من هي انتصار الحمادي التي غيبتها ميليشيا الحوثي في سجن إنفرادي؟
- تقبع عارضة الأزياء اليمنية انتصار الحماي في سجن أنفرادي لدى الحوثيين
- ناشطون يمنيون تداولوا خبر وفاة انتصار داخل معتقلها.
بعد عام وخمسة أشهر مازالت عارضة الأزياء اليمنية انتصار الحمادي في سجون ميليشيا الحوثي بعد أن أصدرت محكمة خاضعة لسيطرة الميليشيا الإرهابية حكما بسجنها لمدة خمس سنوات.
والأسبوع الماضي تعرضت العارضة اليمنية لضرب عنيف وتعذيب من قبل قيادات نسائية في السجن المركزي بصنعاء ثم تم نقلها إلى السجن الانفرادي.
انتصار الحمادي تعرضت للضرب والتعذيب داخل السجن المركزي في صنعاء
هذا وتداول ناشطون حقوقيون في الساعات الماضية خبر وفاة العارضة اليمنية إلا أن أسرتها ومحاميها لم يؤكدا خبر الوفاة حتى الآن.
وحمّل الناشط الحقوقي أحمد ناجي البنهاني في بلاغ صحفي، ميليشيا الحوثي، مسؤولية حياة موكلته الفنانة اليمنية انتصار الحمادي القابعة في سجون الجماعة بصنعاء منذ عام ونيف.
وقال الناشط أحمد ناجي ان الفنانة الحمادي تتعرض للضرب المبرح من قبل حراسة السجن المركزي ما أدى إلى تفاقم حالتها الصحية بشكل كبير، مشيرًا أن حياة الممثلة اليمنية المختطفة انتصار الحمادي في خطر، محملًا إدارة السجن المركزي بصنعاء كامل المسئولية الأخلاقية والقانونية والإنسانية الناتجة عن بقاء موكلته في زنزانة إنفرادية وما تتعرض له من أذى نفسي وجسدي.
من هي انتصار الحمادي؟
ولدت عارضة الأزيا المعتقلة، من أب يمني وأم إثيوبية، وهي المعيل الوحيد لأسرتها المكوَّنة من أربعة أفراد، بمن فيهم والدها الكفيف، وشقيقها الذي يعاني إعاقة جسدية، وتعمل منذ أربع سنوات عارضة أزياء، وأدت دورين في مسلسلين تلفزيونيين يمنيين عام 2020، هما “سد الغريب” و”غربة البن”.
وقالت الفنانة السجونة في لقاءات تلفزيونية سابقة، إنها استمتعت بعرض الأزياء أكثر من التمثيل، الذي تعاني فيه العنصرية، بسبب لون بشرتها.
اختطافها من قبل الحوثيين
وقعت عملية اختطاف الحمادي البالغة من العمر 20 عام، مع ثلاث من صديقتها في فبراير عام 2021 على أيدي مسلحين حوثيين من أحد شوارع العاصمة صنعاء، وتم اقتيادهم إلى مبنى التحقيقات الجنائية، إذ احتُجزت انتصار عشرة أيام، من دون اتصال بالعالم الخارجي.
وبعد أسابيع من اختفائها اعترفت ميليشيا الحوثي بوجود الممثلة الحمادي ورفيقاتها لديها، موجهة لهن تهماً ملفقة تتعلق بالشرف، وهو ما نفته الحمادي، في حين أكدت مصادر حقوقية يمنية أن الاعتقال جاء بعدما رفضت محاولات حوثية لتجنيدها في أعمال تجسسية واستغلالها في الإيقاع بعدد من خصوم الجماعة والمناوئين لسياساتها.
وفي مارس 2021، نقلتها ميليشيا الحوثي إلى السجن المركزي في صنعاء، وعوملت صورها كعارضة كتصرُّف فاحش، وبذلك اعتُبرت تمارس الدعارة، في نظر ميليشيا الحوثي، بحسب محامي انتصار.
وفي 24 مايو 2021، سمحت ميليشيا الحوثي لمجموعة من 13 شخصاً، بينهم نشطاء حقوقيون والمحامي، بلقاء الحمادي في السجن 40 دقيقة تقريباً،
ونقلت “هيومن رايتس ووتش” عن انتصار قولها إن الحوثيين اشترطوا لإطلاق سراحها، العمل معهم في نصب فخ لأعدائهم، من خلال إغوائهم بالجنس والمخدرات والكحول، لكنها رفضت.
وبعد 4 أشهر من الاحتجاز التعسفي حولت قضية الحمادي الى محكمة خاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثيين متهمة بارتكاب فِعل مخل بالآداب وحيازة المخدرات، الأمر دفع الحمادي الى محاولة الانتحار بعد نقلها إلى قسم السجينات بتهم الدعارة، بعد تدهور حالتها النفسية والجسدية.
وفي بيان سابق لمنظمة هيومن رايتس ووتش، فإن ميليشيا الحوثي تحاكم بشكل جائر انتصار الحمادي والتي محتجزة تعسفاً فبراير 2021 على خلفية قضية تشوبها مخالفات وانتهاكات.
مصادر حقوقية أكدت أن “انتصار” ههددت بإخضاعها لـاختبار العذرية، إلا أن منظمة العفو الدولية، أوقفت سعي الميليشيا الحوثية إلى إجراء «اختبار العذرية» القسري.
من جهته قال الحقوقي اليمني رياض الدبعي لـ”أخبار الآن” أن ميليشيا الحوثي تبني قوتها و سيطرتها على القمع و البطش و مصادرة الحريات، مشيرًا أنه لا يوجد فضاء حر في صنعاء أو غيرها من المناطق يمكن هؤلاء الفتيات و غيرهن من لديهن الموهبة من التعبير عن انفسهن او الابداع.
ميليشيا الحوثي تبني قوتها و سيطرتها على القمع و البطش و مصادرة الحرياترياض الدبعي- حقوقي يمني
وأضاف الدبعي، أن أي فتاة تحاول كسر القيود المفروضة من قبل هذه الجماعة القمعية، فإن مصيرها سيكون الاعتقال على أقل تقدير.
ونوه الناشط الحقوقي أنه ورغم إدراك الميليشيات الحوثي الحوثيون بأهمية الإعراف المجتمعية التي تمنع التعرض للنساء، بيد انهم يعمدون لتمزيق هذا النسيج الاجتماعي من خلال اعتقال النساء و الصاق التهم المخلة بالشرف بهن. انتصار الحمادي كانت احدى هؤلاء الضحايا.
وأشار الدبعي إلى أن الحمادي فتاة شابة طموحة كانت ما تزال تجرب خطواتها الاولى في عالم الفن المرفوض جملة و تفصيلا من قبل جماعة لا تعرف إلا الخراب و القتل.
الحمادي كانت الضحية التي تم التنكيل بها من أجل إرهاب المجتمع و ترويعهرياض الدبعي- حقوقي يمني
وأكد في حديثة لـ”أخبار الآن” أن أنتصار كانت الحلقة الأضعف، فهي شابة جميلة في مقتبل العمر من أسرة بسيطة و من أم اثيوبية و أب يمني و هي المعيل الوحيد لأسرتها. فكانت الضحية التي تم التنكيل بها من أجل إرهاب المجتمع و ترويعه و تركيعه و قمع النساء و هو الأسلوب الممنهج التي تتبعه الجماعة منذ سيطرتها على العاصمة صنعا.