها تصل إلى عشرين ألف، ربع سكان المدينة في الوقت الحالي، عندما يموت شخص واحد نظل في ذكراه لمدة سنوات، فما بالك بحادثة مثل هذه قضت على ربع سكان المدينة”.
وأضاف: ”الآن أشعر أنني فقدت جزءًا مني ولكن لن يموت لأنني سأقيم ذكرى هذه المدينة حية من خلال الحديث الدائم عنها. أمس عندما نشرت بخصوص المدينة قلت أننا يجب جميعًا أن نتحدث عن درنة لأن درنة حكايتنا وستظل حكاية الأبناء والأحفاد، وبإذن الله أنا واثق تمام الثقة رغم مشهد اليوم المأساوي أنها ستعود، درنة المتجددة.. درنة العطاء.. التي تخرج من تحت الركام“.
وتحدث الصحفي الليبي عن مدينة درنة قائلاً: ”درنة تقع على الساحل الشمالي في ليبيا وفي الجانب الشرقي منها، جنوبها جبال، شرقها وغربها قرى تقود إلى مدن، وهي تتكون عدة أحياء“.
وعند سؤاله عنا لقصص المأساوية في شوارع درنة، قال: ”كنت أتحدث مع أخي وحكى لي قصة، بعدما صارت الحادثة وعدنا ظهرت الشمس وتوقفت الأمطار خرج برفقة طفليه، فوجد الطريق المزدوج إلى البحر قد اختفى ولم يستوعب المشهد، ثم شاهد 3 جثث على الطريق، شاهد هذا المشهد المؤلم أطفاله الصغار، أنا أتخيل أن الأطفال لن ينسوا هذا المشهد أبدًا“.
وواصل: ”لم تتوقف الأمور عند هذا الحد، فقاموا بتغطية الجثث، ثم وجدوا سيدة مسنة وقع فوقها حائط مبنى سكني، واستمروا في مشاهدة هذه المواقف المأساوية طوال الطريق“.
وعند سؤاله هل أهالي درنة مستوعبين ما يحدث، أجاب جوهر علي: ”أنا أظن أنهم غير مستوعبين، أنا أتحدث مع أصدقائي البارحة وقولت لهم نحن ما زلنا في حالة صدمة إيجابية، صدمة إيجابية لأنها تجعلنا نستمر في الحديث خلال هذه اللحظات. لو كنت أنا منهار الآن ربما ما حكيت، لو كان غيري منهار ربما لن يتحدث، نحن نروي القصة العالم ونوضح الوضع المأساوي الذي حل بالبلاد“.
وعن حالات الوفيات الضخمة من العائلة الواحدة، قال جوهر: ”هناك العديد من العائلات التي أبيدت بالكامل، هناك عائلة قد ينصدم المشاهد من قصتهم العجيبة، حيث فقدت ستين فردًا، هذه العائلة كانت تقطن في حي قريب من البحر، تم إخلاء هذا الحي لأن الظن كان أن العاصفة ستأتي من اتجاه البحر، وتم إجلائهم إلى حي آخر“.
وأضاف: ”الحي الذي انتقلوا إليه تدمر بالكامل، وقادتهم النجاة إلى الموت، 60 فرد من عائلة الشلوي أبيدوا بالكامل“.
وأردف: ”البحر الآن مملوء بالعمارات هي وسكانها، كان عندنا عمارة بها خمسين أسرة، كلها سقطت في البحر“.