النفايات في سوريا.. مكسب رزق للكثير من العائلات
من مكبّ للنفايات في شمال غرب سوريا، تشقّ عبوات بلاستيكية طريقها الى مركز للخردة، حيث ينهمك عمال في فرزها وغسلها ثم صهرها وتحويلها الى حبال تُصنع منها حصر ملونة يقبل السكان على شرائها نظراً لأسعارها المتدنية.
ما إن تصل شاحنة محمّلة بالنفايات الى مكبّ على أطراف بلدة حزرة في ريف إدلب الشمالي، حتى يقبل السكان على نثر محتوياتها، فيجمع بعضهم المواد البلاستيكية دون سواها من أجل بيعها لاحقاً.
ولا يبدو فرز النفايات ومن ثم إعادة تدويرها خياراً بيئياً في منطقة إدلب التي تعاني ظروفاً معيشية صعبة، وتنتشر فيها مئات المخيمات ويُعد قرابة نصف سكانها من النازحين من مناطق أخرى.
من مكبّ النفايات، تنقل شاحنات أو سكان المواد التي تمّ جمعها إلى مراكز خردة، أحدها مخصص للمواد البلاستيكية، على أطراف بلدة رام حمدان في ريف إدلب الشمالي.
في ساحة المركز، تتكوّم عبوات وأوان بلاستيكية ملونة قرب بعضها البعض. في ناحية منها، يقصّ عامل المواد مستخدماً ماكينة مخصّصة لذلك، ثمّ تمر عبر ماكينة أخرى تفرمها الى جزيئات صغيرة.
المهمة ليست بسهلة. حيث يعاني السكان من الروائح بسبب هذه المواد التي يتمّ جمعها من النفايات والحاويات في الشوارع كما هناك خوف من أمراض معدية قد تسببها في ظل “انتشار الروائح القذرة والذباب”.
بعد صهره داخل فرن مخصّص لذلك ثم تبريده، يخرج البلاستيك المعاد تدويره على شكل حبال يتم تلوينها ثم نقلها الى معامل صناعة البلاستيك من أجل تحويلها إلى حصر أو خراطيم ريّ أو أوان منزلية.
ويتراوح سعر الحصيرة بين خمسة و15 دولاراً، ويختلف السعر بحسب القياس المطلوب.