السيد بن بيلا: عبور الطوارق في ليبيا لحدود مالي عمليًا غير واقعي والحدود تعوقهم
ترددت صباح الإثنين 5 أغسطس/ آب من العام الحالي 2024، بعض الأخبار عن انضمام مئات المقاتلين من قبائل الطوارق في ليبيا إلى طوارق مالي في منطقة تينزاواتين في شمال مالي على الحدود مع الجزائر والتي لاقى فيها الجيش المالي بصحبة مرتزقة فاغنر هزيمتهم الأخيرة على يد شعب إقليم أزواد الذي تمثل قبائل الطوارق غالبيته.
وكانت بعض التقارير الصحفية قد علقت على الأمر،و ترددت نفس الأخبار بكثرة على بعض الحسابات المهتمة بالشأن السياسي والعسكري في مالي وفي أفريقيا بصفة عامة.
وعن التواصل بين طوارق ليبيا وطوارق مالي يقول محمد المولود رمضان الناطق الرسمي باسم حركة أزواد في تصريح خاص لـ “أخبار الآن” إن التواصل موجود دائما بين شعوب قبائل الطوارق في كل البلدان التي يتواجدون بها، وهناك تواصل أخوي وقبلي بيننا وبين إخواننا في ليبيا ولكنه تواصل إنساني لنسيج اجتماعي واحد”
ثم يستدرك حديثه قائلًا “ولكن الطوارق في ليبيا ليسوا بنظام جبهات أو ما شابه هم فقط قبائل تعيش في ظل النظام الليبي ولا يستطيعون أن يأخذوا قرار الحرب من تلقاء أنفسهم، أما نحن هنا في أزواد فنحن في منظمة الإطار الاستراتيجي لحركة أزواد، نطالب بحمل السلاح و الكفاح المسلح المنظم، صحيح أننا نتكون من قبائل الطوارق والعرب وباقي مكونات الشعب الأزوادي، لذا فعلاقتنا بطوارق ليبيا هي علاقة نسيج واحد لشعب الطوارق على المستوى الإنساني ولكن لا معلومات لدينا عن إمكانية انضمامهم للحرب في مالي مع أشقائهم طوارق مالي.”
بن بيلا: مساعدة طوارق ليبيا لنا لا زالت واقعيا محصورة في بيان الإدانة والمساندة العلنية
ويقول السياسي والمؤرخ الأزوادي السيد بن بيلا “هذا الخبر غير دقيق وفيه من المبالغة، وفيه مبالغة، ومساعدة طوارق ليبيا لنا لا زالت واقعيا محصورة في بيان الإدانة والمساندة العلنية.
أما أن تتحرك قوة بهذا الحجم الذي نراه في وسائل التواصل الاجتماعي، فهذا أمر مستبعد على الأقل في الظرف الحالي لاستحالة أن يجتازوا حدود دولة النيجر إلينا خاصة أنها في حلف مع جيش مالي وتشارك في الحرب علينا فلن تسمح لهم بعبور الحدود، كما أن الجزائر أيضًا لن تسمح لهم بالمرور عبر حدودها في الظرف الحالي.”
ثم يؤكد بن بيلا على أن التضامن الشعبي موجود لا شك في ذلك ولكنه حتى الآن لم يتجاوز خطابات الشجب والإدانة عبر وسائل الإعلام فقط على حسب تعبيره.
ذلك الشجب وتلك الإدانة اللذان عبر عنهما طوارق ليبيا في البيان رقم 5 لعام 2024 للمجلس الاجتماعي الأعلى لطوارق ليبيا والذي أدانوا فيه جرائم الجيش المالي وبصحبته فاغنر ودول أفريقية أخرى ضد طوارق الزواد، وحذر المجلس الأعلى لطوارق ليبيا من مغبة العنف الذي تمارسه تلك الدول تجاه سكان الأزواد وعلى رأسهم الطوارق من مقابلة هذا العنف بعنف مضتاد قد يشمل دول عدة بالمنطقة كلها
حكومة مالي تقطع العلاقات الدبلوماسية مع أوكرانيا بسبب أزواد
وقد أعلنت حكومة مالي الأحد الماضي قطع علاقاتها الدبلوماسية مع أوكرانيا، متهمة كييف بالضلوع في تكبد الجيش المالي ومجموعة فاغنر الروسية خسائر كبيرة في معارك مع الأزواد.
واتهمت الحكومة المالية أوكرانيا بانتهاك سيادة البلاد، وتجاوز إطار التدخل الخارجي، وذلك عقب إلان الأزواد في مالي تحقيق ما أطلقوا عليه: انتصارًا كبيرًا، على الجيش المالي وحلفائه الروس بعد ثلاثة أيام من قتال مستمر في بلدةتينزاواتين القريبة من الحدود مع الجزائر في شمال البلاد.
ويعد هذا الانتصار واحدًا من أكبر هزائم مرتزقة شركة فاغنر في أفريقيا، لما حمله من دلالة جعلت ضحايا فاغنر من دول أخرى يقومون بالاحتفال بذلك الحدث وهم يرتدون زي الرجل الملثم، إشارة لزي الطوارق، مثلما حدث من بعض الناشطين في أوكرانيا، وذلك بعد تردد أخبار أن أحد المرتزقة الذين قتلوا في تينزواتين كان من قيادات الهجوم على سوليدار وباخموت في أوكرانيا.
ويرى المراقبون أن هزيمة فاغنر في تينزاواتين تعد الهزيمة الأكبر لهم منذ دخولهم أفريقيا خلال العقد الأخير.