إنقاذ 4 أطفال أشقاء بعد 40 يوما في الأمازون
تداولت وسائل الإعلام العالمية قصة نجاة أربعة أطفال لمدة 40 يوما في غابة الأمازون في كولومبيا بعد تحطم طائرتهم، في مايو الماضي، ما أسفر عن مقتل جميع البالغين الثلاثة الذين كانوا على متنها، بمن فيهم والدتهم.
وتحدثت العمة والجدة بفخر عما قامت به ليزلي البالغة من العمر ثلاثة عشر عامًا ببناء خيمة باستخدام شرائط الشعر للحفاظ على أمان إخوتها الصغار الثلاثة بعدما فقدوا في غابة الأمازون لمدة ستة أسابيع.
قالت عمة الأطفال الأربعة إن “لعبة البقاء على قيد الحياة” التي لعبوها يجب أن تكون قد أعدتهم لهذه المحنة”. وقالت داماريس موكوتوي لشبكة “كاراكول” الإخبارية المحلية إن ليزلي البالغة من العمر ثلاثة عشر عاما وشقيقها ابن التسعة أعوام لعبا هذه المباراة بشكل متكرر قبل ذلك في الغابة. وتابعت: “عندما كانا يلعبان، كانا يقيمان مثل تلك الخيمة الصغيرة التي نصباها بعد الحادثة”.
وأوضحت صحيفة “واشنطن بوست”، الأحد، أنه تم إنقاذ الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 13 عاما و 9 أعوام و 4 أعوام وعاما واحدا، الجمعة، بعد أن أمضى رجال الإنقاذ أسابيع في البحث عنهم في مناطق نائية من الأدغال، التي تعد موطنا للفهود، والأسود، والثعابين السامة.
وذكرت شبكة “سي أن أن”، الأحد، أن مسؤولا في القوات الخاصة الكولومبية أفاد في تصريحات للصحفيين أن تناول دقيق الكسافا ساعد في إنقاذ حياة الأطفال الأربعة.
وقال المتحدث بيدرو أرنولفو سانشيز سواريز إن الأطفال تناولوا “ثلاثة كيلوغرامات (ستة أرطال) من دقيق الكسافا”، ودقيق الكسافا الخشن يشيع استخدامه من قبل القبائل الأصلية في منطقة الأمازون.
وأضاف سواريز: “بعد أيام من الحادث، أكلوا الكسافا بأكملها، لكن في النهاية نفد الطعام وقرروا البحث عن مكان يمكنهم فيه البقاء على قيد الحياة”.
وتابع: “كانوا يعانون من سوء التغذية، لكنهم كانوا واعين عندما وجدناهم”.
وأكد المتحدث باسم القوات الخاصة أن “أصول هؤلاء الأطفال سمحت لهم باكتساب مناعة معينة ضد الأمراض في الغابة ومعرفة الغابة نفسها، أي معرفة ما يأكلونه وما لا يأكلونه، وكذلك كيفية العثور على الماء الذي يبقيهم على قيد الحياة، وهو ما لم يكن ممكنا إذا كانوا معتادين على هذا النوع من البيئة المعادية”، وفقا لـ “سي أن أن”.
ونقلت “واشنطن بوست” عن السلطات قولها إن الطائرة كانت في طريقها من بلدة أراراكوارا الجنوبية عندما اختفت في الأول من مايو.
واكتشف الباحثون في وقت لاحق حطام الطائرة وجثث الطيار وأم الأطفال وشخص بالغ آخر، لكن الأطفال، الذين ينتمون إلى مجموعة هويتوتو للسكان الأصليين، لم يتم العثور عليهم في أي مكان. وذكر تقرير أن الأطفال كانوا يجلسون في مؤخرة الطائرة، والتي كانت أقل تضررا في تحطمها.
وشارك في عمليات البحث أكثر من 100 فرد من الجيش، بالإضافة إلى متطوعين من مجتمعات السكان الأصليين. كما سجلت جدة الأطفال رسائل للأطفال بلغتهم الأم، هويتوتو، تطلب منهم البقاء في مكانهم، وفقا للصحيفة.
ووصل الأطفال إلى المستشفى بواسطة طائرة إسعاف جوية للقوات الجوية الكولومبية، السبت، حسبما نقلت سي أن أن عن مسؤولين.
وتقول التقارير الطبية إنهم يعانون من الجفاف وما زالوا “لا يستطيعون تناول الطعام”، لكنهم بخير وبعيدون عن الخطر.