أخبار الآن تتابع أوضاع الجالية العربية في بولتافا الأوكرانية بعد الهجوم الأكثر دموية هذا العام
لم يكن يوم الثلاثاء الماضي سوى أحد أيام الحرب التي تعيشها أوكرانيا منذ نحو عامين ونصف بعد غزو روسيا لأراضيها، لكن بالنسبة لسكان مدينة بولتافا في وسط أوكرانيا، كان الوضع أشد قسوة، وهم الذين لم يعتادوا ربما على ضربات كبيرة كتلك التي شهدتها المدينة هذا الأسبوع.
ففي هجوم صاروخي روسي استهدف بولتافا، وأدّى إلى تدمير جزئي لمعهد عسكري، قتل نحو 51 شخصا على الأقل وأُصيب 271 آخرين بجروح، فيما مثل أحد أكبر الهجمات الروسية دموية على أوكرانيا هذا العام.
وأثار الهجوم ردود فعل عواصم غربية، فبينما رأت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، أن وحشية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “لا تعرف حدودا”، مؤكدة أنّه “يجب محاسبته”، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي إنّ الضربة الروسية على مدينة بولتافا “تذكير مروّع” بـ”وحشية” بوتين، وهو ما اتفق معه وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي.
لكن فيما اهتم الكثيرون بهدف الضربة الروسية، وتساءل البعض عن سبب هذا التجمع العسكري الكبير في مكان واحد، لم يتطرق أحد إلى أوضاع العرب في مدينة بولتافا وهي التي تتواجد بها جالية عربية لأغراض مختلفة بعضها للتعليم وأخرى للاستثمار، وغير ذلك.
نحن في أخبار الآن، تواصلنا مع المتحدث باسم الجالية العربية في مدينة بولتافا الدكتور وليد خضر، والذي أكد أن جميع أفراد الجالية بخير ولم يصب أحد منهم بأي أذى خلال الهجوم، لكنه أشار إلى أن الوضع بالمدينة أصبح معقدا، كما هو الحال بالعديد من المدينة الأوكرانية نتيجة الحرب التي بدأ مع غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير 2022.
وكشف خضر أن الهجوم الروسي خلف دمارا واسعا بالمدينة، فيما أكد شهود العيان أن بولتافا شهدت لحظات صعبة للغاية، خصوصا وأنها المرة الأولى التي تشهد فيها هجوما كبيرا بهذا الحجم، معربا عن حالة خوف وقلق كبيرين بالنسبة للعرب هناك.
ولفت المتحدث باسم الجالية العربية أن من بين الأسباب التي أدت إلى عدم إصابة أحد من العرب خلال الهجوم، هو قلة عددم في الوقت الحالي، حيث يتواجد الآن ببولتافا نحو 100 شخص مقارنة بنحو 2500 إلى 3000 شخص عربي كانوا يعيشون بالمدينة قبل الحرب.
كما كشف خضر في حديثه مع أخبار الآن أن هذا الهجوم أثر بالتأكيد على سير الدراسة بالمدينة، مشيرا إلى أن بعض الجامعات أغلقت أبوابها مؤقتا، فيما كان يحاول البعض الآخر متابعة العمل لكن بحذر شديد.
وبسبب هذا الوضع الصعب، كشف ممثل الجالية العربية ببولتافا أن الطلاب العرب هناك يشعرون بحالة عدم استقرار، وبالتالي لا يفكرون في الدراسة بشكل طبيعي، رغم أنهم مضطرين على التكيف والاستمرار قدر المستطاع.
وتطرق خضر إلى التحديات التي تواجه الجالية العربية بالمدينة، على خلفية هذه التطورات، مضيفا أنهم يواجهون صعوبات كبيرة، للحصول على ضروريات الحياة، مثل الغذاء والمياه، والدواء، والرعاية الطبية والصحية، بالإضافة إلى انقطاع الاتصالات أحيانا، ومواجهة صعوبات بالتنقل داخل وخارج المدينة في أحيان أخرى.
عرض هذا المنشور على Instagram
واختتم خضر حديثه مع “أخبار الآن” أنه على الرغم من هذه التحديات التي تصعب الحياة اليومية، في بولتافا، إلا ان هناك حالة كبيرة من التعاون والتضامن بين أفراد الجالية العربية، وكذلك تواصل دائم، للحفاظ على سلامة الجميع وضمان أمانهم في ظل هذه الأوضاع الصعبة وغير المستقرة.