بعد التصعيد الإيراني الإسرائيلي الأخير، وإطلاق طهران مئات الطائرات المسيّرة عن بعد والصواريخ على تل أبيب، قرر الاتحاد الأوروبي توسيع نطاق العقوبات المفروضة على ذلك النوع من الطائرات الإيرانية لتشمل أيضا الصواريخ ونقلها إلى وكلاء طهران في المنطقة، وحتى إلى دول اخرى مثل روسيا.
ويأتي قرار وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في وقت أكد فيه زعماء القارة العجوز ضرورة عدم التصعيد، والالتزام بأكبر قدر من درجات ضبط النفس، مع تأكيد أهمية التصدي لأفعال إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة.
في ذلك السياق أخبار الآن أجرت لقاء خاص مع المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي لويس ميغل بوينو (Luis Miguel Bueno) الذي أوضح تفاصيل الاتفاق الأوروبي قائلاً: “هناك اتفاق على المستوى السياسي داخل مؤسسة الاتحاد الأوروبي حول هذا الموضوع، وأول اتفاق تم التوصل إليه حقا هو في القمة الأوروبية بين القادة الأعضاء على مستوى عال حول فرض عقوبات جديدة على إيران مرتبطة بهذا الهجوم، وميدانيا العقوبات متعلقة باتجاهين أو بعدين. البعد الأول يتعلق بالصواريخ، حيث فرضت العقوبات على الأفراد والكيانات الأوروبية التي قد تكون منخرطة في التصدير أو إرسال أي مكونات لإنتاج الصواريخ، والبعد الثاني هو الجغرافي، حيث تستهدف العقوبات الأفراد والكيانات الأوروبية المشتركة في إنتاج وتصدير الأسلحة، بالإضافة إلى الكيانات في المنطقة التي تتعامل مع إيران مثل اليمن ولبنان وسوريا والعراق”.
يؤكد بوينو أيضاً على أهمية التعاون الدولي في فعالية العقوبات، مشيراً إلى أنّ استخدام العقوبات يتطلب التنسيق مع الشركاء الدوليين، ويشدد على أهمية الدبلوماسية لتجنب التصعيد والحفاظ على الاستقرار في المنطقة قائلاً: “العقوبات هي من الوسائل المتاحة للاتحاد الأوروبي، لكن فعالية هذه العقوبات تعتمد على مدى الإلتزام بها، فبالتالي التحرك أيضاً من خلال المبعوث الخاص للإتحاد الأوروبي له فيما يتعلق باتخاذ عدد من العقوبات ونعمل على هذا الموضوع مع شركائنا في المنطقة وخارجها من المنظمات الدولية والإقليمية، لكن فعالية العقوبات في نهاية المطاف تعتمد على هذا التعاون الدولي”.
ويشدد بوينو في حديثه لـ “أخبار الآن” على أن العقوبات الأوروبية تستهدف الرد على انتهاكات النظام الدولي، مع التأكيد على أنّ الهدف الرئيسي من تلك العقوبات هو تغيير سلوك السلطات الإيرانية بالإضافة إلى الجهود الدبلوماسية، فقال: “هناك فرق بين العقوبات الأوروبية والعقوبات الأمريكية على سبيل المثال هنا نتحدث عن نطاق هذه العقوبات الأوروبية، هو يتعلق فقط بالأفراد أو الشركات الأوروبية، نتحدث عن عقوبات محدودة. لا نستطيع القيام بأي عمل حول هذا الموضوع”.
حرب إسرائيل وغزة
وشدّد بوينو إلى أنّ الكارثة الإنسانية في غزة نتيجة الصراع بين إسرائيل وحماس تتطلب التدخل الدولي وضرورة التدخل الدولي لإنهاء النزاع وتقديم المساعدات الإنسانية للسكان المتضررين، مع التأكيد على دعم الأونروا وأهميتها في تقديم الخدمات الأساسية.
ويشير أيضاً إلى الجهود المشتركة مع الشركاء العرب لتحقيق حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية كحل للصراع الطويل. قال: “الوضع في غزة يتجاوز الكارثة، الأولوية هي إنهاء هذا الصراع من خلال الوصول إلى وقف نار، نحن نتبادل الحديث مع السلطات الإسرائيلية حول هذا الأمر حيث يجب تنفيذ القرارات الأممية ذات الصلة بالنزاع ويجب تنفيذ أوامر محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة، بالتأكيد غزة على جدول أعمال المجتمع الدولي، فبالتالي هذه الجهود الرسمية من الاتحاد الأوروبي تتماشى مع الجهود الدولية في هذا الصدد، أما الأولوية الثانية فتتعلق بالمساعدات الإنسانية والإمدادات لسكان غزة حيث 100% منهم يعانون من انعدام الأمن الغذائي، نتحدث عن مجاعة”.
وتابع: “خلال الأيام الماضية تم اتخاذ قرار لتمويل إضافي أوروبي لوكالة الأونروا لأن الأونروا هي وكالة لا يوجد بديل لها وتوفر خدمات أساسية للغزيين والفلسطينيين ليس فقط في غزة وإنما في المنطقة ككل، فبالتالي هذا العمل الإنساني المستمر من قبل الاتحاد الأوربي مع شركائنا في المنطقة بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة والأردن والمملكة العربية السعودية والجامعة العربية من أجل إقامة دولة فلسطينية حقيقية وحل الدولتين هو الحل الوحيد بتقديرنا لإنهاء هذا الصراع الطويل”.
الاتحاد الأوروبي ودول الخليج
فيما يتعلق بعلاقة الاتحاد الأوروبي بدول الخليج، أشار بوينو عن قواعد جديدة لإصدار تأشيرات شنغن للمواطنين في الخليج كخطوة مهمة لتعزيز التواصل بين الشعوب وتسهيل التبادل بين المواطنين في الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي قائلاً: “تمحور التعاون بين مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي على مجموعة من المستويات ليترجم هذا التعاون بإمكانية حصول مواطني دول الخليج على تأشيرة شنغن لمدة 5 سنوات، وهذا خبر جديد وإيجابي بتقديرنا سيؤدي إلى المزيد من التواصل بين الشعوب وتسهيل الإجراءات بين الشركات الخليجية والأوروبية، لرفع نسبة الاستثمارات”.
شاهدوا أيضاً: وردة مرسومة.. بوابة أطفال غزة إلى الحياة