في مخيم واجد.. فقراء الصومال يستغيثون بعد أن نهبت جماعة الشباب أقواتهم
أثناء رحلتها لتغطية الحرب الدائرة بين الحكومة الصومالية و جماعة الشباب الإرهابية، زارت “أخبار الآن” أحد مخيمات النازحين الفارين من جرائم جماعة الشباب من بلدة واجد الواقعة لى بعد حوالي 302 كيلومتر شمال غرب العاصمة الصومالية مقديشو، وقضت موفدة أخبار اللآن يوما وسط الأهالي الذين يختبأون من انتقام تنظيم الشباب داخل هذا المخيم في وسط العاصمة الصومالية مقديشو، وتجولت بين عششه المتواضعة وبين كتاب المخيم (مدرسة تحفيظ القرآن)، التي باتت الوسيلة الوحيدة المتاحة لتعليم الأطفال
يضم المخيم عدد كبير من الأمهات المعيلات مع أطفالهن بعد مقتل أزواجهن على يد الشباب في المناطق التي تسيطر عليها الجماعة، وتقوم الحكومة الصومالية بتوفير الحماية لسكان المخيم، لأنهم مستهدفون من “الشباب”
ترك الأهالي كل شئ وراءهم وفروا، بعد أن استولت الجماعة على المحاصيل والأغنام والإبل تحت مسمى جمع الزكاوات (الإتاوات)، وهي أحد اهم مصادر تمويل الجماعة وتنظيم القاعدة الذي تتفرع منه جماعة الشباب، ولم تترك الحركة شيئا يمكن أن يسد جوع الأطفال، ومن يرفض الدفع من الفلاحين والرعاة البسطاء، يتم الاستيلاء على ممتلكاته عنوة وتعذيبه أو قتله في بعض الأحيان.
قررت إحدى السيدات في المخيم ممكن أن تقوم بتحفيظ الأطفال الصغار القرآن، لتعليمهم الحروف العربية، حيث باتت الكتاتيب هي وسيلة التعليم الوحيدة للفارين من الجماعة بعد استيلائها على أموالهم وفرارهم دون شئ يساعدهم على حية كريمة يستطيعون فيها تعليم أبنائهم، فهم يوفرون طعام أطفالهم بصعوبة بالغة وليس لديهم القدرة على عبئ تعليمهم أيضا
وسمي المخيم باسم”مخيم واجد” نسبة لقرية واجد التي تحمل نفس الاسم، لأن سكانه هم الهاربون من بلدة واجد التي يشتهر أهلها بالزراعة ورعي الأغنام ، واصطحب الشكان معهم إلى المخيم، خوفهم من مقاتلي الجماعة الذين يستهدفون كل من يفر، فبهروب السكان تفقد الجماعة شرعيتها في المناطق التي تحكمها كما تفقد مصادر تمويلها من جمع الإتاوات والتي يطلقون عليها اسم الزكاوات نتيجة لعمل هؤلاء الفلاحين وكدهم
كما يتخذون من أهالي المناطق التي يسيطرون عليها دروع بشرية تقيهم ضربات النظام الصومالي كونها مناطق مأهولة بالسكان، لذا فإن الهروب من وجه الجماعة هو ذنب تعاقبهم عليه باستباحة دمائهم.
تبدو أجساد الأطفال داخل المخيم أقل كثييرا مما يجب أن تكون عليه في مثل أعمارهم التي تراوحت بين 5 أعوام ، و12 عاما بسبب سوء التغذية الذين ارتحلوا به عن مناطق سيطرة جماعة الشباب التي استولت على الأخضر واليابس من طعام هؤلاء الأطفال.
حياة بائسة حكمت بها جماعة الشباب على مستقبل معيشة هؤلاء الأطفال وأمثالهم ممن فروا من وجه شبح الإرهاب أو ممن مازالوا يعانون تحت سيطرة جماعة استباحت الشجر والحجر والبشر في الأراضي التي نصبوا أنفسهم حكاما وأمراء عليها.
رحب الأطفال واحتفوا بموفدة “أخبار الآن ” ، حيث أنهم يعيشون في الخفاء بلا زيارات إلا القليل من الزيارات الحوكمية او الحقوقيةمن المنظمات المسموح لها بزيارتهم
أطفال المخيم يرحبون بالغرباء رغم ضعف الإمكانيات، ورغم استهداف أهاليهم من قبل الشباب ولكنهم مازالوا يحلمون بحياة بها حرية، حرية التنقل وحرية اللهو كأطفال ، لهم حق في التعليم والتغذية الصحيحة، كأطفال لهم حق في الحياة بعيدا عن جماعة تستبيح كل شئ.