هجوم زيليونكا أداة لإسكات المعارضين في روسيا
تبلغ تكلفة مهاجمة خصم سياسي في روسيا حوالي 60 روبل أي دولار واحد هذا هو سعر البريليانت الأخضر أو zelyonka زيليونكا في الصيدليات في جميع أنحاء البلاد.
منذ الحقبة السوفيتية، كان زيليونكا المطهر والعلاج الأول للجروح اليومية لكن في عهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أصبحت له وظيفة جديدة وهي “وصم” المعارضين السياسيين.
وفي آخر “هجوم زيليونكا” هو ذلك الهجوم التي تعرضت له الصحفية الروسية إيلينا ميلاشينا في الشيشان، فبحسب زملاء الصحافية الروسية المختصة في الشأن الشيشاني، فقد تعرضت، خلال سفرها لمتابعة محاكمة في جمهورية الشيشان الروسية، للضرب المبرح الذي نتج عنه إصابتها في الرأس، كما كُسرت أصابعها، وقام المسلحون بحلق شعرها وسكب مادة الزيليونكا عليها.
ما هو هجوم زيليونكا؟
في وقت سابق، قام مهاجم مجهول بصب صبغة الزيليونكا على الناشط المعارض أليكسي نافالني خلال زيارة إلى مدينة بارناول في جنوب روسيا، ومن قبله تم رش زيليونكا على رئيس الوزراء السابق ميخائيل كاسيانوف في مسيرة تذكارية للسياسي المعارض الذي تم اغتياله بوريس نيمتسوف.
كما لم تسلم أيضًا، عضوتا فرقة “بوسي رايوت” المناهضتان للكرملين والمدافعتان عن حقوق الإنسان الشابتين “ماريا اليوخينا” و “ناديجدا تولوكونيكوفا” من هجمات الزيليونكا.
وتلك الحالات هي من بين العديد من الحالات التي تعرضت لهجمات ذات دوافع سياسية بمادة زيليونكا.
وبحسب المحلل ديمتري أوريشكين، فإن استخدام هجمات زيليونكا يهدف إلى إضعاف الروح المعنوية للمعارضين وعلى الرغم من ذلك لا تقوى هذه الهجمات على ردعهم، ومن وجهة نظره فإن الصبغة تنتمي إلى أسلوب مركَّز نفسياً من الهجمات التي ظهرت خلال فترة ولاية بوتين الثانية.
ويقول المختص في السياسة ستانيسلاف بيلكوفسكي إنه من غير المرجح أن تكون هذه الهجمات منظمة مركزيًا: “هناك قرارات يتخذها الكرملين مباشرة وتلك التي لا تمنع الآخرين من اتخاذها”. “مثل هذه الهجمات يتم تحديدها على المستوى الإقليمي”.
فبالإضافة إلى وصم الضحايا ممن تعرضوا برش مادة الزيليونكا بالمغضوب عليهم، فإن مادة الزيليونكا من الصعب غسلها وإزالتها من الجلد، وعلى أقل تقدير تبقى هذه المادة على الوجه أسبوعا كاملا، ما يضمن للمهاجمين أن المادة الملونة ستبقى كعلامة على وجوه المعارضين لعدة أيام على الأقل.
ويقول أوريشكين: “إن المهاجم يعمل على إذلال الضحية وتشويه سمعة الشخص في نظر الناخبين باعتباره ضعيفًا”.
ومع انتشار ظاهرة الاعتداء على المعارضين بما يعرف بـ “هجمات زيليونكا”، بدأت المعارضة في حد ذاتها تضع الصبغة الخضراء على وجهها كوسام شرف، ما جعل تأثير هذه الهجمات يتلاشى شيئا فشيء.
فبعد تعرض نافالني للهجوم في بارناول، نشر العشرات من أنصاره صورًا لأنفسهم باللون الأخضر على الإنترنت وعندما تعرض كاسيانوف للهجوم في مسيرة نيمتسوف، بدأ المتظاهرون ومناصروه أيضا في وضع مادة زيليونكا على أنفسهم كطريقة في التعبير عن مساندتهم له.