يوم الثاني من يناير 2024 لم يكن يوماً عادياً بالنسبة لأفراد عائلة القادريار في نيجيريا، حيث تمّ خطف أسرة مؤلفة من خمس فتيات وأب من منزلهم الكائن في منطقة بواري في العاصمة أبوجا (Abuja). لاحقاً تمّ إطلاق سراح الأب لتأمين المبلغ المالي الذي طالب به الخاطفون، وهو 60 مليون نيرة (نحو 62,714 دولاراً). لكن ومع انقضاء المهلة الأولية، اتخذ الأمر منحى دراماتيكياً سريعاً، عندما تمّ قتل نبيهة، وهي إحدى الفتيات.
ذلك التطور أتى بعدما لم تتمكن العائلة من تأمين المبلغ المالي المطلوب، وقد تمّ رفع القيمة إلى 100 مليون نيرة (نحو 104,400 دولار) وفق ما ذكر أحد الأقارب لـ”أخبار الآن“. وبذلك ترحل نبيهة وهي طالبة جامعية تدرس العلوم البيولوجية في جامعة أحمدو بيلو (ABU)، تاركةً شقيقاتها الطالبتين الجامعيتين أيضاً نجيبة ونظيرة، وثلاثة آخرين في براثن الجريمة وفي أيدي الخاطفين.
غضب في نيجيريا
الحادث اثار غضباً في كلّ أنحاء نيجيريا، مع انتشار وسم نبيهة وأخواتها على وسائل التواصل الاجتماعي، وطالب المستخدمون الأجهزة الأمنية بتكثيف الجهود لإنقاذ الرهائن المتبقين وتقديم الجناة إلى العدالة.
وقبل ساعات، كانت أعلنت قوّة الشرطة النيجيرية أنّها نشرت فريقاً من الاستخبارات التكتيكية لإنقاذ الفتيات، وأكّد أولومويوا أديجوبي، المتحدّث باسم قوّة الشرطة النيجيرية، في بيان نشر على تطبيق X، أنّه يطمئن النيجيريين بأنّ الشرطة تتابع بجدية تلك القضية، قائلاً: “تعمل إدارة الشرطة على تنسيق الجهود لمعالجة ذلك الأمر ومنع حدوث أيّ حوادث أخرى، حيث تعمل كلّ الأجهزة على إنقاذ المخطوفين”. ووفق الشرطة، فإنّ حساسية الوضع تستلزم التحفظ على تفاصيل محدّدة لتجنّب التأثير على العمليات الجارية.
وأشعلت أنباء مقتل نبيهة عاصفة من الانتقادات للحكومة النيجيرية والأجهزة الأمنية. وقد أعرب المرشح الرئاسي السابق أتيكو أبو بكر عن حزنه ودعا إلى “إعادة تنظيم الهيكل الأمني للبلاد” لمنع حصول مثل تلك المآسي، فيما قال نائب الرئيس السابق في تصريح له: “أشعر بحزن شديد إزاء أنباء القتل الوحشي لنبيهة القادريار التي اختطفت مع أشقائها وظلت في عهدة خاطفيهم منذ أسبوعين تقريباً. ذلك تذكير آخر بأنّ الخاطفين وقطاع الطرق يعملون من دون عوائق في بلدنا”. وأضاف: “البنية الأمنية تحتاج إلى إعادة تنظيم بحيث تنطلق من قبضة العناصر الإجرامية وتضمن سلامة الأرواح والممتلكات”.
وصول عمليات القتل والخطف إلى العاصمة
تجدر الإشارة إلى أنّ عمليات الخطف والقتل عادت في نيجيريا بعد أكثر من 10 أشهر من الهدوء. وتفيد المعلومات بأنّ قطّاع الطرق هاجموا مسافرين على طريق أبوجا – كادونا يوم الأحد الماضي وخطفوا أكثر من 30 شخصاً. وقد جرت عملية الاختطاف في دوغون-فيلي بالقرب من كاتاري، على طول طريق كادونا – أبوجا الحيوي في منطقة كاتشيا الحكومية المحلية في ولاية كادونا. كما أشار تقرير حديث إلى أنّ ما لا يقل عن 10 أشخاص تمّ اختطافهم في مخطط سجواري إستيت، في منطقة دوتسي – الحاجي في العاصمة الفيدرالية أبوجا، بعدما اقتحم مسلحون يرتدون ملابس عسكرية المكان.
وكشفت المعلومات أنّ آخر حادث تمّ الإبلاغ عنه على الطريق كان في الأوّل من مارس 2023 عندما تمّ اختطاف 23 شخصاً. وقد أكّد أحد القانونيين الفيدراليين والناشطين الاجتماعيين أنّ مجموعة من الإرهابيين قامت بإغلاق طريق أبوجا – كادونا واختطاف عدد كبير من الركاب.
وكان طريق أبوجا – كادونا بمثابة نقطة منتظمة لهجمات الإرهاب وعمليات الاختطاف. وكان يُشاع أن الطريق كان واحداً من أخطر الطرق بالنسبة للمسافرين خلال الفترة الرئاسية الأخيرة بسبب استمرار عمليات الاختطاف والقتل المتكررة على الطريق، وقد روى حارس أمن في إحدى الإقامات أنّ المسلحين هاجموه وربطوه، لكنّه تمكن من الهروب عندما انشغل الخاطفون في محاولة جمع الضحايا الآخرين. ويقول بعض السكان إنّ الفولانيين هم في الغالب المشكلة، لأنّهم مسلّحون وهم يتجولون بحرية مع السكاكين وغيرها من الأسلحة.
يقول بعض السكان إن أبوجا العاصمة الفيدرالية كانت تعتبر أماناً في نيجيريا، ولكن الآن أصبحت مكاناً مخيفاً حيث يبدأ الإرهابيون في الاتجاه نحو المدينة ويطالب البعض الحكومة الفيدرالية بتكثيف الجهود لتحقيق السلام الدائم والحلول فيما يتعلق بعمليات الاختطاف والسرقة النهارية في المنطقة فمن يناير 2021 حتى 30 يونيو 2023، تم تسجيل 40 حالة اختطاف في أبوجا (في سي تي).