لافروف في العراق.. فما أهداف الزيارة؟
- زيارة وفد روسي برئاسة وزير الخارجية سيرغي لافرورف للعراق
- تأتي زيارة الوفد الروسي للعراق في وقت شديد الأهمية بالنسبة للبلدين
حملت زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى العراق كثيراً من الرسائل ذات الطابع السياسي والأمني والاقتصادي، في وقت تتصارع القوى الدولية على الزج بالعراق نحو معسكرها، لا سيما في ظل الحرب الأوكرانية المشتعلة في أوروبا.
يرى مراقبون للشأن العراقي أن روسيا تريد زيادة نفوذها في المنطقة عبر المشهد العراقي الذي يشهد تزاحماً دولياً في هذه المرحلة، مؤكدين أن روسيا اليوم تعمل على ضمان عدم وقوف العراق بالضد منها في ما يتعلق بالاصطفافات المتعلقة بالأزمة الأوكرانية.
واستقبل رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد في قصر بغداد، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والوفد المرافق له.
وأشاد رئيس الجمهورية بمواقف روسيا الداعمة للعراق في حربه ضد الإرهاب وجهوده لحماية أمنه، وأكد في هذا السياق عمق العلاقات بين البلدين.
وشدد الرئيس على أن العراق يسعى إلى بناء علاقات متوازنة مع جميع دول العالم بما يحقق المصالح المشتركة، لافتاً إلى أن البرنامج الحكومي يشجع على مد جسور التعاون والعلاقات مع الجميع.
بدوره، ثمن لافروف موقف العراق الداعي إلى الحوار وتجنب الأزمات وتغليب خيارات السلام بدل الحروب.
ما الرسائل التي تحملها تلك الزيارة وكيف ينظر العراقيون لها في هذا التوقيت؟
تأتي زيارة الوفد الروسي برئاسة وزير الخارجية سيرغي لافرورف، رفقة مسؤولين دبلوماسيين واقتصاديين وممثلين عن شركات طاقة وشركات بقطاعات أخرى، في وقت شديد الأهمية بالنسبة للبلدين؛ حيث أن العراق الباحث عن فرصٍ استثمارية يجابه من خلالها التحديات الاقتصادية وضغط أزمة الدولار، مستغلاً ما لديه من موارد، وروسيا الباحثة عن منافذ مختلفة تواجه من خلالها العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من الغرب بعد عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
ويسعى البلدان لتفعيل 14 مذكرة تفاهم تم الاتفاق عليها في العام 2020 تتضمن مجالات مختلفة لا تقتصر على حدود التعاون في قطاعي النفط والغاز وكذلك التعاون العسكري، إنما تمتد أيضاً إلى قطاعات أخرى مثل التعليم والصحة والنقل.
العلاقات بين روسيا والعراق هي علاقات تاريخية منذ حقبة الاتحاد السوفيتي الذي كان من أهم الحلفاء بالنسبة لبغداد ولم تقتصر العلاقات بين البلدين على الجانب العسكري، إنما تمتد إلى علاقات واسعة تشمل كثيراً من القطاعات الاستراتيجية ومن بينها قطاع النفط.
هناك حوالي 50 شركة روسية لديها عقود تطوير حقول النفط وعمليات الاستكشاف والتنقيب في عدة مناطق داخل العراق، طبقاً لبيانات سابقة ذكرها السفير الروسي لدى بغداد.
السيطرة على النفط العراقي
وتُعد روسيا من أكبر المستثمرين في قطاع الطاقة من خلال عديد من الشركات الروسية العاملة في بغداد ويقدر حجم الاستثمار الروسي بقطاعي النفط والغاز فقط في العراق بـحوالي 13 مليار دولار، وربما يزيد خلال العام الجاري إلى 14 مليار دولار مع استثمارات روسية في حقل مجنون النفطي جنوب العراق .
ويقول مراقبون أن بعض الشركات التي تطوّر النفط العراقي، بما في ذلك غازبروم وروسنفت، مدرجة ضمن قوائم العقوبات الأمريكية بسبب ارتباطها بعملية ضم شبه جزيرة القرم ومشاركة روسيا في النزاع في أوكرانيا، لذا فأن السيطرة الروسية على النفط في العراق تمثل ضربة اقتصادية وسياسية طويلة المدى بالنسبة للولايات المتحدة. ويعود السبب في ذلك إلى أن النفط هو العملة الرئيسية في هذين البلدين، ومن يسيطر عليه سيكون له دور رئيسي في تحديد الجغرافيا السياسية في المنطقة.