أخبار الآن | سرت – ليبيا (جمال لعريبي)

داعش في ليبيا لم  يلجأ  فقط الى  تجنيد مقاتلين اجانب و انما  عمد الى استغلال الممرضات والممرضين العاملين  اصلا في ليبيا  لمصالحه ومصالح افراده  الشخصية، واللافت في هذا  الموضوع ان داعش الذي يتغنى بتطبيق الشريعة نراه اول من ينتهكها مستغلا جهد العمال الاجانب و مستغنيا عنهم بعد حين.

الدكتور "Kasimov Marty"من الهند والذي يعمل كطبيب جراحة منذ 18 عاماً في مدينة سرت الليبية يتحدث لأخبار الآن عن مشاهد مرعبة في العامين الأخيرين اللذين قضاهما بين براثن الإرهاب والعنف وهو بين رحمة داعش وانعدام الحياة في مدينة سرت عندما سيطر عليها داعش بداية العام 2015.

أتيت الى ليبيا في عام 1999 وعملت هنا في سرت لمدة 18 عاما وتم القاء القبض علي من قبل تنظيم داعش في عام 2015 ووضعوني في السجن مدة 11 شهرا حيث قاموا بتعذيبي وضربي وبعد ذلك قاموا باجباري على العمل  في مستشفيات التنظيم نظراً لنقص العاملين في هذه المستشفيات ولكني رفضت لاني رجل كبير في السن وأعاني من مشاكل صحية … حيث تم إلقاء القبض عليه وهو داخل غرفة العمليات بمستشفى "ابن سيناء" وسط مدينة سرت وقام داعش على الفور بإيداعه السجن منتصف سبتمبر من العام 2015. 

يقول الطبيب, "Marty"البالغ من العمر 62 أنّهم أجبروه علي العمل معهم كطبيب بإحدى المصحات الخاصة في سرت عندما استولي عليها وأجبر مالك هذه المصحة علي الخروج منها واتخذ داعش من مبني هذه المصحة مستشفى خاصّاً به.

ولكن كان الطبيب قد رفض العمل معهم بحجّة أنه كان يعاني من مشاكل صحية لا تسمح له بالعمل والوقوف لساعات طويلة وإجراء عمليات جراحية لمقاتلي داعش الذين كانوا يعانون من نقص شديد بالأطقم الطبية في المستشفيات بسرت والتي كان يجبر معظم الأطباء الأجانب والعاملين داخل المصحات على العمل معه إن هم فضلوا الحياة على الموت بين أيديهم. 

خرج الطبيب الهندي "Marty" من سجن داعش بحكم من المحكمة الشرعية التابعة له منتصف شهر يونيو 2016 وقد وافق  الطبيب  مرغما على  العمل بمستشفى داعش في الفترة الليلية  و في هذه الفترة الفترة التي اقتربت فيها القوات من الأحياء السكنيّة القريبة من وسط سرت ومن المصحة التي كان يتواجد بها الطبيب "Marty"  في عام 2016.

وفي شهر رمضان تحديداً، قام افراد التنظيم بنقلي من السجن الى مستشفى خاص في سرت للعمل في الفترة الليلية، وبعد انتهاء شهر رمضان تم نقلي الى رقم 3 في سرت لمدة 15 يوم ثم الى رقم 1 وعملت لمدة 10 ايام وبعد هجوم الطائرات الحربية قاموا بنقلي الى مستشفى اخر.

وأثناء اشتداد المعارك بين داعش والقوات الليبية وكثافة الضربات الجوية الموجهة علي تمركزات داعش كان الطبيب مارتي قد انتقل للحي رقم 3 وعندما اقترب القصف الجوي منهم بشكل أكثر كثافة انتقلوا للحيّ رقم 1 حيث أقام داعش مستشفى ميداني هناك اشتغلوا فيه لمدّة 10 أيّام.

اطلق مقاتلو داعش النار على الطبيب  بعدما رفض اجراء عملية جراحية لاحد افراده المصابين هنا  ايقن الطبيب ان هؤولاء  لا يؤمن شرهم  لذلك  قرر الهروب من قبضة داعش  والمكوث مع مجموعة من الأتراك لمدّة شهر الى حين  اخراجهم عبر ممرات امنة وفرتها القوات التي تقاتل داعش في سرت.

وأثناء تواجد الطبيب مارتي بالمستشفى وهو يجري إحدي العمليات الجراحية وأثناء تقدم القوات الليبية الى المستشفى قام داعش بإطلاق النار عليه وفقد الوعي بعد ذلك وقال له أفراد من داعش بأن مقاتلين من مصراته هم من قاموا بإطلاق النار عليه.

ولكنه عندما سأل أحد أصدقائه بالمستشفى قالوا له بأن داعش كان يريد الانتقام منه بسبب رفضه العمل معهم في بداية الأمر وعدم إجراء عمليات جراحيّة لمقاتليه حيث أنّه لا يستطيع ذلك وكانت حالته الصحيّة تتدهور في ذلك الوقت. 

لقد اخرني اصدقائي الذين يعملون معي في المستشفى ان هؤلاء المصابين ليسوا اهل مصراتة ولكنهم مقاتلي داعش المصابين، أدركت حينها أن داعش اجبرني على العمل في المستشفى لمعالجة مقاتليه في غرف العمليات.

عندما رفضت العمل في الاقسام الجراحية غضبوا مني واطلقوا النار علي في شهر أكتوبر، وبعد ذلك استطعت الهروب برفقة اثنين تركيين بعيدا عن أعين التنظيم. وفي نهاية شهر اكتوبر عندما قامت قوات مصراتة بشن هجوم على مباني لداعش بالقرب منا، قمت انا والتركيين وهندي اخر بطلب المساعدة من قوات مصراتة وطلبنا منهم الحماية

كان ذلك في أكتوبر من العام 2016 عندما استطاع الطبيب مارتي الهروب من قبضة داعش والمكوث مع مجموعة من الأتراك لمدّة شهر حيث اقتربت القوات التي  تقاتل داعش منهم بشكل قريب وطلبوا منهم المساعدة على الخروج وكان معه اثنان من الهنود ومجموعة أخري من تركيا وقد تمّ إخراجهم بالفعل.

 

اقرأ أيضا:
داعش يعيش أيامه الأخيرة في بنغازي

لماذا ليبيا تشكل عاملاً جذابا للإرهاب؟