محمد المولود رمضان: جرائم فاغنر ضد شعب أزواد كانت سببًا في تصدينا لهم بقوة
مؤخرًا أعلن الأزواد في مالي تحقيق ما أطلقوا عليه: انتصارًا كبيرًا، على الجيش المالي وحلفائه الروس بعد ثلاثة أيام من قتال مستمر في بلدة تينزاواتين القريبة من الحدود مع الجزائر في شمال البلاد.
ويعد هذا الانتصار واحدًا من أكبر هزائم مرتزقة شركة فاغنر في أفريقيا، لما حمله من دلالة جعلت ضحايا فاغنر من دول أخرى يقومون بالاحتفال بذلك الحدث وهم يرتدون زي الرجل الملثم، إشارة لزي الطوارق، مثلما حدث من بعض الناشطين في أوكرانيا، وذلك بعد تردد أخبار أن أحد المرتزقة الذين قتلوا في تينزواتين كان من قيادات الهجوم على سوليدار وباخموت في أوكرانيا.
وعن تلك المعركة يقول محمد المولود رمضان، الناطق الرسمي باسم حركة أزواد، في تصريحاته الخاصة لـ”أخبار الآن” ” لقد بدأت العملية الأخيرة الخميس الماضي وانتهت السبت، أي أننا أمضينا ثلاثة أيام في معارك طاحنة ومستمرة، كانت تلك المعارك قد بدأت بقدوم دورية مكونة من نخبة الفاغنر في أفريقيا مصحوبة بوحدات من الجيش المالي.”
الناطق باسم أزواد: تينزاواتين كانت الملجأ الأخير لعائلات شعبنا فدافعنا عنها حتى الموت
مدن كثيرة في مالي قام الفاغنر فيها بصحبة الجيش المالي بطرد أهلها من شعب الأزواد متمثلين في في عرقيات الطوارق والعراق والسونغاي وهم العرقيات الثلاثة المختلفة في مالي وذات الإرث التاريخي في الأرض المالية، وعلى مدى أشهر، استمر طرد السكان الأزواد من مدن الجنوب والوسط باتجاه الشمال حيث الحدود مع الجزائر ولم يعد هناك مهرب اما السكان المهجرين قسريًا.
وعن ذلك يقول محمد المولود رمضان” لقد وصلت الدورية المالية المصحوبة بقوات فاغنر وتقدموا إلى منطقة تسمى تينزاواتين (أو تنزواتن) وهي منطقة على الحدود الجزائرية وهي منطقة أصبحت هي الملجأ الأخير للعائلات والشعوب التي فرت من بطشهم في الأراضي التي عانوا فيها من مذابح فاغنر وجيش مالي، ولكننا كنا هناك في انتظارهم، فعند قدوم تلك القوات للمنطقة كانت ثم وحدات تابعة للإطار الاستراتيجي الدائم للحركات الأزوادية وتصدت لهم ودخلت معهم في معركة طويلة حتى تم تدمير الكتيبة بأكملها والسيطرة عليها بالكامل بين قتيل وأسير.”
وعن حقيقة مقتل قيادات من فاغنر في تلك المعركة قال رمضان “حسب المعلومات التي تردنا من المتخصصين في ملف فاغنر فإن في صفوف القتلى والأسرى قيادات من قيادات فاغنر وتم حجز بعض آلياتهم ومعداتهم والباقي احترق في المعركة.”
محمد المولود رمضان: نحن أمام عدو مختلف وعلينا أن نستعد له جيدًا
وعن مسار المعركة القادمة ومجريات مستقبلها على أرض مالي يقول رمضان”نحن في حرب مفتوحة وما حدث في الأيام الماضية هي مجرد خطوة ستتبعها خطوات أخرى لأن هدفنا هو تحرير أرض أزواد، لذا فالحرب مفتوحة، ونحن منذ اليوم الأول مصرين على الانتصار ولكننا كنا نضع خطة للعدو الذي لم يعد هو ذاته عدونا التقليدي الذي نعرفه، فالفاغنر ليسوا كجيش مالي الذي صرنا على دراية كاملة بالحرب معه، ولكن إلى جانبهم علينا مواجهة فاغنر وهم جيش من المرتزقة، و بالتالي كان علينا وضع خطة استغرقت كثيرًا من الوقت لللوصول إلى مواجهة مباشرة، ونحن في مرحلة المواجهة الآن وسنفتح حربًا مفتوحة في جميع إقليم أزواد”
كنت الجرائم التي ارتكبها الجيش المالي بصحبة مرتزقة فاغنر في حق الشعب الأزوادي سببًا في إصرار قيادات حركة الأزواد على تحقيق انتصار لشعبهم، حيث يؤكد محمد المولود رمضان الناطق باسم حركة أزواد ذلك في تصريحات لـ”أخبار الآن” قائلًا” نعم، إن الجرائم البشعة التي يرتكبونها في حق شعبنا البرئ، كانت سببًا في إستماتتنا لتحقيق النصر، فهم لم يتركوا لنا خيار لترقب وقت مناسب بصورة أكبر، لذا فكان لزامًا علينا أن نتحمل المسؤولية، لأن هدفنا هو الدفاع عن هذا الشعب وتمكينه من تحقيق مطالبه.”
انتقام فاغنر للمرتزقة.. أمر يتوقعه قيادات أزواد
وعن دور المرتزقة الروس من فاغنر في الحرب الدائرة رحاها في مالي يقول رمضان” لقد ساعدت فاغنر الجيش المالي في الوصول إلى مناطق بعيدة لم يستطيعوا الوصول إليها من قبل، كما ساعدتهم في تنفيذ جرائم الحرب، فهم معروفون بأنهم مجموعة من المرتزقة، أينما ذهبوا يمارسون القتل، النهب، السرقة والتهجير، فهم خبرة في مجال جرائم الحرب”
وعن توقع انتقام فاغنر لهزيمتهم على يد الأزواد يقول رمضان “كل شئ وارد في الحرب مع مرتزقة، لا يحكمهم قانون ولا قيم، هدفهم هو القتل، يتلقون رواتب من أجل القتل فقط، وأتى بهم الانقلابيون في مالي من أجل تصفية عرقية للعرب والطوارق في المنطقة وتبديل سكان أزواد بسكان قادمين من مناطق أخرى من الجنوب لتغيير ديموغرافية أزواد،ونحن نتوقع منهم محاولة الانتقام لهيزمتهم على أيادينا في تينزاواتين”.