طالب غيني يعبر ستة بلدان على الدراجة الهوائية لتأمين مقعد دراسي في جامعة الأزهر المصرية
قطع طالب مسافة ما يقرب من 4000 كيلومتر بالدراجة عبر غرب أفريقيا، متحمّلاً مصاعب الطريق من اعتقال وتوقيف واستجواب وحرارة شديدة، من أجل تأمين مقعد دراسي في جامعة أحلامه.
وانطلق مامادو سافايو باري من غينيا إلى الأزهر المصري المرموق في مايو/أيار 2023، على أمل أن يتم قبوله.
تجوّل الشاب البالغ من العمر 25 عاما بالدراجة لمدة أربعة أشهر عبر البلدان التي دمرها المتشددون والانقلابات.
وقال إنه سعيد للغاية بحصوله على منحة دراسية عندما وصل أخيرا إلى القاهرة.
باري متزوج وهو أب لطفل، قال إنه على الرغم من عدم قدرته على تحمل تكاليف دورة الدراسات الإسلامية في الأزهر، أو السفر إلى مصر، إلا أن سمعة الجامعة دفعته إلى استغلال فرصه في هذه الرحلة الصعبة عبر مالي وبوركينا فاسو وتوغو وبنين والنيجر والتشاد.
يعد الأزهر أحد أكثر مراكز التعليم الإسلامي السني تأثيرا في العالم. كما أنه واحد من أقدم المتاحف، حيث تأسس عام 670 ميلادي.
انطلق باري من منزله “طلبا للعلم الإسلامي” لكنه واجه الشك والتحديات في بعض البلدان التي مر بها بالدراجة.
وفي مالي وبوركينا فاسو والنيجر، تتكرر هجمات المتشددين على المدنيين، وأدت الانقلابات الأخيرة إلى عدم الاستقرار السياسي.
مخاطر أمنية
وقال: “السفر عبر هذه الدول أمر صعب للغاية لأنها لا تتمتع بالأمان هذه الفترة”.
وقال باري: “لديهم مشاكل كثيرة والناس هناك خائفون للغاية. في مالي وبوركينا فاسو، كان الناس ينظرون إلي وكأنني رجل سيئ. في كل مكان كنت أرى الجيش بأسلحته الكبيرة وسياراته”.
وقال إنه تم اعتقاله واحتجازه ثلاث مرات دون سبب وجيه، مرتين في بوركينا فاسو ومرة في توغو.
ومع ذلك، فإن حظ باري أخذ منحى آخر عندما وصل إلى تشاد. أجرى أحد الصحفيين مقابلة مع باري ونشروا قصته على الإنترنت، ما دفع بعض “فاعلي الخير” إلى تمويل رحلة طيران إلى مصر له.
وهذا يعني أنه تجنب ركوب الدراجات عبر السودان، التي تعتبر أجزاء منها حاليا مناطق حرب.
وفي 5 سبتمبر أيلول وصل أخيرًا إلى القاهرة.
وقد أكسبه تصميمه لقاء مع عميدة الدراسات الإسلامية الدكتورة نهلة الصعيدي. وبعد التحدث إلى باري، عرضت عليه الدكتورة الصعيدي مقعداً دراسياً في دورة الدراسات الإسلامية بالأزهر، بمنحة دراسية كاملة.
وقالت العميدة عبر قنواتها على مواقع التواصل الاجتماعي، إن الجامعة حريصة على تقديم العلم للطلاب في جميع أنحاء العالم، وأن هذه الفلسفة “لا تشمل الطلاب الدوليين في مصر فحسب، بل تمتد أيضا إلى الخارج.
والأزهر يستقبل الطلاب من جميع البلدان، ويعتني بهم، ويقدم لهم المنح”.
وقال باري إنه “سعيد للغاية” لحصوله على المنحة، مضيفا: “لا أستطيع أن أخبركم عن مدى سعادتي. أشكر الله”.
وأكمل باري قائلاً إن التجارب التي خاضها في حملته قد طواها النسيان منذ زمن طويل، وقد تم محوها من خلال فرحة القدرة على تسمية نفسه بـ”عالِم الأزهر”.