تستمر المظاهرات في السويداء المطالبة بالحرية وإسقاط النظام والانتقال السلمي للسلطة في البلاد والإفراج عن المعتقلين فبعد أشهر من احتجاجات السويداء المناهضة للنظام السوري، سقط أول متظاهر برصاص الأمن، وهو جواد الباروكي، مقتله لم يمر مرور الكرام أشعل انتفاضة فوق الانتفاضة.
جواد الباروكي أول ضحية لرصاص النظام والمتظاهرون يهتفون ضد بشار ويطالبونه بالرحيل وسط لافتات تصفه بالقاتل والمجرم فما مصير انتفاضة السويداء بعد سقوط قتيلها الأول؟ وما تفاصيل عملية القتل؟ فريق “أخبار الآن” ذهب لمسرح الحادث لينقل لكم تفاصيل القصة من شهود العيان.
انتفاضة السويداء
13 عاماً على انطلاقة الثورة السورية ولكن لا حل يبدو في الأفق حتى قاد جيل شاب عدة موجات جديدة بالفترة الأخيرة آملين في تغيير أوضاع بلادهم ففي ساحة الكرامة بالسويداء يواصل الأهالي انتفاضتهم الشعبية منذ أكثر من 200 يوماً.
أخبار الآن أجرت لقاء خاص مع الكاتب والباحث سوري جمال الشوفي الذي أوضح مطالب المتظاهرين وسبب استمرارهم: “”أريد راتبي أن يكفيني، أريد أن أعلم ابني بشكل جيد، لا أريد أن أهاجر، مطالبات السوريين من 2011 لـ 2024 لم تتغير، ولذلك عاد حراك السويداء مرة أخرى في 2024 ليقول لا للاستبداد لا للأحكام العرفية لا لأحكام الإرهاب لا للملاحقات الأمنية لا لسقوط حزب”
وتابع “الحراك على خلفية تراكم كبير من هموم الشعب السوري، هذا التراكم كان طبعاً بدأ من 13 سنة وبدأ من سنين عديدة، ولكن تفاعل كموجة جديدة للانتفاضة ضد هذا النظام، ضد العصف، ضد الاستبداد، ضد غياب الحريات، وأيضا ضدّ الوضع المتفاقم فيما بعد، ضمن الظروف المعيشية، وضمن الظروف السياسية التي تعيشها البلد”.
ولتحقيق هذه المطالب خرج المتظاهرون في ساحة الكرامة مطالبين بتطبيق القرار الأممي 2254 الذي يضمن تحقيق انتقال سلمي للسلطة عبر انتخابات ديمقراطية بإشراف الأمم المتحدة
“نحن لسنا انتفاضة محلية بأي حال، هي انتفاضة سورية بالسويداء، هي الوصول إلى جمع السوريين والوصول إلى الانتقال السياسي والوصول إلى الجلوس على الطاولة والتفاوض للوصول إلى دولة سورية ديمقراطية حرة ومستقلة” وفق عدنان أبو عاصي، أحد المحتجين.
كان جواد الباروكي حاضراً وسط المتظاهرين كأحد الناشطين الرئيسيين في انتفاضة السويداء قبل أن يفارق الحياة في الثامن والعشرين من فبراير الماضي بطلقة نارية استقرت في صدره. إليكم التفاصيل كاملة من ألسنة شهود عيان
سقوط جواد
الطلقة التي استقرت بصدر جواد أطلقتها عناصر أمن النظام السوري أمام “صالة السابع من نيسان” التي يتخذها النظام مركزا لعمليات “التسوية” ليكون جواد أول قتيل في الحراك الشعبي بالمدينة
“صدر قرار بأن النظام يقوم بالتسويات، فكان هناك رد من الانتفاضة من ساحة الكرامة أننا رافضين هذه التسويات وليكون حل شامل وليس جزئي، وكان هناك احتجاج أمام المبنى المخصص لهذه التسويات لنعلن ذلك. للأسف مجرد أن وصل المتظاهرون أمام المبنى، عناصر الأمن والحرس أطلقوا النار بشكل عشوائي فكانت ضحيتها استشهاد جواد”.
أما صالح النبواني الناشط السياسي وجار جواد الباروكي فقد وصف مقتل جواد بأنه “ضربة قاصمة” ووفقاً للنبواني كان جواد إنساناً بسيطاً ومسالماً وسخياً ليس لديه توجهات سياسية غير أنه خرج بعفوية ليشارك بالحراك وسط أخوانه قائلاً: “ما إن انطلقت ثورة الحرية والكرامة، وجدته موجوداً بشكل يومي.. يومياً كان موجوداً جواد ويهتف من أول ما الناس تأتي حتى آخر لحظة، ولم ينقطع عنا في المساء ولا في الصباح، ولم ينقطع عن أي مشاركة بالمسائيات التي كانت تحدث بنقاط الحراك بمحافظة السويداء بشكل عام”.
لم يتوقف الأمر عند سقوط جواد بل ما حدث معه في المشفى من تلاعب بالتقرير الطبي أثار جدلاً كبيراً وهذا ما أوضحته سلام النبواني إحدى المحتجات تروي روايتها: “التقرير الطبي الذي خرج من المشفى أن هو مصاب من ظهره، الإصابة في ظهره، ثانياً لم يتم عمل ضبط شرطة بالمشفى لمتابعة حالته”.
“كاميرا ‘أخبار الآن‘ لم تفوت فرصة الحديث مع أسرة جواد لكنهم رفضوا الحديث معنا، إغلاق الباب في وجه الميكروفون يعبر عن حالة من الصدمة أم عن عدم الرغبة في الحديث؟ هل كانوا يحملون أسراراً لا يرغبون في كشفها؟ أم أنهم ينتظرون لحظة مناسبة للتحدث؟ فلننظر ما ستكشفه الأيام القادمة من إجابات ومفاجآت