محمد بن راشد يزور غرفة التحكم الرئيسية بمركز الفضاء بالخوانيج
نجحت الإمارات العربية المتحدة في اطلاق “المستكشف راشد” أحدث مهماتها الفضائية الجديدة ضمن مشروع الإمارات لاستكشاف القمر، والذي يمثل مشروعاً وطنياً رائداً في قطاع الفضاء ومحطة تاريخية تمثل أول مهمة إماراتية وعربية تهبط على سطح القمر في حال نجاحها.
وأكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي أن طموحات الإمارات في مجال الفضاء مستمرة لبلوغ وتحقيق أهدافها بالوصول إلى مستويات عالية في الإنجاز، وتمكين كوادرها لتطوير أفضل قطاع وطني للفضاء، وترسيخ مكانة الدولة المتقدمة على صعيد القطاع الفضائي وصناعته عالمياً.
جاء ذلك خلال متابعته من محطة التحكم الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء في منطقة الخوانيج بدبي، عملية الإطلاق للمستكشف راشد، والذي يمثل أول مشروع عربي للقمر، تصل مدة رحلته حتى 140 يوماً تقريباً في رحلة مدارية للمركبة وصولاً إلى القمر خلال إبريل 2023.
يشكل مشروع الإمارات لاستكشاف القمر مشروعاً وطنياً يندرج تحت الاستراتيجية الجديدة (2031 -2021) التي أطلقها مركز محمد بن راشد للفضاء، ويتضمن المشروع تطوير وإطلاق أول مستكشف إماراتي إلى سطح القمر، والذي أُطلق عليه اسم “راشد”، تيمناً بالمغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، باني نهضة دبي الحديثة.
وقد تم تصميم وتطوير المستكشف راشد، الذي يعد من بين أكثر المركبات تطوراً، بسواعد مهندسين ومهندسات إماراتيين من فريق مركز محمد بن راشد للفضاء، حيث سيقوم المستكشف الإماراتي خلال مهمته بإجراء اختبارات علمية عديدة على سطح القمر مثل الخصائص الحرارية لسطح القمر وتكوين تربة سطح القمر، والتي ستساهم في تمهيد الطريق نحو تحقيق البشرية المزيد من التطورات النوعية في مجالات العلوم والتكنولوجيا وتقنيات الاتصال والروبوتات.
أهداف علمية
حدد مركز محمد بن راشد للفضاء مجموعة من الأهداف العلمية للمستكشف راشد، والتي تقود لتحقيق أهداف المهمة في تطوير العلوم الأساسية ومنها الجيولوجيا، حيث سيختص المستكشف بدراسة خصائص تربة سطح القمر، وعمليات التَحَوّل، ونظام الأرض والقمر، كما سيعمل على دراسة بيئة البلازما وتفاعل التربة والغلاف الكهروضوئي، والشحنات على السطح، وانتقال جزيئات الغبار.
كما يدعم المشروع عددا من الأهداف العلمية في العلوم الهندسية ومواد الأجهزة التكنولوجية المواد منها اختبار المواد في الموقع تحضيراً للمهمات المستقبلية، إلى جانب دعم الجوانب العلمية في مجال التنقل على سطح القمر، وعمليات المهمة والتخطيط.
وتم حمل المستكشف راشد على متن مركبة الهبوط هاكوتو-آر، التي طورتها شركة “آي سبيس اليابانية”، والتي تم إطلاقها من ولاية فلوريدا اليوم، ومن المتوقع وصولها إلى سطح القمر خلال 140 يوماً تقريباً، فيما ستمر المهمة خلال سبع مراحل أساسية، تشمل مرحلة الإطلاق والمدار المنخفض، ومرحلة الملاحة، ومرحلة وصول المستكشف، ومرحلة إنزال المستكشف، وتشغيله، والتنقل على سطح القمر، ومرحلة بدء العمليات على السطح، ومرحلة السبات، وأخيراً مرحلة إيقاف العمليات.
ومن المتوقع هبوط المستكشف راشد على الجانب القريب من القمر في موقع يُعرف باسم فوهة أطلس في ماري فريغوريس. حيث سيترقب العالم هذه اللحظة التي تحاول فيها الإمارات القيام بإنجاز مهمة فضائية جريئة أخرى بعد وصول مسبار الأمل إلى المريخ.
تصميم وخصائص المستكشف
يعد المستكشف راشد واحدا من أكثر المركبات تقدماً وتطوراً التي تصل إلى سطح القمر، كونه يعتمد على ألواح الطاقة الشمسية، ويحمل 4 كاميرات تشمل كاميرتين أساسيتين، وكاميرا مجهرية، وكاميرا التصوير الحراري، إضافة إلى أجهزة استشعار وأنظمة مجهزة لتحليل خصائص التربة والغبار والنشاطات الإشعاعية والكهربائية والصخور على سطح القمر، كما يعتبر المستكشف راشد، متقدماً في الواقع عن جدول إطلاقه الأصلي بعامين.
وسيختبر المستكشف أجهزة ومعدات تقنية تتم تجربتها للمرة الأولى، بغية تحديد مدى كفاءة عملها في بيئة القمر القاسية، واختبار قدرات الإمارات قبل الانطلاق في مهمات استكشافية مأهولة إلى المريخ. وخلال فترة التجربة سيقوم المستكشف بجمع البيانات المتعلقة بالمسائل العلمية مثل أصل النظام الشمسي وكوكبنا والحياة.