مركز لتعليم الموسيقى في الرياض يضم 140 متدرباً
- المملكة تضم حالياً أكثر من خمسة مراكز لتعليم الموسيقى في الرياض وجدة.
يتابع رجل الأعمال السعودي أحمد عبدالله بشغف ابنته ياسمين وهي تلعب السلم الموسيقي ببراعة على الأورغ في مركز لتعليم الموسيقى في الرياض، في فرصة لم تتوفر لمحبي هذا الفن في المملكة المحافظة حتى سنوات قليلة خلت.
وقال لوكالة فرانس برس في مدرسة “ياماها للموسيقى” في وسط الرياض “أرى نفسي فيها … في الأمور التي لم يكن هناك فرصة لتحقيقها في طفولتي”.
وأضاف الرجل الذي ارتدى ثوبا تقليديا أبيض اللون “الفرصة الآن أصبحت أكبر والاهتمام بالموسيقى يزداد. وبات هناك مؤسسات ومدارس لم تكن موجودة من قبل”.
وأضاف فيما تتلقى ابنته توجيهات مدرسها المصري العشريني “الآن نفكر في الجيل المقبل… أستثمر فيها بتعلم الموسيقى”، في غرفة عُلّقت فيها لافتة تقول “الموسيقى للجميع”.
وتحضر ياسمين الآن حصة أسبوعيا مدتها نصف ساعة في المركز الذي يضم 140 متدربا معظمهم من الأطفال، فضلا عن ممارستها في المدرسة وفي المنزل على أورغ أهداه لها والدها.
وتضم المملكة حالياً أكثر من خمسة مراكز لتعليم الموسيقى في العاصمة الرياض ومدينة جدة على ساحل البحر الأحمر، وسط إقبال كبير من الأسر السعودية المحبة للفنون.
الموسيقى غيرت شخصيتي
وبعد أن خاب أملها في التعلم ذاتيا، وجدت الموظفة السعودية وجدان حجي المحبة للموسيقى منذ الصغر، ضالتها في هذا المركز للتعلم باحترافية.
وقالت حجي (28 عاما) بعد أنّ انتهت من حصة لتعلم الغيتار على يد مدرس أوكراني “حاولت التعلم عبر يوتيوب لكني لم أنجح، إذ ليس هناك من يصحح لي أخطائي”.
وهي تدفع 940 ريالا (250 دولارا) شهريا نظير حصة كل سبت، وبعد خمسة أشهر من التعلّم، قالت بخجل “لم اكن اعرف أي شيء لكن الآن تعلمت الأساسيات”.
وأوضحت الموظفة في شركة أجهزة طبية أنّ الموسيقى تركت أثرا إيجابيا في حياتها كأثر “اليوغا”.
وقالت “الحصة مدتها ساعة تصفّي ذهني … شخصيتي تغيرت (للأفضل). صرت أهدأ”.
وفي كانون الأول/ديسمبر الفائت، حضر أكثر من 732 ألف شخص مهرجان “ميدل بيست” الموسيقي في الرياض، حسب تعداد للسلطات، خلال أربعة أيام شهدت حفلات لفنانين عرب وعالميين بينهم الفرنسي دافيد غيتا.
واستحدثت السعودية في عام 2020 “هيئة للموسيقى” لتأسيس صناعة احترافية للفنون الموسيقية وتوفير التراخيص للمراكز الموسيقية، وأتاحت في برنامج منفصل دورات للموهوبين الراغبين في “ممارسة الموسيقى كمهنة”.
وأدرجت 100 مدرسة أهلية تعليم الموسيقى ضمن برامجها خلال العام الدراسي الحالي.
وفي أيار/مايو، أطلقت الهيئة “برنامج الثقافة الموسيقية” لتطوير مهارات طلاب المدارس الحكومية.
والمدرّسون في مراكز تعليم الموسيقى أجانب ينتمون لمدارس موسيقية متنوعة.
وفي مركز “بيت الموسيقى”، في شمال الرياض، يتفاعل خمسة أطفال صغار مع توجيهات مدرستهم لتحريك أجسادهم بشكل يتوافق مع إيقاع الموسيقى، في غرفة زينت جدرانها بنغمات السلم الموسيقي.
وقالت مدّرستهم اللبنانية مارلين “في هذه السن المبكرة، نحضّر الأطفال للموسيقى عبر إدراجها في أنشطة مثل الرسم والرقص”.
وتصدح نغمات الموسيقى الصادرة من الآلاف المختلفة في طرقات المركز الذي يضم 16 غرفة لتعليم الصغار والكبار، وعُلقت على جدرانه صور لمشاهير الغناء من أمثال بوب مارلي وفيروز.
ويعتزم القائمون على هذا المركز، الذي فتح أبوابه في 2019 ويضم حاليا 300 طالب افتتاح فرع جديد “مع تزايد الطلب”، حسب ما أفاد مديره الفنزويلي سيزار مورا.
وقال مورا إنّ “هناك تقبلاً جيداً للخدمات اللي نقدمها حتى الآن .. هناك مجتمع وسوق محب للموسيقى ينمو”.
وبعد انتظاره مرّتين انتهاء ابنتيه من حصتهما، قرّر السوداني وليد محمود (37 عاما) المقيم بالرياض هو الآخر الانضمام وتعلّم لعب العود.
وقال ضاحكا بجوار ابنتيه لانا (5 سنوات) ودالا (3 سنوات) وهو يمسك بعود خشبي “السعودية تغيرت كثيرا … ربما نكوّن فريقا يوما ما. لم لا؟”.