جواز سفر يشهد إقبالاً كبيرًا في لبنان
يتحول السفر أحياناً من فرصة للراحة والاستجمام إلى كابوس وبالأخص لأصحاب الجوازات الضعيفة مثل الجوازات السورية واللبنانية والعراقية، حيث أنهم يحتاجون إلى تأشيرة لزيارة أغلب دول العالم.
لتجنبِ الحصول على تأشيرة ولتفادي ساعات الانتظار الطويلة، يحاول المواطنون من هذه الدول تخطي الطابور بطريقة ذكية: وهي شراء جواز سفر ثان صادر عن دولة كاريبية صغيرة.
جميع الدول التي تمنحك فرصة الحصول على جواز سفرها هي دول تقع في منطقة البحر الكاريبي.
وفي هذا السياق تحدثت أخبار الآن مع زياد كركجي، وهو مالك شركة Global Pass، حول كيفية شراء جوازات السفر هذه.
وبحسب كركجي يمكن لأي شخص أن يحصل على جوازات السفر هذه لكن المبلغ ليس بسيطاً حيث أن البرنامج الأقل تكلفة في Global Pass يبدأ من 100 ألف دولار.
تعتمد هذه الدول على استثمار مبلغ معين فيها بأحد المشاريع للحصول على الجواز، لكن كركجي قال أنه من الممكن أن يكون المبلغ المدفوع عبارة عن “هبة” فقط ولا ضرورة لإنشاء مشروع كامل للحصول على الجنسية.
هنالك خمس دول كاريبية تمنح الجنسية من خلال برامج الاستثمار وهي:
- أنتيغوا وبربودا
- دومينيكا
- غرينادا
- سانت كيتس ونيفيس
- سانت لوسيا
ومن ميزات الجنسية الكاريبية هي سهولة الإجراءات والسفر بدون تأشيرة إلى أكثر من 140 دولة، ولا حاجة لزيارة البلد أو الانتقال لها.
كما يمكن لحامل هذه الجوازات نقل الجنسية إلى الأجيال القادمة.
السفر إلى 143 دولة بدون تأشيرة هو خيار ليس سيئاً لحاملي جواز السفر اللبناني، الذي يمكنك من زيارة 41 دولة فقط بدون تأشيرة.
أما جوازات السفر السورية والعراقية فهي أسوأ من ذلك اذ تتيح لك السفر فقط إلى 30 و29 دولة بدون تأشيرة.
لكن شراء جواز سفر ثانِ بمبلغ لا يقل عن 100 ألف دولار هو أمر ممكن فقط للأغنياء في لبنان، إلا أن الغالبية العظمى من اللبنانيين لا تمتلك هذه المبالغ لذلك سألنا الناس العاديين في شوارع بيروت “هل ستقومون بشراء جواز سفر ثاني أو جنسية جديدة في حال توفر لكم مبلغ 100 ألف دولار؟”.
أجابت نور قصاب، مواطنة لبنانية بـ “نعم بالطبع لكن هذا شيء محزن لأن ظروف لبنان أجبرتنا على أن نلجأ لبلدان أخرى وجنسيات ثانية”.
بينما قالت مروى منصور، مواطنة لبنانية أخرى أنها من الممكن أن تستثمر هذا المبلغ بأي شيء خارج لبنان وتابعت: “عمري 26 سنة وحاصلة على شهادة جامعية لكنني لا أزال أعاني في هذا البلد”.
لكن الأغلبية في شوارع بيروت أجابت بنعم وأنهم مستعدون لشراء جواز سفر ثاني مادام المبلغ متوفراً تحت أيديهم.
اشترت سيدة الأعمال اللبنانية داليا الحسيني مؤخراً جواز سفر ثان من دولة سانت كيتس الكاريبية الصغيرة. ابنها يعيش في لندن، وتريد زيارته من دون متاعب.
وقالت داليا الحسيني لأخبار الآن: “ساعدنا الجواز الجديد كثيراً خلال السفر على أوروبا بدون تأشيرة، خصوصاً في العمل ودراسة ابني وأنا سعيدة أننا استطعنا تأمين هذه الفرصة والأمان لنا ولأطفالنا”.
يطل مكتب داليا على مرفأ بيروت الذي وقع فيه انفجار ضخم هز العاصمة بأكملها. داليا سعيدة بأن جواز سفرها الثاني يمنحها القدرة للخروج من لبنان في أي وقت.
لا تريد داليا الهجرة من لبنان بل فقد تريد أن تكون حرة في السفر متى تريد.
وبحسبها فإن قرار شراء جواز سفر ثاني كان أفضل قرار اتخذته لأن الجواز اللبناني صعب الحصول عليه رغم أنها مواطنة لبنانية تسكن في البلد، حيث أن كانت هنالك فترة لم يكن يستطيع أحد على الحصول على جوازات لأن الدولة لم تكن قادرة على تصديرها.
زياد يؤكد أن شركته لا علاقة لها ولا تخدم خدمات لمن يود الهجرة الدائمة بل فقط تساعد على شراء جوازات السفر الثانية.
وقال زياد كركجي: “نحن لا نتحدث مع أشخاص تحاول بيع منازلها لشراء جواز سفر، هذا ليس زبوناً ولا نتفاوض معهم في هذه الحالات. زبائننا أشخاص لديهم المال للاستثمار في هذه البلاد دون الهجرة إليها، لأن من المتطلبات أن يكون هنالك كشف حساب للزبون”.
مع استمرار الأزمات السياسية والاقتصادية في بعض أجزاء العالم العربي، إن فكرة شراء جواز سفر ستكون جذابة اكثر فأكثر لميسوري الحال.