لا مكان للحوامل في مستشفيات غزة المكتظة ولا مياه للولادة في المنازل
خرج 33 مستشفى وعيادة و23 سيارة إسعاف عن الخدمة بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية، بحسب وزارتي الصحة والداخلية الفلسطينيتين إضافة إلى ذلك، تلقى 22 مستشفى تحذيرات إسرائيلية بالمغادرة أو التعرض لخطر القصف.
العديد من النساء اضطررن إلى الولادة في بيئات غير آمنة، وضمن ذلك الشوارع أو السيارات، حيث جعل القصف من المستحيل فعلياً على النساء الوصول إلى العيادات أو المستشفيات ومنهن من حاولن الولادة في المنزل، ولكن مع فقدان المياه أصبحت العملية شبه مستحيلة.
دخل الوضع الإنساني في غزة إلى مرحلة جديدة من تطور المأساة التي يعانيها الأهالي بها، حيث بدأت بعض الأمراض الجلدية في الانتشار إضافة إلى المعاناة الشديدة للسكان بسبب قلة المياه أو إنعدامها في بعض المناطق ، علا عطا الله صحفية من غزة حكت لـ”أخبار الآن” عن الوضع الإنساني الذي يزداد سوءا بشكل يومي بسبب إنعدام مقومات الحياة بالقطاع، من مياه وغاز وكهرباء تقول علا “الوضع سئ جدا، فإذا تحدثنا عن بيت يتضمن أفراد عائلة من أب وأم وأخوة متزوجين فيترواح عدد الأسرة بين 15و20 فردا ،يعيشون دون مياه، ولكي تكون الصورة أكثر وضوحًا، فإنه في العادة، تعاني غزة من أزمة مياه كبيرة حيث درجة ملوحة المياه شديدة جدا،
فنحن نشتري المياه، توجد محطات تحلية نشتري منها المياه لنشرب ونطبخ منها لأن مياه غزة غير صالحة للشرب، وعند تدمير أي خط لإمدادات المياه لا تستطيع البلدية إصلاحه في ظل القصف المستمر”
الوضع الإنساني في غزة يزداد سوءا وقلة المياه تنذر بكارثة صحية قادمة
وتضيف عطا الله “وفي ظل هذا الوضع لكم أن تتخيلوا كيف تغير الأم لطفلها الرضيع؟ ذلك إلى جانب تفاصيل خاصة بالنساء، مثل الفوط الصحية ما عادت موجودة لدرجة أن الفتيات النازحات في مراكز الإيواء بدأن في استعمال أدوية تمنع الدورة الشهرية ليحافظن على بعض النظافة الشخصية، بنحكي عن نظافة شخصية حتى الحمام لم نعد قادرين على استخدام الحمامات بجدون ماء فامتنعنا عن الأكل والشرب قدر الإمكان”
وتضيف هناك بعض مراكز الإيواء التي تكتظ بالأهالي بدأت الأمراض الجلدية والمعدية تنتشر بها في ظل عدم وجود الماء وعجز الأهالي عن الاهتمام بنظافتهم الشخصية وعن هذا الوضع تقول علا عطا الله “في بعض المراكز بدأت تظهر حشرات في الشعر وأمراض جلدية وجدري، النساء الحوامل اللائي وضعن حالتهن صعبة، فالنساء يحتجن كمية كبيرة من الماء أثناء الولادة ، خاصة أن الولادة معظمها لا تجرى في المستشفيات الآن، وتحتاج مياه بعد ذلك لنظافتها الشخصية وللطفل الوليد، هناك أسر لم تستطع أن تحمم المولود بسبب عدم وجود مياه، نحن نتحدث عن كارثة صحية، ربما يومين أو 3 أو 5 أيام وتحدث كارثة صحية بسبب أزمة المياه في قطاع غزة، لم تعد الأزمة فقط أننا لا ندفن أولادنا ولا نراهم قبل الدفن وأننا ننتظر الموت في كل لحظة، لكن أيضا حتى لو عشنا نفقد صحتنا من انتشار الأمراض المعدية والجلدية من قلة النظافة الشخصية.”
وتشرح عطا الله حجم المأساة الإنسانية التي يعاني منها القطاع في ظل القصف اليومي قائلة “غير الموت والدم وفقدان أعز الناس لك، فأنت لا تعيش من الأساس، ليس هناك مياه لاستحمام الأطفال وحتى لغسل الوجه أو الوضوء إذ الناس بدأت تتيمم بدل الوضوء.”
وتعاني المستشفيات في غزة من حاجة ماسة إلى المعدات الطبية وتمكنت أخيرا ثلاث شحنات صغيرة من دخول القطاع ويشير متحدث باسم منظمة مساعدة فلسطين، إلى أن 500 شاحنة مساعدات كانت تدخل غزة يومياً، قبل الحرب.
وعلى الرغم من دخول بعض الأغذية والمعدات الطبية، فإن الوقود لم يجد طريقه إلى غزة منذ اندلاع الحرب وتعتمد المستشفيات على المولدات في توفير الطاقة لأجهزتها.
ونبهت اليونيسيف مؤخراً إلى أن 120 رضيعا في حاضنات، بينهم 70 من المواليد الخدج، يتنفسون اصطناعيا، ترتهن حياتهم بمولدات احتياطية تم تشغيلها بعد أن قطعت إسرائيل الكهرباء عن غزة.