بعد استهدافه من قِبَل عملاء إيرانيين: طهماسبی ناشط إيراني يعيش تحت تهديد دائم في هولندا
قبل وقت قصير من الموعد الذي كان من المفترض أن يُقتل فيه، لاحظ الناشط الإيراني المعارض سيامك طهماسبی رجلين على شاشة نظام كاميرات المراقبة المنزلية الخاصة به.
وبينما كان جالسًا في نفس الشقة، رأى كيف حاول الرجلان، المسلحان بمسدسات ومطرقة، اقتحام شقته في السادس من يونيو في مدينة هارلم الهولندية.
لأكثر من عام، كان الناشط الإيراني يعلم أن قتلة مؤيدين للنظام الإيراني كانوا قادمين لاغتياله.
لذلك، عندما رأى طهماسبی الرجلين وهما يحاولان اقتحام منزله، ضغط على زر خاص تم تركيبه خصيصًا، والذي يستدعي الشرطة الهولندية القريبة.
في تلك الأثناء، اختبأ طهماسبی في جزء مُعد مسبقًا داخل شقته، وبعد فترة وجيزة، وصلت الشرطة وألقت القبض على كلا المهاجمين المسلحين، قبل أن يصاب المعارض الإيراني بأذى.
بعد ذلك، اتضح أن أحد المهاجمين كان بالفعل مشتبهًا به في حادثة إطلاق نار سابقة في إسبانيا استهدفت سياسيًا على صلة بالمعارضة الإيرانية.
هذا السياسي الإسباني هو أليخاندرو فيدال-كوادراس الذي تم إطلاق النار عليه في وجهه لكنه نجا.
وفي مقابلة خاصة عبر تطبيق زووم من موقع غير معلوم في هولندا، قال طهماسبی: “لم أختبئ حقًا بعد الحادث”.
وأضاف: “هناك مقولة باللغة الفارسية: دمي ليس أكثر احمرارًا من دماء الآخرين الذين يضحون بحياتهم، وأسرهم، ومستقبلهم”.
لكن الناشط الإيراني ليس ساذجًا أيضًا، يقول:”بالطبع، اتخذت إجراءات أمنية صارمة وجادة للغاية. لا يجب أن يعرف أحد مكاني، وليس لدي أي علاقات أو أصدقاء أو روابط أسرية. أعيش رسميًا حياة منعزلة. والدتي البالغة من العمر 81 عامًا ما زالت تعيش في إيران – لم أرها أو أتحدث معها منذ أكثر من عامين.”
الخطر الذي يواجهه الناشطون الإيرانيون من الاغتيال في هولندا حقيقي، فقد تم تصفية اثنين من الشخصيات المعارضة الإيرانية في البلاد بالفعل، هما علي معتمد في عام 2015 في مدينة ألمير، وأحمد ملا في عام 2017 في لاهاي.
وعلى الرغم من أن القتلة تبين أنهم “مجرمون مرتبطون بالمافيا المحلية”، إلا أن السلطات الهولندية أشارت إلى اعتقادها بأن هؤلاء المجرمين كانوا قتلة مأجورين من قبل طهران.
يقول طهماسبی: “كنت مستعدًا لهذا الهجوم عليّ، كنت أعلم أنهم سيأتون لي”.
ويؤكد أنه تلقى تهديدات مباشرة وغير مباشرة من السلطات الإيرانية داخل طهران.
يتابع: “تلقيت تحذيرات عبر ابن عمي في إيران من الحكومة. قالوا: عليك أن تتوقف [عن نشاطك المعارض للدولة] أو فكر في مصير هؤلاء الذين قُتلوا في هولندا”.
يضيف: “أعتقد أن ابن عمي يتعاون مع الحكومة. إنهم جادون، يريدون قتلي. لكن كما هددوني، سأضاعف من نشاطاتي لصالح المعارضة.”
المهاجمان اللذان تم القبض عليهما في هارلم كانا معروفين لدى السلطات باعتبارهما “مجرمين عاديين”، أحدهما مغربي والآخر كولومبي.
كما تم اعتقال امرأة هولندية، طُلب منها مراقبة منزل طهماسبی ووضع جهاز تتبع GPS تحت سيارته.
وقال المدعي العام في هولندا خلال المحاكمة إن طهماسبی كان بالفعل مهددًا من قبل النظام في طهران.
ويشير الناشط سيامك طهماسبی إلى أن السلطات الإيرانية كانت في الماضي تستخدم دبلوماسييها لملاحقة الناشطين المعارضين خارج البلاد.
وفي هذا الصدد يقول: “لكن بعض هؤلاء الدبلوماسيين الإيرانيين تم القبض عليهم، وأصبح ذلك صداعًا كبيرًا بالنسبة لهم، لذلك غيروا طريقة عملهم. الآن تقوم طهران بتصفية الأشخاص [المعارضين] باستخدام مجرمين محليين.”