مطالبات بالكشف عن مصير المفقودين
شددت منظمة العفو الدولية على ضرورة الكشف عن مصير المفقودين في أربع دول عربية لطالما شهدت نزاعات وأزمات وذلك بمناسبة اليوم العالمي للمفقودين والمخفيين قسراً.
وخلال فعالية في بيروت حضرها أفراد عائلات مفقودين من كل من لبنان وسوريا والعراق واليمن، قالت نائبة المديرة الإقليمية في منظمة العفو آية مجذوب إن “هذه الدول في الشرق الأوسط لديها عدد كبير جداً من المختفين، وهي دول فشلت حكوماتها المتعاقبة في اتخاذ أي إجراء يضمن حقوق العائلات”.
وفي غياب أي إجراءات حكومية فاعلة، بادر أهالي المفقودين في الدول الأربع لإنشاء تحالفات تساعدهم على رفع الصوت عالياً.
ويُعد العراق “أحد البلدان الذي يضم أكبر عدد من المفقودين في العالم” جراء أزمات متتالية تهزه منذ عقود، وفق منظمة العفو وقدرت لجنة تابعة للأمم المتحدة أن بين 250 ألفاً ومليون شخص اختفوا منذ 1968 في العراق، الذي تنتشر فيه المقابر الجماعية.
وقالت الناشطة العراقية في ملف المفقودين وداد شماري، وابنها مفقود منذ 2006 “كنت متظاهرة واحدة حتى التقيت بكثر مثلي يشاركون معانتي”.
ومن سوريا، التي تشهد نزاعا داميا منذ 2011 إثر اندلاع احتجاجات ضد النظام، انتقدت المعتقلة السابقة فدوى محمود المجتمع الدولي “لعدم جديته” في ملاحقة قضايا المفقودين.
وقالت “كانت لدينا أحلام كبيرة في 2011، لكننا دفعنا ثمناً باهظاً”. وأضافت “أولادنا ليسوا للسجون وليسوا للمعتقلات”.
واعتقلت السلطات السورية في 2012 زوج فدوى المعارض عبد العزيز الخير وابنها ماهر طحان، ولم تسمع عنهما خبراً منذ ذلك الحين ويعتبران مخفيين قسرياً.
ولا يزال مصير عشرات الآلاف من المفقودين والمخطوفين والمعتقلين لدى أطراف النزاع كافة، وخصوصاً في سجون ومعتقلات النظام السوري، مجهولاً.
ومن اليمن، قالت الناشطة في “رابطة أمهات المختطفين” نجلاء فاضل “اتخذنا على أنفسنا عهداً أن نناضل حتى خروج آخر مختطف” برغم تعرض أعضاء الرابطة “للتهديدات والضرب” خلال تظاهرات للمطالبة بمعرفة مصير أحبائهم.
وأوضحت خلال المؤتمر أن الرابطة التي تأسست في 2016 تعاني من تدني الوعي الحقوقي والقانوني، ما يحول دون تبليغ الأهالي عن مفقوديهم، فضلاً عن انتشار ثقافة الإفلات من العقاب.
وفي لبنان، لا تزال معاناة الأهالي مستمرة لمعرفة مصير أكثر من 17 ألف مفقود منذ الحرب الأهلية (1975-1990). وقد أقر البرلمان في 2018 هيئة وطنية مستقلة لتقفي أثر المفقودين، لكن عملها يبدو مليئاً بالعقبات.
وقالت رئيسة لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان وداد حلواني لفرانس برس “حقنا لن نتخلى عنه ولن نساوم أو نفاوض عليه”.