أوجدت دراسة أمريكية أن الاكتشاف الأثري الهام في شمال غربي المملكة العربية السعودية، يؤكد أن الهياكل الحجرية الضخمة أو ما تعرف بالـ “المستطيلات”، تعدّ من أقدم الآثار في العالم.
وقد شارك وزير الثقافة السعودي، الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، في تغريدة عبر تويتر، السبت, إلى أن تلك الآثار يتجاوز عمرها 7000 عام.
وأثارت الدراسة الأميركية اهتماماً واسعاً، حيث أفاد فيها باحثون بأن الآلاف من الهياكل الأثرية المبنية من جدران صخرية في المملكة العربية السعودية هي في الحقيقة أقدم من الأهرامات المصرية، والدوائر الحجرية القديمة في بريطانيا “ستونهينج” ، وهو ما يجعلها ربما أقدم منظر طبيعي أثري تم تحديده على الإطلاق.
وأظهرت الدراسة التي نشرت يوم الخميس في مجلة Antiquity نشرتها وسائل إعلام أمريكية، أن عمر الهياكل الغامضة المنتشرة حول الصحراء في شمال غربي المملكة العربية السعودية، والمسماة “المستطيلات” المشتقة من الكلمة العربية “المستطيل”، حوالي 7000 عام، ما يعني أنها أقدم بكثير مما كان متوقعاً، حتى إنها تعتبر، وفق الدراسة، أقدم بحوالي 2000 عام من ستونهنغ في إنجلترا، وأقدم من أي هرم مصري.
اكتشاف أثري مهم في شمال غرب المملكة العربية السعودية، يؤكد أن الهياكل الحجرية الضخمة (المستطيلات)، تعدّ من الأقدم في العالم (يتجاوز عمرها 7000 عام) https://t.co/3pEJYJc6bp
— بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود (@BadrFAlSaud) May 1, 2021
وأورد تقرير نشر في منابر علمية من بينها جامعة “كامبريدج”، أن تلك المستطيلات تعد أقدم الطقوس على وجه الأرض حيث يعود تاريخها إلى 7000 سنة، وكانت تستخدم في أواخر العصر الحجري لتقديم القرابين من المواشي.
وبحسب موقع “نيو ساينتست”، فإن الموقع الأثري الشاسع والموجود شمال غربي البلاد، يضم ما يقارب ألف من تلك الهياكل المستطيلة.
وجرى اكتشاف هذه المستطيلات الغامضة لأول مرة، في سبعينيات القرن الماضي، لكنها لم تحظ باهتمام كبير من قبل الباحثين في تلك الفترة. وتتألف تلك المستطيلات من كتل متراصة من الحجر الرملي، وبعضها يزن أكبر من 500 كيلوغرام. أما طول هذا المستطيل فيتراوح بين 20 مترا وحتى 600 مترا، فيما لا يتجاوز علو الجدران المحيطة 1.2 مترا. ويبلغ طول بعض الهياكل القديمة أكثر من 1500 قدم، إلا أنها ضيقة نسبياً، وغالباً ما تكون مجمعة معاً.
وأوضح الأكاديمي الأسترالي، أن هذه المستطيلات لم يجر تصميمها حتى تحتفظ بشيء ما داخلها. وأضاف أن الغاية من إقامة هذه الجدران والحدود هو إقامة ما وصفها بـ”دمقرطة المكان”، والحرص على عزل حيز ما. ورجح الباحثون أن يكون القدامى قد أقاموا هذه المستطيلات من أجل تقديم قرابين من الماشية، في إطار طقوس وعادات. ويظهر التصميم أن هذه المستطيلات تضم حيزا من أجل الدخول، أي أن القدامى كانوا يغلقونها على الأرجح بعد الاستخدام.
صُنعت أبسط الهياكل من خلال تكديس الصخور على شكل جدران منخفضة بارتفاع بضعة أقدام لتشكيل مستطيلات طويلة مع جدار “رأسي” أكثر سمكاً في الطرف الأعلى ومدخل ضيق على الجانب الآخر.