ربيعة بوراس: إعتراف روسيا بوجود فاغنر بليبيا يمهد الطريق لقواتها النظامية
“إن مستقبل فاغنر في ليبيا لا يزال قيد الدراسة، خصوصًا أن عددًا من المقاتلين إنضموا حالياً تحت قيادة الجيش الروسي”.
إعتراف موثق يخرج للمرة الأولى من مسؤول رفيع المستوى في موسكو، إنه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تصريحات صحفية له في الأيام الماضية، فعلى مدار أعوام تنكر موسكو وجود عناصر فاغنر على الأراضي الليبية، رغم توثيق جرائمهم بها، مع وجود صور ومقاطع فيديو تثبت وجود مجموعات فاغنر على أرض ليبيا اضطر لافروف للاعتراف بوجود “فاغنر” في ليبيا في تصريح سابق في مايو من لعام الماضي،ولكنه شدد حينذاك على أن وجود مجموعات “فاغنر” يرتكز إلى أساس تجاري باعتبارها شركة أمن خاصة، أما الآن فهو يعترف بوجودهم كمقاتلين في ليبيا وذلك عقب انضمام قوات شركة فاغنر رسميا للجيش الروسي.
وتعقيبا على ذلك تحدثت النائبة ربيعة بوراس النائبة بالبرلمان الليبي في تصريحات خاصة لـ”أخبار الآن” قائلة “أعتقد أن روسيا كدولة مهدت الدخول إلى ليبيا بشكل خاص وأفريقيا بشكل عام عن طريق شركة فاغنر،
حتى تصبح قوة أمر واقع وخاصةأن هناك تنازع على السلطة والموارد إلى جانب الهجرة غير الشرعية داخل أفريقيا ومسالك التهريب، ويعتبر تواجد فاغنر في ليبيا خطوة تمهيدية لتواجد القوات الروسية الشرعية ممثلة في وزارة الدفاع الروسية، وتصريحات وزير خارجية روسيا اليوم جاءت بعد زيارات متبادلة بين حفتر والجانب الروسي والذي يتضح من خلالها التسوية التي وقعت بين الطرفين بما يخص شرعنة التواجد الروسي داخل الاراضي الليبية.”
وعن أهم الجرائم التي قامنت بها مجموعات فاغنر على الأراضي الليبية تضيف بوراس” بالنسبة لجرائم فاغنر المعلومة لدينا تتعلق بزراعة الألغام وانتهاك واستباحة المناطق التي زروعوا بها الألغام، وانتهاك مناطق الحقول النفطية وأيضاً القواعد العسكرية وفوق كل ذلك قتل المدنيين .”
النائبة الليبية: موسكو ستعمل على تبرأة نفسها من جرائم فاغنر السابقة لضمها للجيش
وعن الجهات المسؤولة عن جمع الأدلة ضد فاغنر تقول النائبة ربيعة بوراس ” هناك العديد من الأدلة التي تم جمعها كما يعمل المدعي العام العسكري وبعض الجهات الأخرى وبعض المؤسسات الاعلامية الدولية على تقصي الحقائق والمعلومات حول الإنتهاكات التي قام بها جنود فاغنر داخل الأراضي الليبية.”
وتعقيبا على اعتراف وزير الخارجية الروسي على وجود مجموعات فاغنر كمقاتلين داخل ليبيا تقول الدكتورة ربيعة بوراس “بالنسبة لاعتراف موسكو هذا، فأنا لا أعتقد أنه سيؤثر على رفع قضية ضد جرائم فاغنر، روسيا نفسها ستعمل على تبرأة نفسها مما قامت به فاغنر في السابق كي تظهر للآخرين حسن نية، حسب اعتقادي وربما هي من سيتبنى قضية تجريم فاغنر في شكلها السابق قبل أن تصبح قوة نظامية تخضع للجيش الروسي.”
ثم تضيف البرلمانية الليبية”في كل الأحوال.. ليبيا تعاني من مشاكل مختلفة بوجود فاغنر وبدون فاغنر، حيث لم تنعم ليبيا بالاستقرار بعد الثورة وذلك بسبب الكثير من التحديات والطموحات والنوايا التي يملكها بعض القادة السياسيين والعسكريين في ليبيا، فاغنر كانت أداة من أدوات تعميق الأزمة والخلافات.”
بوراس: على القادة الليبيين أن يعوا جيدا خطورة العلاقات الأمنية الأجنبية السامة
شخصية جديدة تنضم لمسرح بوتين للعرائس المستخدمة لإشعال أفريقيا، إنه يونس بك يفكيروف، وهو الرئيس السابق لجمهورية إنغوشيا وهو الآن يشغل منصب نائب وزير الدفاع الروسي، والمسؤول الآن عن العمليات العسكرية الروسية في ليبيا، بما في ذلك المرتزقة من عناصر فاغنر، وتكمن خطورة هذا الرجل أنه عندما كان رئيسا لجمهورية إنغوشيا، كان يدعم الجهاديين السلفيين بشدة، وساندهم وشجعهم على الاشتباك مع أئمة سنيين معتدلين في بلاده.
و في ليبيا، هناك مجموعات مسلحة لها أيديولوجيات متطابقة تقريبًا في تفكيرها مع تلك السلفية الجهادية القوقازية.
فإلى أي مدى يجب أن يشعر المواطنون الليبيون بالقلق من أن مسؤول الدفاع الروسي الذي يدعم بشدة المتطرفين من السلفية الجهادية، يشارك اليوم بشكل أكثر عمقًا في العملية الأمنية داخل ليبيا؟
عن هذا التساؤل ترد النائبة الليبية بوراس” هذه نقطة هامة جدًا، إنه شئ مخيف للغاية، حيث يعمل ذلك على ازدياد حجم المخاوف من التواجد الأجنبي داخل الأراضي الليبية وخاصة مِن كل مَن كان له علاقة بدعم الأيديولوجيات الجهادية في السابق، حيث يزيد ذلك من حجم التحديات، وتطور الصراع بشكل سيئ على الجميع، إن لم يضع له الليبيون حدًا ، لذلك وجب على القادة الليبين في شرق وغرب البلاد وخاصة العسكريين والأمنين منهم، أن يعوا جيدًا خطورة العلاقات الأمنية الأجنبية السامة على أمن المواطن والبلاد وأن يتحدوا من أجل إنهاء التواجد الأجنبي بكل أشكاله خاصة في هذه الظروف التي يمر بها العالم من صراعات ونزاعات وأزمات اقتصادية ومناخية ونووية.”