تحتوي قرقنة على جزيرتان رئيسيتان هما جزيرة شرقي وجزيرة غربي
- تعتبر جزيرة قرقنة المكان الوحيد على وجه الأرض الذي يمكن فيه امتلاك البحر
جزر قرقنة هي مجموعة من الجزر تقع قبالة الساحل الشرقي لتونس في خليج قابس، وتحديدًا على بعد ما يقرب من عشرين كيلومترًا من ساحل مدينة صفاقس التونسية أي على بعد ساعة بالعبارة من المدينة وهي جزر منخفضة، إذ لا يزيد ارتفاعها عن 13 مترًا فوق سطح البحر.
لا يربط بالجزيرة أي جسر أو ممر بري لتسهيل تنقل الناس وتعتبر البواخر الوسيلة الوحيدة التي تصل هذه الجزر بالعالم الخارجي وتنظم يوميا رحلات بحرية لنقل الوافدين على الجزيرة.
وتستمر الرحلة بين مدينة صفاقس التونسية والجزيرة لما يزيد عن ساعة في عرض البحر ويركب الكثيرون في الباخرة فقط من أجل الاستمتاع بالبحر والرحلة.
تحتوي قرقنة على جزيرتان رئيسيتان وهما جزيرة شرقي وجزيرة غربي، وعدد من الجزر الأخرى الأصغر حجمًا. وتبلغ مساحة الأرخبيل 160 كيلومتر مربع وقدر عدد سكانه في العام 2014 بما يقرب من 15,501 نسمة.
وتعتبر جزيرة قرقنة المكان الوحيد على وجه الأرض الذي يمكن للناس العاديين فيه امتلاك أجزاء من البحر. كما أن البحر الموجود تحت الجزر الصغيرة مملوك في الغالب للصيادين، حيث تتطلب طرق الصيد وضع الشباك في أجزاء معينة من الماء.
.
في قرقنة، يمكن مشاهدة القوارب التي ترسو في هدوء على الماء هذا إلى جانب المشاهد الطبيعية الهادئة وأشجار النخيل المتمايلة التي تتميز الجزيرة بها.
جزر قرقنة هي واحدة من بين أفضل الجزر المحفوظة في حوض البحر الأبيض المتوسط، وهي مثال على التخطيط الحضري النموذجي في المدن العربية القديمة التي تخترقها مداخل ضخمة.
في الأحياء القديمة والحديثة في جزر قرقنة يسيطر لون واحد على المباني إذ يقوم أغلب السكان وحتى أصحاب النزل بتلوين مساكنهم بالدهن الأزرق الذي يعكس مع الأبيض زرقة البحر والسماء.
يذكر أن عدد سكان الجزيرة قد انخفض بشكل ملحوظ خلال فترة الثمانينات بسبب الجفاف إذ يسيطر مناخ شديد الجفاف على هذه المنطقة لذلك يعي سكان الجزيرة بأهمية المياه وندرتها ويعتمدون في كل منازلهم ما يسمى بـ”الماجل”.
الماجل ويقصد به منشأة لتخزين مياه الأمطار؛ وهو عبارة عن حفرة تتسع في الأسفل وتضيق تدريجياً نحو الأعلى فهو شكل مشابه لشكل القارورة، ويتراوح عمق الماجل بين 4 و6 أمتار فأكثر.
يعمل أغلب سكان الجزيرة في الصيد الذي هو أكثر من مجرد نشاط اقتصادي، بل هو العمود الفقري للجزيرة وأهلها وعادة ما يعتمد الصيادون طرق الصيد التقليدية لتوفير لقمة العيش.
تغرق الجزيرة في هدوء فريد من نوعه وتسير الحياة فيها على نسق بطيئ خاصة في فصل الشتاء، مع تراجع عدد زوارها بسبب التضييقات الأمنية لأنها تعتبر منطقة عبور نحو أوروبا.