انتهاك حقوق الإنسان هي الصفة التي تجمع بين غالبية مصانع الصين، الأيدي العاملة ، بلا حقوق، ففي الوقت الذي تسعى فيه الصين لجعل شينجيانغ، مركزاً صناعياً هاماً، تتوسع دائرة الانتهاكات التي تطول أقلية الإيغور المسلمة ، فالأرقام التي أعلنت عنها الصين مؤخرا والخاصة بتنامي انتاج الألمونيوم المستخدم فى صناعة السيارات من مليون طن إلى 6 ملايين طن في 2022 ، تتصاعد أمامها صرخات أقلية الإيغور والتي تتعرض للعمل القسري داخل تلك المصانع.
في أحدث تقارير منظمة هيومن رايتس واتش، جاء إن شركات صناعة السيارات العالمية، تتقاعس عن تقليل مخاطر استخدام العمل القسري للإيغور في سلاسل توريد الألومنيوم لديهم، فلك أن تتخيل أن أحدث موديلات السيارات التي تزين شوارع كبرى الدول هى نتاج بيئة عمل غير آدمية جاءت على حساب أفراد حرموا من رؤية ذويهم ومنع عنهم الطعام والشراب وانكبوا على ماكينات المصانع ساعات متواصلة دون شفقة أو رحمة في انتهاك واضح وصريح لأبسط مبادئ وحقوق الإنسان.
الإيغور والعمل بالسخرة داخل مصانع أهم السيارات في العالم
مديرة المناصرة العالمية والمتحدثة الرسمية باسم مؤتمر الإيغور العالمي زومريتاي اركين (Zumretay Arkin) شرحت لأخبار الآن كيف تستخدم الحكومة الصينية الإيغور في أعمال السخرة منذ عدة عقود، مع وجود برامج مختلفة تستهدف إعادة تعليمهم كجزء من نظام القمع الصيني.
وتشير أيضاً إلى وجود برنامج ترحيل يسمى “شينجيانغ إيد” يهدف إلى نقل الإيغور من مناطقهم التقليدية إلى مناطق صناعية، حيث يجبرون على العمل في مصانع تنتج مختلف المنتجات مثل الملابس والتكنولوجيا والسيارات والألواح الشمسية والألمنيوم. تصف الظروف القاسية التي يواجهونها وكيف يتعرضون للتمييز والمراقبة الجماعية، مع إجبارهم على تعلم اللغة الصينية بعد ساعات العمل، مما يجعل حياتهم مرهقة للغاية.
أخبار الآن أجرت لقاء أيضاً مع الناشط الإيغوري عبد الوالي أيوب (Abduweli Ayup) الذي أوضح عن صناعة الألومنيوم في شرق تركستان وسط اضطهاد السجناء والمعتقلين للعمل فيها، خاصة تحت إشراف منظمة شبه عسكرية صينية تعرف بـ XCCP.
ويُشير إلى أن هذه الأعمال القسرية تهدد صحة العمال وترتبط بصناعات مهمة مثل الألواح الشمسية والسيارات والبطاريات، وتشير إلى ارتباط العمالة القسرية للإيغور بهذه الصناعات. ويعبر أيوب عن خيبة أمله لرؤية منتجات هذه الصناعات في الأسواق، في حين يُعاني الإيغور في المعتقلات والمعسكرات.
من جهتها لويزا كوان جريف (Louisa Coan Greve)، مدير المناصرة العالمية، مشروع حقوق الإنسان للإيغور أوضحت سياسة العمل القسري التي تنفذها الحكومة الصينية بحق الإيغور، مع اعتمادها على الإعلانات العلنية لتوظيف العمال وتدريبهم عسكرياً، وتتكلم عن تجارب شخصية وشهادات تثبت هذا الأمر، مشيرة إلى محاولات منظمات حقوق الإنسان والكونغرس الأمريكي للتصدي لهذه السياسة.
كما أشارت إلى أدلة منذ عامي 2017 و2018، حيث كان وسطاء العمل ينشرون إعلانات علنية تقول بإمكاننا إرسال عمال الإيغور على دفعات، سواء كنت تحتاج إلى 100 أو 200.
وتحدثت جريف عن قرارات من الاتحاد الأوروبي بمنع استيراد المنتجات المصنوعة بهذه الطريقة، وتدعو لمزيد من الإجراءات لمنع توريد المواد والمنتجات التي يمكن أن يكون قد شارك في صناعتها عمال إيغوريون مضطرين.
أيضاً أضافت في حديثها لـ أخبار الآن عن صعوبة الوصول إلى معلومات دقيقة بسبب السرية المحيطة بالموضوع وتطالب بالتحقيق والكشف عن هذه الانتهاكات من خلال البحث في سلاسل التوريد.
الصين أكبر مصدّر للسيارات في العالم لأول مرة
تأتي كل هذه الإنتهاكات في الوقت الذي أعلنت فيه الصين أنها تقترب من أن تكون أكبر مصدري السيارات في العالم خلال العام الجاري، حيث تجاوزت صادراتها من السيارات خلال الأشهر العشرة الأولى 3.9 مليون وحدة.
في الربع الأول من هذا العام، بلغت صادرات السيارات من الصين 1.07 مليون مركبة، وهذا الرقم يمثل تجاوزاً تاريخياً لليابان، حيث أصبحت الصين أكبر مصدّر للسيارات في العالم لأول مرة.
في تحقيق موسع لـ أخبار الآن، يُنشر قريباً، نكشف لكم بشهادات تروى لأول مرة على لسان الضحايا، الانتهاكات التي يتعرض لها الإيغور داخل تلك المصانع، ألية العمل داخلها، مناطق وجودها وبيئة العمل غير الأدمية التي يُجبرون عليها، لندق ناقوس الخطر ونلفت انتباه كبرى شركات السيارات وأيضاً المستهلكين لجرائم العمل القسري التي يتعرضون لها ليل نهار.