“إما الغرق في المياه الطوفانية أو انهيار المبنى” فتاة ليبية تتحدث عن نجاتها من فيضانات درنة
أحدثت العاصفة دانيال دمارا واسعا في جميع أنحاء شرق ليبيا بعد أن أدت العاصفة إلى فيضانات غزيرة، وتسبب انهيار سد وادي درنة، تحت ضغط المياه المتراكمة، في كارثة التي خلفت نحو 11 ألف قتيل وأكثر من 10 آلاف مفقود.
كان هناك سدان رئيسيان على وادي درنة لم تتم صيانتهما منذ عدة أعوام، رغم أن المنطقة تعرضت لفيضانات عديدة.
وفي حديث مع أخبار الآن روت الفتاة الليبية مريم غيثي معجزة خروجها من درنة ونجاتها من العاصفة دانيال برفقة أخواتها الأربع وأخوها
وقالت: “كنا موجودين في شقتنا بدأنا نسمع الشرطة تطالب بإخلاء الحي ولكن كانت البلاد شبه غارقة في الطين والمياه وفي نفس الوقت لم نكن نتوقع أن تصل المياه حتى للطابق الأول من بنايتنا، كان الوضع سليم مجرد أمطار ورياح عادية”.
#حصري | مريم غيثي @mariam_ghy تروي لجنان موسى @jenanmoussa معجزة خروجها من درنة ونجاتها من إعصار دانيال برفقة أخواتها الأربع وأخوها#ليبيا #العاصفة_دانيال #درنة#أخبار_الآن pic.twitter.com/sScOpmN9eR
— Akhbar Al Aan أخبار الآن (@akhbar) September 14, 2023
وتابعت: “بعد بلحظات وجدنا جارتنا تبكي، قائلة إنه يجب أن نصعد للطابق الخامس من البناية لأن المياه بدأت في الارتفاع والمنازل حولنا بدأت في الغرق بالكامل”.
وأضافت: “تجمع كل الجيران في طابق واحد ولكن حتى تلك اللحظة لم نكن نتوقع أن المياه ستصل فعلا إلى الطابق الخامس، الموضوع كان شبه مستحيل لكن بعدها بربع ساعة أصبح الصراخ يملء المكان، وكان يجب علينا أن نصعد إلى الطابق الأخير لأن المياه ارتفعت إلى الطابق الرابع، وفي تلك اللحظة بدأنا باستيعاب خطورة الوضع، ومن ثم تجمعنا على سطح البناية وكان الجيران أيضا متجمعين على اسطح بناياتهم، لقد شعرنا باهتزاز الأرضية، لقد كان الرعب يعترينا، إذ انهارت العديد من المباني في حيّنا بسبب انهيار سُدّي درنة”.
وأكدت أن انهيار السدّ هو الذي جعل الأرض تهتز من تحتهم، فيما كانوا يعتقدون أن زلزالا أدى إلى وقوع هذه الكارثة، وأضافت: لا يمكنني أن أصف شعورنا في تلك اللحظة، لقد أحسسنا أننا نواجه الموت، فإما الغرق في المياه الطوفانية، أو انهيار المبنى ولم يكن في يدنا حيلة غير انتظار مصيرنا.”
أشارت في حديثها لخبار الآن أنها في تلك اللحظة: “أمسكت بأيادي إخوتي لآخر مرة وكنت أقول لهم:”فلنبقى مع بعض إلى آخر لحظة وحتى إن متنا، فسنموت مع بعض، كان شعوري لا يوصف، ولازلت أرتجف من تلك اللحظات المأساوية، إلى الآن لا أقدر أنام ولازلت أفكر فيما حدث واللحظات الكارثية التي عشناها، أتذكر عندما أخبرونا أن المياه بلغت الطابق الخامس وبنايتنا تتكوّن من ثماني طوابق، حينها أدركنا أن لا هروب من الوضع وأن هناك أمر غير طبيعي ومنطقي يحدث.”
نوّهت مريم أن الكارثة استمرت من الساعة الثانية وثمانية عشر دقيقة إلى الساعة الرابعة صباحا، وتمكنوا بعد ذلك من النزل من سطح البناية ومغادرتها بعد أن تشققت الأرض بسبب قوة المياه الجارفة من السد، وحينها نزلت المياه في التشققات الأرضية وبالتالي نزل منسوب ارتفاعها على المباني، لكنها تركت الخراب.
ونوّهت أن التبرعات التي يتم الإعلان عنها تباعا لم تصل إلى أي متضرر، والمدينة أصبحت ركاما ودمارا ولا يوجد بها لا كهرباء ولا ماء ولا حتى المواد الغذائية.