في الذكرى العاشرة لتأسيس الخلافة المزعومة.. وثائق تظهر وحشية داعش
جرائم داعش لا تعد ولا تحصى فخلال السنوات التي سيطر فيها على أجزاء من سوريا والعراق، ارتكب التنظيم جرائم فادحة من التطهير العرقي إلى المحاكم الميدانية، وصولا إلى الخطف والاغتصاب.
هذه الجرائم لم تقف عند من يراهم التنظيم معارضين له، أو كما يصفهم كفارا أو مرتدين.. بل طالت أيضا أتباعه والسكانِ الذين عاشوا تحتَ حكمهِ.
ومؤخرا كشفت نحو 400 وثيقة جديدة، أن السكان الذين عاشوا داخل ما كان يعرف بدولة الخلافة والأشخاص الذين هاجروا إلى سوريا خصيصا للإنضمام لداعش، واجهوا مشاكل عديدة مع التنظيم.
الوثائق باختصار تضم شكاوى عن الاعتقالات غير القانونية من قبلِ جهاز الحسبة، منها الضرب، وطرد الناس من منازلهم وكذلك السرقة التي كان يقوم بها جنود داعش، إضافة إلى الجثث التي لا تدفن بل تُلقى في القمامة.
كلُ هذه الملفات ْتوضح أن دولة الخلافة المزعومة كانت بعيدة كل البعد عن المجتمع المثالي الذي ادعى تنظيمُ داعش تأسيسه.
تم العثور على هذه الوثائق من قبل الجيش الأمريكي في سوريا والعراق. واليوم، يتم نشرها من قبل مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي CTC وقد سُمح لأخبار الآن بالاطلاع على الوثائق مسبقا.
ذكرى تأسيس دولة الخلافة المزعومة
داعش تنظيم مسلح يتبنى الفكر “السلفي الجهادي”، أعلن يوم 29 يونيو/حزيران 2014 تأسيس دولة “الخلافة” على رقعة جغرافية واسعة سيطر عليها التنظيم في العراق وسوريا، يضم في صفوفه آلاف المقاتلين من جنسيات متعددة.
تعود جذور تنظيم الدولة إلى “جماعة التوحيد والجهاد” التي أسسها الأردني أبو مصعب الزرقاوي بالعراق 2004.
الزرقاوي أعلن عام 2006 مبايعة جماعته لزعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن وأصبح اسمها “تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين”، وبعد مقتله منتصف 2006 أعلن التنظيم قيام “الدولة الإسلامية في العراق” التي أصبحت في 2013 تسمى “الدولة الإسلامية في العراق والشام”.
فكر داعش
ينتمي تنظيم داعش إلى تيار “السلفية الجهادية” الذي ينتهج غالبا الرؤية الفكرية لتنظيم القاعدة، المؤسسة على وجوب “المفاصلة الجهادية” مع الأنظمة الحاكمة بالعالم الإسلامي و”حلفائها الغربيين” تمهيدا لإقامة “دولة الخلافة الإسلامية” لتطبيق أحكام الإسلام.
بدأ الظهور التصاعدي لتنظيم الدولة حين أعلنت القوات الأمريكية والعراقية مقتل أمير “الدولة الإسلامية في العراق” أبو عمر البغدادي ووزير حربه أبو حمزة المهاجر يوم 19 أبريل/نيسان 2010، إذ انعقد مجلس شورى الدولة ليختار أبو بكر البغدادي خليفة له، والناصر لدين الله سليمان وزيرا للحرب.
ظهر تسجيل صوتي منسوب لأبي بكر البغدادي يوم 9 أبريل/نيسان 2013 أكد فيه أن “جبهة النصرة” في سوريا امتداد لدولة العراق الإسلامية، وأعلن توحيد اسميْ التنظيمين تحت اسم واحد هو “الدولة الإسلامية في العراق والشام”.
قبلت “جبهة النصرة” الانضمام لتنظيم الدولة في بداية الأمر بتحفظ، إلا أن الخلافات والمعارك بدأت بعد أن اتهمت الجماعات المعارضة الأخرى -بمن فيها “جبهة النصرة”- تنظيم الدولة بمحاولة الانفراد بالسيطرة والنفوذ، والتشدد في “تطبيق الشريعة” وتنفيذ إعدامات عشوائية.