حرائق كندا تغطي معالم أمريكا بالضباب.. وتحذيرات من مخاوف صحية
أجبرت سحابة هائلة من الدخان المنبعث من حرائق الغابات في كيبيك الأطفال على البقاء في منازلهم، وأوقفت الرحلات الجوية في مدينة نيويورك وتركت ملايين السكان عرضة لخطر تنفس هواء غير صحي.
وتلقى أكثر من 75 مليون شخص في شرق الولايات المتحدة تنبيهات بشأن جودة الهواء، الأربعاء، بسبب الدخان الذي جعل الآفاق والمعالم الأيقونية تختفي خلف أبخرة برتقالية اللون.
أظهرت صور التقطت الأربعاء في مدينة نيويورك سحباً كثيفة من الدخان تغطي معالم المدينة وفي أمريكا. ومصدر هذا الدخان هو حرائق الغابات التي تستعر منذ أيام في كندا المجاورة.
وتسببت حرائق الغابات في كندا بتدهور جودة الهواء على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، حيث وصلته الأربعاء، آثار الدخان وامتدت على نطاق واسع.
وأصدرت 13 ولاية تنبيهات على خلفية ما تسبب فيه الدخان والأبخرة من حجب للرؤية، كما ألزمت المواطنين بالبقاء داخل منازلهم، منذ صباح اليوم.
وجاء في تقرير صادر عن خدمة الأرصاد الجوية الوطنية الأمريكية أن جودة الهواء “انخفضت” في العاصمة واشنطن إلى “مستويات خطيرة”.
وذكر التقرير أنه تم تسجيل جودة هواء “سيئة للغاية بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب، والرئة، فضلاً عن كبار السن، والأطفال والمراهقين”.
وتوقع التقرير انخفاض الرؤية على مدار عدد من ساعات اليوم، وطالبت السلطات المواطنين بارتداء الأقنعة.
وفي السياق نفسه، ألغت المدارس الحكومية بالمقاطعات التي تأثرت بدخان حرائق الغابات في كندا، الأنشطة الخارجية بما في ذلك الألعاب الرياضية.
وعلى هذا النحو، أصدر عمدة مدينة نيويورك، إريك آدامز، بيانا مساء الثلاثاء، أكد فيه أن جودة الهواء “تتدهور في أنحاء المدينة بسبب الدخان الناجم عن حرائق الغابات في كندا”. وقال إن الهواء “غير صحي ويثير مخاوف صحية”.
من المتوقع أن يصل الدخان الناتج عن حرائق الغابات الكندية إلى أقصى الجنوب في الولايات المتحدة، حتى ولاية كارولينا الجنوبية، وفقاً للتقديرات.
هذا وقال مسؤولون كنديون إن رجال الإطفاء يعملون على إخماد الحرائق في مقاطعة كيبيك، حيث ينشط حالياً أكثر من 160 حريقاً في الغابات.
وأفاد موقع “آي كيو-إير.كوم” الذي يتتبع نوعية الهواء في كل أنحاء العالم، بأن نيويورك – المعروفة عادة بسمائها الصافية – سجلت أسوأ مؤشر لجودة الهواء مقارنة بالمدن الرئيسية في العالم.
ومثل العديد من سكان نيويورك، اختار تغطية وجهه أثناء التنزه مع كلبه في سنترال بارك الذي يعتبر الرئة الخضراء لمانهاتن.
كما حذّر العلماء من أن ارتفاع درجات الحرارة يزيد من خطر الظواهر الجوية القاسية بما فيها موجات الحر والجفاف التي غالبا ما تتسبب في اندلاع حرائق الغابات.
وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار إن الوضع كان “مثالا مقلقا للطرق التي تؤثر بها أزمة المناخ على حياتنا”.
بدوره، قال وزير السلامة العامة الكندي بيل بلير، في تصريحات صحافية، إن كندا شهدت 2214 حريقاً هائلاً في عام 2023، مشيراً إلى أن قرابة 3.3 مليون هكتار (8.1 مليون فدان) تعرضت للاحتراق.
وتسبّبت الحرائق المدمرة في فرار أكثر من 20 ألف شخص من منازلهم واحتراق حوالى 3,8 ملايين هكتار من الأراضي في كندا حيث وصف رئيس الوزراء جاستين ترودو موسم حرائق الغابات هذا بأنه الأسوأ على الإطلاق في البلاد.