بسبب التقصير في مواجهة جماعة الشباب.. الجيش الصومالي يُقيل مجموعة من الضباط
ذكر مصدر أمني، رفض الكشف عن هويته، لـ”أخبار الآن” أن التحقيق الذي أجراه الجيش الصومالي على خلفية التقصير في صدّ هجوم جماعة الشباب على بلدة “عاد” في ولاية غلمدغ، أواخر الشهر الماضي، أسفرت نتائجه عن إقالة كل من قائد اللواء (18)، محمد عرب، ونائب قائد اللواء (17)، شاهد جرير، بعد ما وُصف بـ “الإخفاق العسكري”، الذي أسفر عن خسائر كبيرة في صفوف الجيش.
ووقع الهجوم الذي نفذته مجموعات كبيرة من جماعة الشباب في 24 يناير/كانون الثاني الماضي، واستهدف خمس قواعد للقوات الحكومية والمقاتلين العشائريين في منطقة عاد في محافظة مدق، التابعة لولاية غلمدغ. وكانت جماعة الشباب أعلنت في إصدار مرئي عن مقتل أكثر من 200 من القوات الخاصة الصومالية وأسر عدد آخر، والاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة والمعدات.
بدوره قال الجيش عن الهجوم، إنّه كبد عناصر الجماعة بالتعاون مع المقاومة الشعبية خسائر فادحة في أثناء محاولتها شنّ هجوم إرهابي على مدينة عاد، وفق ما نشرته وكالة الأنباء الوطنية “صونا”.
وتعقيباً على الإقالات العسكرية، قال الصحفي عثمان عبدي شيخو، القريب من منطقة “عاد”، إنّ هناك تغييرات عسكرية في المنطقة، حيث تم اليوم تعيين حسن عراقي كقائد للواء (18) من قوات جورجور (Gorgor) الخاصة، محل القائد المُقال محمد عرب، الذي يعتبر أكبر قائد في منطقة جنوب مدغ، وأشرف على المعارك التي وقعت في مناطق عمارا، وعاد، وجيحجيح (Jeexjeex) مع جماعة الشباب.
وأضاف أنّ هذه القرارات تهدف إلى تغيير الوضع على الأرض في المحافظة، حيث شنّت جماعة الشباب هجمات على مناطق تمركز القوات الحكومية في بلدة عاد أسفرت عن مقتل العديد من الجنود من بينهم نائب القائد السابق للواء (18) عبدي محمد سلنوغ.
في الأثناء، نفذ الجيش الوطني بالتعاون مع مقاتلي العشائر “معويسلي” عمليات عسكرية في بلدتي عمارة (Camaara) وعاد (Caad) الواقعة جنوب محافظة مدغ (Mudug) في ولاية غلمدغ. وبحسب صحيفة “العاصمة”، مازالت العمليات العسكرية جارية في المناطق بين البلدتين، حيث تنشط جماعة الشباب، وتنظم هجماتها ضد القوات الحكومية. وقال مسؤولون عسكريون صوماليون للصحيفة إن هذه العمليات تهدف إلى القضاء على نشاط جماعة الشباب في المنطقة، التي باتوا على علم بمواقع تمركز الجماعة فيها.
وتواصل القوات الحكومية الصومالية تقدمها على الجبهات في مناطق جنوب محافظة مدغ، وسيطرت بالأمس على بلدة براج علي قدود (Baraag Cali Gaduud) التابعة لمقاطعة حررطيرى (Xarardheere)، بالإضافة إلى عمليات الردع التي تشنها القوات الحكومية في مناطق واسعة من الولاية، لمنع هجمات الجماعة التي تستهدف المدن التي تم تحريرها مؤخرًا من قبضتها.
يُذكر أنّ القوات الصومالية الحكومية استعادت مناطق واسعة من سيطرة جماعة الشباب خلال المرحلة الأولى من الحملة العسكرية التي انطلقت في أغسطس/آب الماضي، في حين تواصل الجماعة هجماتها لاستنزاف الجيش الذي انسحب بالفعل من بعض المناطق التي سيطر عليها مؤخرًا.