تتفاقم معاناة الصيادين اليمنيين في البحر الأحمر بسبب هجمات الحوثيين في المنطقة؛ ما أدى إلى فقدانهم لمصدر رزقهم الأساسي والوحيد، وأصبح الفقر يلاحقهم، حيث أصبحت مهنة الصيد تشكل خطراً على حياتهم. بعضهم تعرض لانفجار الألغام، والبعض الآخر للاختطاف، وهناك العديد من ضحايا انتهاكات الحوثيين. في تقرير اليوم نعرض قصة الشاب صالح الذي بُترت قدمه وتوفي أربعة من أصدقائه أثناء وجودهم معه في رحلة الصيد، وكذلك قصة السيدة إيناس التي اختفى زوجها منذ خمسة أشهر وبرفقته سبعة من أفراد أسرته.
قصص مأساوية للصيادين اليمنيين
ألغام وخطف واعتداء الحوثيون حولوا البحر الأحمر إلى مكان مليء بالمخاطر لمن يبحث عن لقمة العيش قصص مأساوية لا حصر لها فهذا شاب بُترت ساقه وفقد أربعة من أصدقائه أثناء رحلة صيد وتلك سيدة اختفى زوجها الصياد منذ خمسة أشهر وبرفقته سبعة من أفراد اسرته مآسي جعلت النزول إلى البحر أمراً شبه مستحيل خوفاً من الخطف أو الموت فكيف حول الحوثيون البحر الأحمر إلى منطقة مهددة للحياة؟
تزايدت المعاناة التي يعيشها الصيادون اليمنيون في البحر الأحمر الذي يمثل مصدر رزقهم الرئيسي نتيجة لهجمات الحوثيين في المنطقة بالصواريخ والمسيرات على السفن والناقلات المرتبطة بإسرائيل أو بريطانيا أو الولايات المتحدة منذ حرب السابع من أكتوبر على قطاع غزة، صالح هو شاب يمني نشأ وترعرع في البحر كبر بجوار قاربه ولا يعرف شيئاً غير الصيد لكن مؤخراً انقلبت حياته رأساً على عقب. روى قصته لـ “أخبار الآن” قائلاً: “ذهبت لأصطاد أنا وأصحابي في البحر على القارب بعدين حصلي لغم أنا وأصحابي. أصحابي جمعاء ماتوا الأربعة وأنا جرحت في رجلي، لغم بحري حق الحوثيين واحنا رايحين نصيد بعدين راح ماتوا أربع نفر وأنا الجريح فيهم”.
المعاناة لا تقتصر على الصيادين بل تمتد لتشمل أفراد أسرهم الذين يعانون ألوان الحرمان والضياع بسبب اختفاء عائلهم في البحر فيقول صالح: “عندنا هنا الصيادين اللي هم مرخصين الآن في حدود 2600 إلى 3000 صياد اللي هم أساسا مرخصين، الأسرة خلفها أسر لو تحسب الأسر هذه ال 3 ألف، كل واحد يعول 3 أو 4 نفر في البيت نفسه، ما يقارب معاك حوالي 12 ألف أو 15 ألف أسرة متضررة”.
كما تحولت حياة صالح إلى عذاب فلم يعد بمقدوره نزول البحر مرة أخرى واضطر لتركيب طرف صناعي فيقول صالح لـ “أخبار الآن“: “هناك الكثير من الصيادين اضطروا إلى ترك مصدر رزقهم الوحيد بسبب هجمات الحوثيين أو الانتقال إلى أماكن أخرى حتى يمكنهم أن يوفروا قوت يومهم لهم ولأبنائهم فمنهم من رحل إلى المكلا وعدن وتعز وهناك أيضاً صيادون ذهبوا إلى مناطق أخرى لكنهم لم يجدوا ترحاباً للاصطياد في هذه الأماكن كونها ليست مياههم أو بيئتهم”.
مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر هي الأكثر تأثراً بالهجمات الحوثية الأخيرة على السفن في باب المندب فهناك حوالي 200 ألف شخص من الصيادين منعتهم تلك الهجمات من ممارسة عملهم مراقبون يؤكدون أن اليمنيون الذي يعيشون تحت حكم جماعة الحوثي المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة يعانون من أساليب وحشية تمارس بحقهم مثل أحكام الإعدام التعسفية والجلد العلني وهذا ما أكده لنا صالح ومدير عام الموانئ والهيئة السمكية باليمن.
هدف الحوثيين المعلن من تلك الهجمات التضامن مع غزة في الحرب الإسرائيلية التي اندلعت في 7 أكتوبر الماضي بينما تؤكد نيكو جعفرينا الباحثة بقسم الشرق الأوسط وأفريقيا في منظمة “هيومن رايتس ووتش” أن الحوثيين يستخدمون هجماتهم في البحر الأحمر كغطاء لانتهاكاتهم الحقوقية في الداخل فيما تتهم الحكومة اليمنية تلك الجماعة باستخدام أمن البحر الأحمر لأغراض دعائية لا تمت بصلة لدعم الفلسطينيين في قطاع غزة وإنما تخدم أجندة إيران وسياستها التوسعية في المنطقة وقد وجهت الولايات المتحدة ضربات جوية على مواقع للحوثيين في محاولة لإعادة الاستقرار إلى الممر الملاحي الذي تخلت عنه العديد من شركات النقل البحري الدولية ووجهت سفنها إلى طريق أطول وأكثر تكلفة حول قارة أفريقيا وحسب بيان للحكومة اليمنية فإن إنتاج اليمن من الأسماك والأحياء البحرية كان يبلغ نحو 200 ألف طن سنوياً قبل الانقلاب الحوثي إذ كان يتم تصدير ما بين 40 إلى 50 % من هذا الإنتاج الذي يدر عائدات تقدر نحو 300 مليون دولار إلا أنه منذ الانقلاب انخفض حجم الإنتاج للنصف
نتيجة نزوح الصيادين والعاملين في القطاع السمكي فكما رأينا كيف تحولت هذه المنطقة المضطربة إلى مكان مهدد للحياة ولذلك دعا مدير عام الموانئ والهيئة السمكية باليمن إلى التعاون مع تحالف الازدهار لتحرير البحر الأحمر من قبضة الحوثي نتمني من الحكومه اليمنينة ممثلة في رئيس الدولة الدكتور رشاد العليمي واحنا كقطاع سمكي كوزارة الثروة السمكية بانشاء غرفة عمليات مشتركه بينا وبين حارس الازدهار هذا علي أساس أنه تنسيق الصياد اللي يخرج من أي مركز لازم يبلغ يخرج من عندنا ببلاغ رسمي على أساسه منخليش يتعرض لأي اعتداء بالغلط.
تظل الأسر اليمنية عالقة في دائرة من الخوف والفقدان تنتظر نهاية لهذه الأزمة التي لا تزال تهدد أرواحهم ومستقبلهم فهل يعود البحر الأحمر مجدداً كمصدر حياة بدلاً من ساحة حرب؟